أعلنت اللجنة المانحة لجوائز نوبل أمس الخميس فوز الكاتب ماريو فارغاس يوسا من بيرو بجائزة نوبل للآداب لعام 2010. وقالت لجنة نوبل في الأكاديمية السويدية للعلوم في حيثياتها لمنح الجائزة إن فارغاس يوسا حصل على الجائزة «لتصويره المفصل للصراعات على السلطة وصوره المحددة المعالم للمقاومة والتمرد والهزيمة عند الفرد». وفارغاس يوسا، 74 عاما، الذي اشتهر على مستوى العالم في ستينات القرن الماضي بعد نشر روايته «زمن البطل» هو أول أديب من أميركا اللاتينية يفوز بالجائزة منذ فوز أوكتافيو باث بها في عام 1990. وتستند أعماله على خبرته في الحياة في بيرو في أواخر الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي. وخاض فارغاس يوسا انتخابات الرئاسة في بيرو عام 1990 لكنه خسر لصالح ألبرتو فوجيموري الذي اضطر في نهاية الأمر للفرار من البلاد وأدين بعد ذلك بعدة جرائم. وقال بيتر انغلند الأمين الدائم للجنة نوبل ل«رويترز»: «إنه كاتب متميز وأحد أعظم الأدباء في الدول الناطقة بالإسبانية». وأضاف: «إنه ممن كانوا وراء ازدهار الأدب في أميركا اللاتينية في الستينات والسبعينات وواصل العمل والانتشار». وتابع انغلند أنه «اتصل بفارغاس يوسا الذي كان في الولاياتالمتحدة ليبلغه الخبر». وقال: «إنه في بعثة مدتها شهران هناك للتدريس في جامعة برينستون لذلك كنت محرجا بعض الشيء من الاتصال به في هذا الوقت المبكر لكنه كان مستيقظا منذ الخامسة صباحا يعد محاضرة لبرينستون. كان مبتهجا وتأثر بشدة». لكن الأديب البيروفي قال لصحيفة «إل موندو» الإسبانية «ما زلت لم أصدق ذلك» وذلك بعد ورود نبأ فوزه بالجائزة. وقال فارغاس يوسا للصحيفة اليومية من نيويورك «لم يذكر حتى اسمي منذ سنوات» بين الفائزين المحتملين بالجائزة. كما قال الأديب لصحيفة «إل موندو» ومحطة «آر بي بي» الإذاعية البيروفية إنه كان يعتقد في بادئ الأمر أن النبأ مزحة أطلقها بعض من أصدقائه. وأضاف أن زوجته تلقت المكالمة الهاتفية من الأكاديمية السويدية بينما كان يعد محاضرة لإلقائها بجامعة برينستون. ونصح فارغاس يوسا زوجته بألا تخبر أبناءه بهذا النبأ حتى تؤكده وسائل الإعلام. وقال للمحطة الإذاعية: «سوف أقوم بالسير في سنترال بارك نظرا لأنني أشعر بالدوار حقا». وأضاف في تصريحاته لمحطة «آر سي إن» الإذاعية الكولومبية إن نوبل ليست له فحسب لكنها تمثل عملا من أعمال «الاعتراف بالأدب في إسبانيا وأميركا اللاتينية». ومن بين أشهر روايات فارغاس يوسا «شيطنة الطفلة المشاغبة» عام 2006 و«زمن البطل» عام 1962 و«حفلة التيس» عام 2000. ومن خلال أكثر من 30 رواية ومسرحية ومقال طور فارغاس يوسا أسلوب سرد الحكاية الواحدة من عدة أوجه يفصلها أحيانا المكان أو الزمان. وتجاوزت أعماله الأشكال الأدبية المعروفة ووضعته في مكانة رفيعة بين أبناء جيله الذي قاد بعث الآداب في أميركا اللاتينية في الستينات من القرن الماضي. وكثيرا ما نهل فارغاس يوسا من خبراته الشخصية في رواياته فاعتمدت رواية «زمن البطل» نوعا ما على استعراض فترة مراهقته في أكاديمية عسكرية في ليما في حين استعرضت مذكراته الصادرة عام 1993 بعنوان «السمكة في الماء» تجربته في خوض انتخابات الرئاسة عام 1990. وباختلاف خبراته تنوعت كتاباته.. فنوع كثيرا في الأشكال والرؤى والموضوعات. وكانت روايته «شيطنة الطفلة المشاغبة» وهي من أولى محاولاته لكتابة قصة حب وأشيد بها باعتبارها من أفضل ما كتب في هذا النوع. ولد فارغاس يوسا في بيرو يوم 28 مارس (آذار) عام 1936 وأقام في بوليفيا وليما قبل أن ينتقل إلى إسبانيا لدراسة الآداب. واعتبر مدريد بلده لكنه احتفظ بجنسيته ونفوذه في بيرو حيث كتب لصحف قومية عن الأحداث الراهنة. وترجمت أعماله إلى أكثر من 20 لغة. وفي السبعينات شجب فارغاس يوسا شيوعية فيدل كاسترو بعد أن كان ذات يوم من أشد المؤيدين للثورة الكوبية فأثار ذلك غضب زملائه اليساريين. ولم يغفر له البعض انجرافه إلى التيار اليميني. فقد أصبح مؤيدا قويا للأسواق الحرة والأفكار التحررية معبرا عن إيمان عميق بالديمقراطية وكراهية شديدة للنظم السلطوية. وتبلغ قيمة جائزة نوبل عشرة ملايين كرونة