شاهد بالفيديو.. الفنانة مروة الدولية تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع وهي تتفاعل مع زوجها الذي ظهر وهو يرقص ويستعرض خلفها    ضياء الدين بلال يكتب: نصيحة.. لحميدتي (التاجر)00!    ناس جدة هوي…نحنا كلنا اخوان !!!    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل مصري حضره المئات.. شباب مصريون يرددون أغنية الفنان السوداني الراحل خوجلي عثمان والجمهور السوداني يشيد: (كلنا نتفق انكم غنيتوها بطريقة حلوة)    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    شاهد بالفيديو.. القيادية في الحرية والتغيير حنان حسن: (حصلت لي حاجات سمحة..أولاد قابلوني في أحد شوارع القاهرة وصوروني من وراء.. وانا قلت ليهم تعالوا صوروني من قدام عشان تحسوا بالانجاز)    شاهد بالصورة.. شاعر سوداني شاب يضع نفسه في "سيلفي" مع المذيعة الحسناء ريان الظاهر باستخدام "الفوتشوب" ويعرض نفسه لسخرية الجمهور    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    مصر والأزمات الإقليمية    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية: دمج جميع القوات الأخرى لبناء جيش وطني قومي مهني واحد اساسه القوات المسلحة    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    الخليفي يهاجم صحفيا بسبب إنريكي    أسطورة فرنسا: مبابي سينتقل للدوري السعودي!    عقار يلتقي مدير عام وحدة مكافحة العنف ضد المرأة    الداخلية السعودية تبدأ تطبيق عقوبة "الحج دون تصريح" اعتبارًا من 2 يونيو 2024    دورتموند يصعق باريس ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا    كرتنا السودانية بين الأمس واليوم)    شاهد بالفيديو.. البرهان يصل من تركيا ويتلقى التعازي في وفاة ابنه    ديمبلي ومبابي على رأس تشكيل باريس أمام دورتموند    محمد الطيب كبور يكتب: لا للحرب كيف يعني ؟!    ترامب يواجه عقوبة السجن المحتملة بسبب ارتكابه انتهاكات.. والقاضي يحذره    مصر تدين العملية العسكرية في رفح وتعتبرها تهديدا خطيرا    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    دبابيس ودالشريف    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشهادة العربية صراع المعادلة والقدرات ..أستاذ جامعي: طلبة الشهادة العربية هم الأكثر نباهة ومعرفة وتفوقاً
نشر في الراكوبة يوم 08 - 10 - 2010

هنالك الكثير من المنعطفات التي تقابل الشخص في مسيرة حياته ويتطلب الخروج منها الكثير من التفكير في الخيارات المطروحة، إذا كانت هنالك خيارات!!. ويبقى قرار الاغتراب عن أرض الوطن من القرارات المؤرقة لصاحبها لما يؤجج من صراعات داخلية بين حب الوطن وفراقه، تفضي في كثير من الأحوال إلى قرار الهجرة، برغم الغربة والمصير المجهول. حيث تتغلب الرغبة في تكوين أسرة بأسرع ما يمكن وتأمين مستقبل الرفاهية للأبناء القادمين في كنف أسرة تتمتع بوضع اقتصادي ميسور، على هموم البعد وعذاب الفراق. فالاغتراب يؤمن على أسوأ الفروض، متطلبات الحياة الضرورية من مأكل وملبس ومسكن وتعليم وصحة، على أكمل وجه.
فما بين أن تبقى في كنف الوطن بين الأهل والعشيرة وبين أن تسعى مهاجراً في بلاد أخرى لا تعرف عنها شيئاً، يفضل معظم الشباب خيار الاغتراب لما فيه من أمل يفتقده الكثيرون بالداخل. ويبقى السؤال حول مدى ارتباط المغترب بوطنه وتفكيره بالعودة!، وهل فقط ترغمهم ظروف تعليم أبنائهم عليها فيأتون على مضض أو يرسلون أبناءهم أيضاً على مضض؟، بل وهل يمنحهم الوطن الذي فروا منه فرصاً للعودة الطوعية؟، أم يطالبهم بدفع ضريبة الإياب؟!.
