لم تكتف ملالا بالتعبير عن رفضها للقرار عبر مواصلتها الذهاب إلى المدرسة رفقة زميلات قليلات لكنها أمعنت في تحدي "الظلام" عبر مدونة كانت تكتبها باللغة الأوردية لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". وحذرت في مدونتها من تزايد نفوذ طالبان لكنها أكدت أن رغبتها في التعليم أقوى من خوفها وبطشهم. وقال والدها بفخر ذات مرة "إن طفلته تحب السهر وتمضي وقتها في القراءة والحديث عن السياسة، وأنه سماها ملالا تيمنا بالشاعرة البشتونية والمقاتلة "ملالي أنّا" التي تزعمت قوات البشتون في حربها ضد القوات البريطانية سنة 1880. وفازت ملالا بجائزة السلام الوطنية، لأنها جعلت من التعليم قضية وطنية في باكستان، لكن كابوس طالبان لازال يجثم على صدرها. وكتبت في مدونتها عندما كان عمرها لا يتجاوز 11 ربيعا "لقد رأيت كابوسا رهيبا. رأيتُ طائرات عسكرية وحركة طالبان. بدأت تراودني هذه الأحلام منذ بدء العملية العسكرية في وادي سوات.. قدمتْ لي أمي الإفطار وذهبتُ إلى المدرسة، كنتُ أخشى الذهاب إلى المدرسة لأن حركة طالبان أصدرت قرارا بحظر ذهاب الفتيات إلى المدرسة. حضرتْ 11 طالبة فقط من أصل 27 وانخفض العدد تدريجيا. اختارتْ عائلات صديقاتي الانتقال إلى بيشاور ولاهور وروال بندي بعد هذا القرار، في طريقي من المدرسة إلى المنزل سمعتُ رجلا يقول: سوف أقتلكِ. سارعتُ خطاي وعندما التفتُ ورائي لأتأكد إذا كان الرجل مازال يتعقبني، اكتشفتُ بفرح أنه كان يتحدث عبر هاتفه المحمول وأنه كان يهدد شخصا آخر وليس أنا". وتمثل ملالا جزءاً من معاناة المرأة في باكستان فقد تلقت ثلاث رصاصات حقيقية وليست افتراضية، منها واحدة في الرأس "علقتها" بين الحياة والموت. وأثار الهجوم على ملالا غضبا عارما في باكستان والعالم خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هل تكفي تغريدات "تويتر" وصفحات "فيسبوك" لرفع الظلم والاضطهاد عن فتيات كل ما طالبن به حقهن في التعليم... والحياة؟ وقال مهندس كمبيوتر باكستاني على موقع تويتر "بعد الهجوم الذي استهدف ملالا، لا يحق لأحد الحديث عن سلام أو حتى هدنة مع طالبان". فيما طالب حسن خان، وهو منتج سينمائي في كراتشي بضرورة معاقبة المسؤولين الأمنيين الذين يتهاونون في التصدي لطالبان و"يستغلون أموال دافعي الضرائب في باكستان بدعوى فرض الأمن في البلاد لكن دون نتيجة تذكر". وعلق حسن الصداوي "كم أنت رائعة يا ملالا وكم أنت شجاعة وثابتة على المبدأ الصحيح كنت أشجع من الرجال وستلقى دعوتك الخيرة رعاية ودعم جميع مناصري حرية المرأة في تلقي العلم وستنحسر موجة التخلف والوضاعة وستشرق شمس الحرية على وادي سوات الذي تعيث فيه فسادا جحافل التخلف ومدعي التدين الأجلاف وستصل رسالتك الى جميع الأحرار في العالم يا زهرة وادي سوات الفواحة". وكتب أحمد "هذه القضية قضية شعب لا قضية فتاة.. تعسا لشعب لا يستطيع حماية ابنائه من حثالة الفكر المتطرف.