سويدية (1.5 مليون دولار) وهي رابع جائزة يتم الإعلان عنها من جوائز نوبل بعد جائزة الطب والفيزياء والكيمياء. * الكاتب في سطور * ولد ماريو فارغاس يوسا في اريكويبا في بيرو في 28 مارس (آذار) 1936. ونشأ مع والدته وجده في مدينة كوشاباما في بوليفيا قبل أن يعود إلى بيرو في عام 1946. ثم أصبح صحافيا وانتقل إلى فرنسا عام 1959 حيث عمل مدرسا للغة الإسبانية وصحافيا لدى وكالة الصحافة الفرنسية وكذلك لدى التلفزيون الفرنسي قبل أن يصبح معروفا بمؤلفاته. وأول نجاح كبير له كان عبر رواية «البيت الأخضر» التي صدرت بالإنجليزية عام 1966. ومنذ ذلك الحين واصل تأليف روايات معظمها يعالج مواضيع سياسية والتاريخ المضطرب في دول أميركا اللاتينية. وترشح للانتخابات الرئاسية في بيرو عام 1990 لكنه هزم أمام ألبرتو فوجيموري. ونال الجنسية الإسبانية عام 1993 بعد ثلاث سنوات من هزيمته في الانتخابات الرئاسية البيروفية. نال عدة جوائز أدبية بارزة منها أعرق جائزة لكاتب باللغة الإسبانية وهي جائزة ثرفانتس. وترجم أكثر من 20 من أعماله إلى اللغة الإنجليزية. جائزة نوبل للكيمياء لأميركي ويابانيين لتطويرهم وسيلة تساهم في إنتاج مواد كيميائية لعلاج السرطان والزراعة فاز ثلاثة علماء هم أميركي ويابانيان بجائزة نوبل للكيمياء 2010 تقديرا لأعمالهم في مجال الكيمياء العضوية، وفقا لما أعلنته أمس في ستوكهولم الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم. والفائزون بالجائزة هم: الأميركي ريتشارد هيك (79 عاما)، واليابانيان اي ايتشي نيغيشي (75 عاما) واكيرا سوزوكي (80 عاما). وأشارت الأكاديمية إلى أن العلماء الثلاثة منحوا الجائزة تقديرا لأعمالهم في مجال «تفاعل الازدواج المحفز بعنصر البلاديوم والمستخدم في الإنتاج الصيدلاني الصناعي كالأدوية مثلا والجزيئات المستخدمة في الصناعة الإلكترونية». وأوضحت أن «البشرية تحتاج إلى أدوية جديدة لمعالجة السرطان أو وقف الآثار المدمرة للفيروسات القاتلة على الجسم البشري»، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضافت الأكاديمية السويدية أن «الصناعة الإلكترونية تحتاج إلى مواد باعثة للضوء، والصناعة الغذائية تحتاج إلى مواد قادرة على حماية المحاصيل الزراعية». وقالت إن جائزة نوبل للكيمياء لعام 2010 تقدر الأبحاث على «تفاعل الازدواج المحفز بعنصر البلاديوم» بوصفها «أداة حسنت قدرة الكيميائيين على تلبية كل هذه الرغبات بشكل فعال للغاية». ويحتاج الكيميائيون لإنتاج هذه المواد الكيميائية المركبة «إلى قدرات لتحقيق التصاق ذرتي كربون معا. لكن ذرات الكربون لا تتفاعل بسهولة معا، والكربون هو أساس الحياة». ومن بين هذه المواد الكيميائية مادة توجد بشكل طبيعي وبكميات صغيرة في نوع من الإسفنج البحري يأمل علماء في استخدامها في مكافحة خلايا السرطان. وبفضل التقنية التي توصل إليها العلماء الثلاثة يمكن للباحثين الآن إنتاج هذه المادة بشكل صناعي. وقال الياباني نيغيشي إنه بدأ يحلم بالفوز بالجائزة منذ نحو 50 عاما حين حضر إلى الولاياتالمتحدة. وذكر أنه كان يغط في النوم حين اتصلت به الأكاديمية الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي لتبلغه بالنبأ، وعبّر عن فرحته البالغة لأنها أيقظته من النوم. وأضاف: «هذا يعني لي الكثير. أكذب لو قلت إنني لم أفكر في هذا. قلت لأحدهم إني بدأت أفكر وأحلم بهذه الجائزة منذ نصف قرن»، وفقا لوكالة «رويترز». وُلد البروفسور هيك عام 1931 في سبرينغفيلد في الولاياتالمتحدة، وحاز شهادة الدكتوراه عام 1954 من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، ويشغل حاليا منصب بروفسور فخري في جامعة ديلاوير في الولاياتالمتحدة. أما اي ايتشي نيغيشي فقد وُلد في عام 1935 في تشانغتشون (في اليابان حينها واليوم في الصين). ونال شهادة الدكتوراه عام 1963 من جامعة بنسلفانيا في الولاياتالمتحدة. وهو حاليا بروفسور في الكيمياء في جامعة بورديو في الولاياتالمتحدة. ووُلد اكيرا سوزوكي عام 1930 في موكاوا في اليابان، وحصل على شهادة من جامعة هوكايدو في عام 1959 اليابانية التي يشغل فيها حاليا منصب بروفسور فخري.