جهاز المغتربين: المدارس السودانية بالمهجر ليس بها أي مشاكل وفتحت كمعالجة جذرية لمعادلة الشهادات العربية
مغتربون: لا ندرس أبناءنا بالمدارس السودانية لأنها غير مستقرة
طالبة شهادة عربية: ليس ذنبنا ان نشأنا في ظروف أفضل فآباؤنا دفعوا ثمن ذلك غربة وبعداً عن الوطن والأهل
تحقيق: إيمان فضل السيد
الشهادة العربية والشهادة السودانية:
الكثيرون يتحدثون عن تدهور التعليم في السودان خلال السنوات الأخيرة، ويعزو البعض هذا التدهور إلى ما صاحب تغيير السلم التعليمي، من تغييرات سواء كانت في المناهج أو طرق التدريس أو في المدارس نفسها. واعتبر الأستاذ حسين الخليفة الحسن، الخبير التربوي بالتعليم العام، أن غموض المنهج التعليمي وضخامة المحتوى من ضمن العوامل الأساسية في تدهور التعليم، وضرب مثالاً بثانية ثانوي التي ذكر أن بها( 17) مادة، وغير ذلك من العوامل الأخرى، إلا أنه في نهاية حديثه أشار إلى أن السلم التعليمي ليس عاملاً لوحده، معتبره شيئاً منفصلاً، ولكن وبغض النظر عن الأسباب أو العوامل، هنالك تدهور في التعليم العام مسلم به، ومع ذلك عندما يأتي حملة الشهادات العربية للتقديم بالجامعات السودانية، تتعرض شهاداتهم لما يسمى بالمعادلة، أي يتم معادلة شهاداتهم بالشهادة السودانية وهو النظام الذي تم سنه من قبل وزير التعليم العالي في العام 2005م بعد أن أعلن تبني وزارته لخيار معادلة الشهادات العربية بالسودانية بدلاً عن النظام المعمول به في السابق (الكوتا) وفهم البعض قرار المعادلة هذا على أنه مساواة، واتضح بعد تطبيقه أنه تقليل نسبة محددة من الشهادة العربية قد تصل إلى 13%!. مما يفتح الباب امام تساؤل هل الشهادة العربية أقل مستوى من الشهادة السودانية؟، خاصة وأن الشهادات الأخرى كالفرنسية (شهادة الكاميرون مثلاً)، معادلتها تختلف مئة وثمانون درجة عن معادلة الشهادة العربية حيث تتم زيادتها بنسبة قد تصل أيضاً إلى 13%، وباعتراف عدد من الأساتذة الذين يدرّسون بالجامعات المأهولة بحملة الشهادات العربية وغير العربية كجامعة أفريقيا العالمية، تأكد أن طلبة الشهادة العربية هم الأكثر نباهة ومعرفة وتفوقاً عن طلبة الشهادة السودانية والشهادات الأخرى غير العربية، إلا أنهم أيضاً يلاحظون تأثير اختلاف الثقافات عليهم وذلك بحكم نشأتهم وترعرعهم في بيئة تختلف نوعاً ما عن البيئة السودانية، وهذا يجعلهم يواجهون صعوبة في التأقلم مع الوضع الجديد بحسب الأساتذة، ولكن لا يشمل ذلك الجانب الأكاديمي، وعليه لماذا إذاً يعامل طلبة الشهادة العربية هذا التعامل؟، ولماذا يطبق عليهم هذا القانون الذي يوصف من قبلهم بالجائر ويشعرهم بأنهم مضطهدون في بلادهم التي أتوا إليها بعد غياب لم تبعدهم عنها سوى الظروف الاقتصادية؟. برغم ما يجري على الشهادة العربية من تعديلات، إلا أنه يُلاحظ ارتفاع أعداد طلاب الشهادة العربية بكليات الطب والصيدلة والمختبرات الطبية والهندسات بنسبة تفوق طلاب الشهادة السودانية، إلا أن ذلك فقط بالجامعات غير الحكومية كأفريقيا العالمية مثلاً، والتي تصل نسبة طلاب الشهادة العربية فيها بالكليات المذكورة آنفاً إلى 90% بحسب بعض المصادر، وهذا يدل على أن المغتربين دائماً يسعون لتدريس أبنائهم في هذه الكليات تحديداً، وربما ينظر للأمر من ناحية المكانة الاجتماعية. ولكن وبما أن النسبة التي يأتي بها الطالب تتم معادلتها وتقليلها فيستحيل بذلك أن يلتحق بكلية طب جامعة الخرطوم مثلاً، إلا أن يكون قد حصل على نسبة تتجاوز المائة بالمائة وهذا مستحيل أو أن يقبل عن طريق القبول الخاص الذي يكلف الكثير وكذلك يتطلب نسبة عالية.
