أصدرت وزارة الخارجية اليابانية، أمس، تحذيرا إلى مواطنيها المسافرين إلى أوروبا أو المقيمين هناك من خطر «اعتداءات إرهابية محتملة»، وذلك غداة تحذير مماثل أصدرته الولاياتالمتحدة. وبذلك تكون طوكيو قد حذت حذو واشنطن التي أصدرت، أول من أمس، تحذيرا إلى الأميركيين المسافرين إلى أوروبا من «مخاطر اعتداءات إرهابية محتملة» في الدول الأوروبية، داعية إياهم إلى التحلي باليقظة وتوخي الحذر أثناء وجودهم في الأماكن العامة خصوصا، في خطوة أعقبت نشر أنباء صحافية عن إحباط هجمات إرهابية. ودعت السلطات اليابانية، أمس، الاثنين، رعاياها إلى توخي الحذر في أوروبا، لا سيما قرب الأهداف المحتمل أن تتعرض لاعتداءات كالمباني العامة ووسائل النقل المشترك والمعالم السياحية. وأفادت معلومات أوردتها وسائل إعلام أميركية وبريطانية الأسبوع الماضي بأن أجهزة الاستخبارات الغربية أحبطت مخططات أعدها أشخاص مرتبطون بتنظيم القاعدة لتنفيذ هجمات إرهابية في مدن كبرى في بريطانيا وفرنسا وألمانيا على غرار اعتداءات مومباي التي أسفرت عن مقتل 166 شخصا في 2008. وأكد مسؤولون هذه المعلومات جزئيا، لكن الحكومات المعنية لم تفعل ذلك. واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أن «المعلومات الحالية تدعو إلى الاعتقاد بأن (القاعدة) ومنظمات مرتبطة بها تواصل التحضير لاعتداءات إرهابية». وإثر التحذير الأميركي تأهبت الدول الأوروبية الكبرى، غير أن معظم هذه الدول أكد أن ليس هناك أي داع لرفع مستوى الإنذار من الخطر الإرهابي. وفي واشنطن أفادت شبكة «فوكس نيوز»، نقلا عن مسؤولين أن برج إيفل في باريس، ومحطة برلين المركزية، واردان بين مواقع أخرى تسجل نسبة ارتياد كبرى في أوروبا، على لائحة أهداف اعتداءات محتملة ل«القاعدة» حصلت عليها أجهزة الاستخبارات الغربية. ونقلت الشبكة الأميركية عن مسؤول غربي كبير في الاستخبارات أن هذه اللائحة قد يكون نقلها «مواطن ألماني - باكستاني تم استجوابه في قاعدة باغرام» العسكرية الأميركية في أفغانستان. وأضافت «فوكس نيوز» أن هذه المعلومات أكدها مسؤول كبير آخر في الاستخبارات. وعلى هذه اللائحة أيضا، بحسب «فوكس نيوز»، فندق «أدلون» الفخم قرب بوابة براندبرغ في برلين، وبرج التلفزيون في ألكسندربلاتز في العاصمة الألمانية أيضا، وكذلك كاتدرائية السيدة العذراء (نوتردام) في باريس. وأضافت «فوكس نيوز»: «وأعلن مسؤول أيضا أنه تم تعزيز أمن العائلة المالكة البريطانية». وحذرت الولاياتالمتحدة، أمس، الأميركيين المتجهين إلى أوروبا من «مخاطر وقوع اعتداءات إرهابية محتملة» ودعتهم إلى التيقظ في الأماكن العامة بعدما أشارت معلومات صحافية إلى إحباط اعتداءات. وفي باريس أفادت مصادر استخباراتية، أمس، بأن أجهزة الاستخبارات الفرنسية «لا تملك عناصر جديدة» منذ مطلع سبتمبر (أيلول) في شأن تهديد باعتداءات في فرنسا، بعد تحذير الولاياتالمتحدة من «خطر اعتداءات إرهابية» في أوروبا. وقالت مصادر في أجهزة الاستخبارات الفرنسية إن «التهديد مرتفع منذ مطلع سبتمبر، لكن أجهزة (الاستخبارات) لا تملك عناصر جديدة». وحذرت الولاياتالمتحدة، أول من أمس، مواطنيها الذين يسافرون إلى أوروبا من «مخاطر محتملة لاعتداءات إرهابية»، داعية إياهم إلى توخي الحذر، خصوصا في