ان الارزاق بيد الله لانختلف عليها ابدا ولسنا في حاجة ان يطل علينا مسئولا ليتحدث عن الارزاق كلما اشتدت ضائقة باهل السلطة او كلما اراد ايا منهم تبرير امتلاكه لثروة كبيرة فالريس عندما كان يعدد عقاراته التي يمتلكها ومزرعته قال انا مقتنع ان الارزاق بيد الله ولا احد قال بخلاف ذلك ياريس وشيخ علي طلع علينا بعد ان اجتهد بان سعر الدولار لا يؤثر في ارزاق الناس وهذه ايضا معروفة لنا كشعب ولكنها ليست حلا لمعاناة الناس وتضخم الاسعار .واخر قال لمذيعة احدى القنوات العربية ان المواطن السوداني مفترض يسبتشر خيرا بارتفاع الاسعار وصعوبة الحصول على متطلبات الحياة لان ذلك يجعله يبذل مزيدا من الجهد لزيادة الانتاج؟؟؟؟ هل هذا المسئول جادي في طرحه ام انه عجز عن الاجابة على تسؤلات القناة؟ هذه هي حيل هؤلاء الناس يستغلون وازع الشعب السوداني الديني ويعزفون هلى هذا الوتر الحساس للخروج من ازماتهم الكثيرة. تواترت انباء في الايام الماضية ان ابن قيادي بالمؤتمر الوطني يمتلك سيارة ماركة مايباخ(اللهم لاحسد) وهي نوع من العربات الفخمة التي تتميز بميزات كثيرة وفي مجملها توصف بانها قصر متحرك وتوجد بطرازين 62 و57 وهي سيارة المانية الصنع وكانت تصنع للاثرياء فقط في العالم وقد بيعت ثلاثة الاف سيارة لاشخاص في مناطق متفرقة من العالم واخر موديل صادر هو للعام 2012 وقد توقف انتاج هذه الماركة الشهر الماضي. ويترواح سعر هذا النوع من العربات بين 560000و700000 دولار امريكي.مايهمنا هنا عقد مقارنة بسيطة بين حالتين توضح مدى التباين في اوضاع الناس في مجتمعنا ولا نريد ان نتحدث عن الارزاق التي تتنزل بارداة الخالق سبحانه وتعالي وفي مواقيتيها ولكن نريد ان نقف على حالات ثراء لا يتناسب مع الوظائف ولا المرتبات التي يتقاضاها اشخاص ظهرت عليهم مظاهر الثراء بين عشية وضحاها وهذه لا يمكن ان نطلق عليها ارزاق لانها ظهرت على مجموعة من المتسلقين والقاعدين لايملكون مؤهلات علمية ولا مقدرات فردية تجعلهم يقودون قطيع من الاغنام ناهيك عن قيادة وزارة او محلية ولكنه زمن الغفلة الذي اصبح فيه اصحاب الدبلومات والتجار وزراء ومن لايفرقون بين الزاي والذال نواب يمثلون دوائر يوجد بها الاف من حملة الشهادات العليا وممن لهم مقدرة على قيادة بلد باكملها ناهيك عن تمثيل دائرة انتخابية ولكنهم لم ولن يجدوا فرصتهم لخدمة شعبهم ومناطقهم .وصاحب السيارة المايباخ ان صحت هذه الرواية ليس برجل اعمال معروف ولا هو صاحب تخصص نادر وتخرج منذ عشرات السنين او هو مغترب قضى عشرات السنين يكدح في بلاد المهجر ولكنه امتلك هذه السيارة بقدرة قادر وبرضها ارزاق هذه؟؟؟ . اتذكر هنا ان احد قادة الانقاذ في بدايتها الاولى قد صرح في احدى الصحف انه مع تمكين الشباب الموالي للمشروع الحضاري اجتماعيا واقتصاديا بغض النظر عن مؤهلاته ومقدرته يكفي فقط انه موالي للنظام ومشروعه وقد سقط المشروع الحضاري يوم ان وقعت نيفاشا ولم تعد امريكا وروسيا قد دنا عذابها ولم تعد القرود تحفر الالغام ولم تعد السحب تظلل المجاهدين ولم تعد رائحة المسك تفوح من الشهداء وسقطت كل الاقنعة وتكشفت حقائق كثيرة يوم ان شاهدنا من كان لايمتلك شيئا اصبح صاحب فلة فخمة في احد احياء العاصمة الراقية وصارت موضة المزارع اسوة برؤساء امريكا ولكن عندنا ليست حكرا على الرؤساء فقط حتى الوزراء والولاء مركزيين او ولائيين وانشغل الشعب بمعيشته اليومية وحفلة شيرين والخلاف بين البرير وهيثم مصطفي وزواج المسيار وزواج القاصرات وخروج المنتخب صفر اليدين من كل شئ مع خالص تقديرنا لاتحاد الكرة على انجازاته الكثيرة والتي يستحقون عليها التكريم. ناتي بعد ذلك لنستعرض قصة طالبة امدرمان مع الدقيق. اخبرني من اثق في كلامه ان قريبا له يمتلك بقالة في احد احياء امدرمان وان هناك (سبيل ) بجوار البقالة .وقد لاحظ صاحب البقالة ان هناك طالبة تسكن في احدى الداخليات تاتي يوميا الي هذا السبيل في الصباح وعند العودة من الجامعة وتستخرج كباية وملعقة من شنطتها وتسخرج برطمان به مادة بيضاء تخلطها مع الماء وتحركها وتشربها وتغسل ادواتها وتذهب. وقد شك صاحب البقالة في امرها ولم يحسن بها الظن وابلغ الشرطة ان احدى الطالبات تتعاطى نوع من المخدرات عن طريق الشرب فتم عمل كمين لها بواسطة الشرطة فانهارت البنت واقسمت لهم ان الذي تشربه هو دقيق مخلوط مع السكر لانها من احدى الولايات ومصاريفها لا تكفيها لذلك لجأت الي هذه الفكرة حتى لا تحس بالجوع وقد تأكدوا تماما ان المادة دقيق مخلوط مع السكر فخجلوا من انفسهم وتمنوا لو تسوى بهم الارض فهم يعرفون اين يوجد متعاطي المخدرات بانواعها ولكنهم حضروا للمكان الخطأ في الزمن الخطأ اما هذه الطالبة فتسلم البطن التي انجبتها وظهر الرجل الذي اتت منه فانها حرة بنت احرار اثرت الجوع وشرب الدقيق على الانزلاق في اي تجاه خاطئ مازال شعبنا بخير رغم زمان كربلاء هذا وهذه الطالبة مثال للاخلاق وعفة النفس واليد والتربية الحسنة وتستحق ان ينصب لها تمثال في قلب العاصمة يكتب عليه الفرق شاسع مابين السيارة ماركة مايباخ ودقيق طالبة امدرمان والله المستعان وعليه التكلان. مجذوب محمد عبدالرحيم منصور [email protected]