كشف طبيب الأورام الشهير الدكتور حسين خالد، وزير التعليم العالي المصري السابق، عن احتلال مصر المركز الأول في عدد مرضى أورام السرطان في الوطن العربي، وأن سرطان الثدي هو الأكثر انتشارا في الدول العربية يليه سرطان الكبد والرئة والمثانة. وقال الدكتور خالد، الذي شغل منصب عميد معهد الأورام السابق، وعين عضوا بالجمعية الأميركية لطب الأورام، في حواره مع «الشرق الأوسط» إن «نسب الشفاء من السرطان عالميا تبلغ 66% وعربيا 50%». وأضاف الدكتور خالد، وهو الممثل الوطني لمصر وأفريقيا في الجمعية الأوروبية لطب الأورام، وقام بنشر 120 بحثا في تشخيص وعلاج الأورام في كبرى دوريات الطب العالمية وسجل باسمه أسلوب مبتكر في علاج سرطان المثانة: «في الدول العربية تقترب نسب الإصابة بأورام السرطان من مصر؛ لكنها تزيد في لبنان وسوريا، ونسب الشفاء واحدة في مصر والدول العربية».. وإلى أهم ما جاء في الحوار: * في تقديرك كم عدد مرضى السرطان في مصر؟ - كان من الصعب قبل عامين الإجابة على هذا السؤال وتقدير عدد مرضى السرطان في مصر لعدم وجود سجل قومي لمرضى الأورام؛ ولكن الآن أصبح السجل موجودا ويشمل جميع محافظات مصر، واستطعنا من خلاله تقدير إجمالي عدد مرضى السرطان داخل مصر ب330 ألف مريض وجميعهم قيد العلاج. * وما هي نسبة هذه الأعداد مقارنة بالدول العربية وأوروبا وأميركا؟ - نسب حدوث السرطان في أوروبا وأميركا تبلغ 5 أضعاف حدوثه في مصر، فلدينا من 100 إلى 200 حالة جديدة كل عام لكل مائة ألف مواطن مصري، في حين أن الولاياتالمتحدة الأميركية والدول الأوروبية لديها من 400 إلى 500 حالة جديدة لكل مائة ألف مواطن، وأما الدول العربية فتقترب نسب حدوث السرطان فيها من مصر؛ ولكنها تزيد في لبنان وسوريا. * نفهم من ذلك أن أعداد مرضى السرطان في لبنان وسوريا أكبر من مصر؟ - هناك فرق بين نسب حدوث المرض وأعداد المرضى، فنسبة حدوث المرض في سوريا ولبنان أعلى من مصر؛ لكنها نسبة مقدرة لكل مائة ألف، ولأن أعداد السكان في مصر أعلى بكثير من سوريا ولبنان، فمن المؤكد أن أعداد مرضى السرطان داخل مصر ستكون أعلى من سوريا ولبنان وبقية البلاد العربية. سرطانات شائعة * وما هو أكثر أنواع السرطانات شيوعا في المنطقة العربية؟ - سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان حدوثا بين نساء المنطقة العربية؛ ولكن أنواع السرطان في الرجال تختلف من بلد لآخر، ففي الوقت الذي يصبح سرطان المثانة هو الأكثر انتشار في مصر ويليه أورام الكبد، نجد سرطان الرئة هو الأكثر حدوثا في لبنان، وأما دول الخليج العربي يعد سرطان الكبد هو الأكثر حدوثا بين الذكور. * وماذا عن نسب الشفاء؟ - كلما كان اكتشاف الإصابة بالسرطان مبكرا، كانت نسب الشفاء عالية وتصل في بعض الحالات لأكثر من 90% وحالات أخرى أكثر من 60 إلى 70%، وهناك حالات تقل فيها نسب الشفاء بحيث لا تتعدى 20%، ومن ثم يصبح متوسط نسب الشفاء 50% في مصر، وهي نفس النسبة تقريبا في الدول العربية، وتزداد النسبة إلى 66% في أميركا وأوروبا. * وما هي أسباب تراجع معدلات الشفاء عربيا؟ - الأسباب ترجع إلى خوف المريض من الذهاب للطبيب، فضلا عن أن بعض الأطباء ليس لديهم خبرة كبيرة في تشخيص الأورام، بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات المادية وقلة الوعي تجاه المرض في وسائل الإعلام، وأخيرا العامل النفسي للمريض الذي يلعب دورا مهما في التعافي من المرض، وهو الأمر الذي لا يهتم به عدد كبير من المرضى في مصر والدول العربية ونجدهم في حالة نفسية سيئة عندما يكتشفون إصابتهم بالمرض. * وهل المراكز المتخصصة لعلاج الأورام والأطباء المتخصصين بالقدر الكافي من الخبرة في الوطن العربي؟ - الوضع مختلف من بلد لآخر، ففي الوقت الذي يوجد في مصر قرابة 30 مركزا وقسما لعلاج الأورام بالمستشفيات الجامعية ومراكز وزارة الصحة، بالإضافة إلى المعهد القومي للأورام وأقسام الأورام بالمستشفيات الخاصة والشرطة والجيش والبترول والطيران، ويوجد قرابة ألف طبيب متخصص في علاج الأورام بكافة أنواعها، نجد أعداد الأطباء والمراكز في الدول العربية قليلة للغاية، وبالتالي نجد طبيب الأورام فيها يعالج جميع أنواع السرطانات. أسباب الإصابة * وما هي الأسباب الرئيسية للإصابة بالسرطان في تقديرك؟ - توجد أسباب عامة وأخرى خاصة لكل نوع من أنواع أورام السرطان. وتتعدد الأسباب العامة التي تتمثل في التدخين والتلوث والأمراض المعدية كالبلهارسيا والالتهابات الكبدية وبعض الأورام الوراثية وازدياد متوسط أعمار المصريين. * وما هي أسهل أنواع السرطانات التي ينجح فيها العلاج؟ - أورام الثدي والغدد الليمفاوية والمثانة البولية. * وما حقيقة ارتفاع مرضى سرطان الدم بين أنواع الأورام الأخرى؟ ينتشر سرطان الدم المعروف باللوكيميا بدرجة كبيرة بين الشباب والأطفال وتنقسم اللوكيميا بين الحادة وهي الأكثر إصابة في السن الصغيرة ونسب الشفاء فيها أكبر لو تم العلاج فيها بسرعة ومبكرا، وأما سرطان الدم المزمن فهو أكثر انتشارا لدى الكبار ويستطيع صاحبه أن يعيش به فترة أطول من المصاب بسرطان الدم الحاد. * وكم يتكلف علاج مريض السرطان؟ - يبلغ متوسط علاج مريض السرطان قرابة 10 آلاف جنيه (الدولار يبلغ حوالي 6.1 جنيه) في الشهر الواحد ونستطيع بعد 5 أو 6 أشهر معرفة هل يستمر العلاج بنفس الكيفية وبنفس التكلفة أم لا؟، وذلك حسب استجابة المريض للعلاج من عدمه. * وهل أنت راض عن طرق علاج السرطان في مصر والدول العربية؟ - مصر تحديدا قريبة في طرق علاجها للأورام من المستويات الأوروبية والأميركية وأفضل بكثير من دول أوروبا الشرقية. * ومتى يعرف مريض السرطان أن شفاءه قد تم بالكامل؟ - إذا تم التعامل معه بشتى طرق العلاج سواء الكيماوي أو الإشعاعي أو الجراحي وتعافى واستمر سليما دون ارتداد للمرض خلال 5 سنوات ثم 5 سنوات أخرى لاحقة حينئذ نقول: إن الشفاء نهائي، واحتمال عودة المرض ضعيف للغاية. * وما هي أحدث الطرق العلاجية للسرطان؟ - العلاج الجيني الموجه، هو الخطوة القادمة لعلاج السرطان؛ ولكنه مكلف. الشرق الاوسط