الأماكن العامة بعد معلومات عن إحباط مخططات إرهابية. وأشار وزير الداخلية الفرنسي، بريس هورتوفو، أول من أمس، إلى أن السلطات الفرنسية «متيقظة» و«تأخذ في الاعتبار» ما تقوله واشنطن. وأضاف: «يجب أن لا نقلق مواطنينا، التدابير اتخذت، بما يشمل تلك المتخذة في إطار خطة الإنذار الوطني من التهديدات الإرهابية (فيجي بيرات). لكن يجب أن لا نرفض هذه الفرضية، لذا فعلينا أن نبقى في حال تأهب». وبعد هذه الدعوة الأميركية إلى الحذر، اتخذت غالبية الدول الأوروبية احتياطاتها، إلا أنها لم تر ضرورة في تغيير أنظمة الإنذار لديها. وفي روما أكد وزير الداخلية الإيطالي، روبرتو ماروني، أن إيطاليا لا ترى أي مؤشر أو أي هدف محدد لاعتداءات قد تستهدفها، إلا أن التهديد يبقى «مرتفعا»، بعد تحذير أصدرته الولاياتالمتحدة إلى مواطنيها الذين يسافرون إلى أوروبا. وقال ماروني في حديث إلى قناة «كانالي 5» التلفزيونية: «لم يتم الاستخفاف بحجم التهديد الإرهابي يوما. يبقى مرتفعا وأجهزتنا الأمنية تراقب بانتباه الوضع بالتواصل مع أجهزة الاستخبارات التابعة للدول الأوروبية والولاياتالمتحدة». وأضاف: «لا توجد مؤشرات دقيقة إلى مخاطر (اعتداءات) محددة الأهداف»، إلا أن التهديد يعتبر «مرتفعا» منذ التفجير الأخير الذي استهدف ثكنة عسكرية إيطالية في ميلانو قرب مدرج سان سيرو الرياضي، مما أدى إلى أضرار مادية طفيفة العام الماضي. وكان منفذ الهجوم الذي وقع في 12 أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ليبي في سن ال35 موجود في إيطاليا منذ عام 2003 وبدأ يتردد على مسجد منذ أن فقد عمله، أصيب بجروح بالغة في الاعتداء، مما أدى إلى شلل أصاب إحدى يديه وعينيه. واستجوبت الشرطة شريكا مفترضا لليبي، وهو مصري الجنسية، كما عثرت على 100 كلغ من المتفجرات داخل شقة. وبحسب الشبكة الأميركية «فوكس نيوز»، فإن برج إيفل في باريس أو محطة برلين المركزية واردان بين مواقع أخرى تسجل نسبة ارتياد كبرى في أوروبا، على لائحة أهداف اعتداءات محتملة حصلت عليها أجهزة الاستخبارات الغربية. كما تضم اللائحة فندق «أدلون» الفخم قرب بوابة براندبرغ في برلين وبرج التلفزيون في ألكسندربلاتز في العاصمة الألمانية أيضا، وكذلك كاتدرائية السيدة العذراء (نوتردام) في باريس. وفي برلين أعلنت وزارة الداخلية الألمانية، أمس، أن تقرير محطة «فوكس» التلفزيونية الأميركية بشأن إمكانية وقوع هجمات إرهابية وشيكة في برلين لن يغير من التقدير الحالي للوضع الأمني في البلاد. وقال متحدث باسم الوزارة إنه لا توجد حتى الآن أدلة محددة حول هجمات وشيكة، لذلك فإنه ليس هناك داع لتغيير مستوى التأهب لمواجهة خطر هجمات إرهابية. وأشار المتحدث إلى أن الإجراءات الأمنية المتبعة حاليا يتم مراجعتها باستمرار. وكانت محطة «فوكس» ذكرت، استنادا إلى مصادر مخابراتية غربية، أن من الأهداف المحتمل تعرضها لهجمات إرهابية في العاصمة الألمانية فندق «أدلون» عند بوابة براندنبرغ التاريخية وبرج التلفزيون ومحطة القطار الرئيسية. وأكدت برلين أن السلطات الأميركية أبلغتها «مسبقا» عزمها إصدار تحذير للأميركيين الراغبين في السفر إلى أوروبا، مشددة على «التعاون الوثيق الصلة بينها وبين شركائها الدوليين، لا سيما السلطات الأمنية الأميركية».
