سمية حسن من الفنانات اللائي سطرن أسماءهن بحروف من ذهب على صفحة الغناء النسائي في السودان، فهي تحرص على انتقاء مفردات اغنياتها بعناية بالغة ،كانت بداياتها بالمرحلة الثانوية حيث نصحها أساتذتها بالالتحاق بمعهد الموسيقى والمسرح لصقل الموهبة بالدراسة. التقيناها في هذا الحوار وسألناها عن رأيها في الساحة الغنائية وعن تعاملها مع الفنانين الشباب فأجابت بصراحتها المعهودة .. **الفن كلمة تحتمل أكثر من معنى فماذا يعني الفن عند سمية حسن؟ -الفن عندي قضية ورسالة، وهذه الرسالة سامية المضامين، فلابد لي ان أواكب ما يحدث وأن أعرف مايهم الناس، ومايهم الوطن حتى أقدّم أعمالا ترقى للمستوى. **أنت بدأتِ كموهبة في المدرسة الثانوية والآن فنانة يشار اليها بالبنان حدثينا عن هذا التمرحل في حياتك الفنية؟ - منذ المرحلة الثانوية وحسب صغر السن لم أكن أعرف أكاديمية لدراسة الصوت، ولكن وقف ورائي أساتذة أجلاء ونصحوني بصقل الموهبة بالعلم، وفعلا قد كان فاستفدت استفادة حقيقية وأدركت حقيقة الاشياء حتى تخرجت في العام 1983م. **في الآونه الأخيرة طفت على سطح الساحة الغنائية عدد من الاغنيات التي لاترقى للذوق العام أو بصريح العبارة «هابطة» فماهو دوركم أنتم كفنانين في درء هذه الظاهرة؟ -هذه الاغاني مثل فورة الصابون لاتصمد طويلا وعلينا نحن بتناول الاغاني الجميلة، والساحة الغنائية بها عدد من الفنانات ذوات فن معافى وجميل والمستمع هو من يقدّر الصورة الجمالية، فهنالك اغنيات خالدة منذ زمن طويل حتى بعد وفاة مؤدييها كأغاني الفلاتية. **في البدايات دائما مايتأثر الفنان بفنان آخر ويعمل على تقليده أو السير على خطاه، فبمن من الفنانات تأثرت سمية في بداياتها ؟ -تأثرت جدا بالمقيمة في دواخلنا فنا عائشة الفلاتية فهي كانت تضع الوطن في حدقات عيونها كما الطقطاقة التي جابهت الاستعمار وفقدت «صف» كامل من أسنانها اثر طلقة من جيش المستعمر ومازلت تغني عشقا للوطن. **منذ مدة لم نرك على الشاشة البلورية فما هو سر الغياب؟ -عندي كم هائل من الاعمال بمكتبة التلفزيون كما سجلت اغنيات في (ليالي النغم) تبث من وقت لآخر وأنا من انصار اللونية التي تقدّم وليس العدد لاقدّم أعمالا تليق بعظمة المستمع السوداني . **بالطبع تعاملتِ مع عدد من الملحنين من تجدين نفسك معه؟ -كل اللذين لحنوا لي هم أحبابي وكلهم قدموا لي اعمالا جميلة ومن هنا يلهج لساني بشكرهم ولكن الملحن يوسف حسن الصديق يفصّّل ألحانه على صوتي. **هنالك عدد من الفنانين الشباب ظهرت أصواتهم مؤخراً فلمن تستمع سمية ؟ -أولا استمع لكل الفنانين الكبار ولكن من الشباب استمع إلى طه سليمان وأحيي اجتهادة في اغنيته الاخيرة «أم درمان» واستمع إلى شكر الله وأولاد الصادق اللذين يمتلكان صوتا متناهي الروعة يجبرك على الاستماع ولكن عليهم جميعا ان يعوا دورهم الفني . **في تصريح سابق لك ل (فنون الأحداث) ذكرت انك تنوين التعامل مع أولاد الصادق فهل حدث هذا؟ - يبدو ان أولاد الصادق لم يرق لهم التعامل معي فلم يكلفا أنفسهما حتى مهاتفتي ليعرفا ماذا أعددت لهما رغم أني ناشدتهما عبر الصحف ومازال قلبي مفتوح لهما فهما يمتلكان صوتا جميلا يصل مرحلة الاستماع. **كنت قد وعدتِ بإصدار البوم غنائي هلاّ حدثتينا عنه وخاصة معظم الاغنيات به من تلحينك الخاص؟ -تجربة التلحين هذه سترى النور قريبا عبر الالبوم الغنائي الذي يحتوي على عدد من الاغنيات أذكر منها «ورقة طلاق» لحكمت يس «الاحاسيس النبيلة» كلمات بكري النعيم «جرح المشاعر» للاستاذة زينب موسى «من الغربة»حكمت يس وألحان شمو «أبوي ود علي الصادو بي التمساح» وهذه من كلماتي بجانب الالحان لكل الشريط عدا واحدة . **لكن لماذا هذا التأخير في إصدار هذا الالبوم؟ -السبب ال (إم بي ثري) الذي اصبح مسيطرا على الساحة حتى بات أصحاب شركات الانتاج يخشون الخسارة من انتاج الكاسيت، ومن هنا اقول انه لابديل للكاسيت الا الكاسيت لامتيازه بمواصفات الجودة. حوار: سحر محمد بشير