ضريبة عودة!!
يا غريب عن ديارك مصيرك تعود...!!.. هذا المقطع الغنائي لإحدى الفنانين السودانيين الشباب، وكأنه فُصّل لعكس حال المهاجرين من أبناء بلادي في الأقطار العربية، حيث يكون المغترب مجبراً على العودة إلى حضن الوطن بصورة نهائية أو جزئية متى ما وصل أبناؤه إلى المرحلة الجامعية، ذلك لأن الأقطار العربية لا تتيح للمقيمين فيها من جنسيات أخرى تلقي التعليم الجامعي بجامعاتهم، فيضطر المغترب إلى إرسال أبنائه إلى هذا البلد الذي فر منه، ولكن الشيء المختلف، أنهم يؤمنون لهم ما يلزمهم من متطلبات للعيش في مستوى لا يختلف كثيراً عن ما عاشوه في دول المهجر، وذلك ما يجعل طالب الشهادة العربية (واضحاً)، تستطيع أن تميزه من بين آلاف الطلاب الموجودين حوله من نظرة واحدة (هندامه، أسلوبه في الحديث وحتى تضجره من استقلال المواصلات العامة مما يدعوه للاشتراك في ترحيل إذا لم تكن لديه عربة خاصة) ولكن لا يشفع للمغترب أن يؤمن لأبنائه سبيل الحياة المنعمة فقط، بل يتعين عليه دفع ضريبة الهجرة، حيث تفرض على أبنائه رسوم دراسية مضاعفة، وذلك بالإضافة إلى ما تتعرض له الشهادات العربية من تقييم لمعادلاتها بالشهادة السودانية يفضي إلى تقليلها بنسبة تتراوح بين 10%13% فيضطر كل من يرغب في الالتحاق بكلية محددة بجامعة من الجامعات العريقة، إلى أن يتكفل برسوم القبول الخاص التي ترتفع عشرات المرات من رسوم القبول العام، أو أن يرسل أبناءه إلى جامعة أو كلية (أهلية)، وما أكثر مؤسسات التعليم العالي الأهلي والخاص بالسودان حيث بلغ عددها بعد إعلان ثورة التعليم العالي 46 مؤسسة تعليم أهلي، إلا أن آلاف المغتربين يثرون سوح الجامعات السودانية والخاصة منها كل عام. ويرجع ذلك لسببين، أولاً عدم تمكنهم من دخول الكليات التي يرغبون في الالتحاق بها بمؤسسات التعليم العالي الحكومية بسبب معادلة نسبهم التي تحصلوا عليها في الشهادة الثانوية، وثانياً تمكنهم مادياً من الالتحاق بالجامعات الخاصة. والسؤال الذي يُطرح هنا!، هل كل من غرد خارج دوحة الوطن مؤهل مادياً!!؟ ليدفع تكاليف التعليم الخاص الباهظة الثمن؟. وهل مجرد صفة مغترب تكفي لأن تضفي صبغة الغنى عليه، وبالتالي تشجع مطامع الرأسمالية في زيادة رؤؤس أموالهم من خلاله؟! فعلى المغترب قبل أن يفكر في أمر الرجوع إلى كنف الوطن لمواصلة تعليم أبنائه، أن يفكر ألف مرة في إيجاد حلول للمشاكل التي ستواجهه والتي أقر بها مدير إدارة الشئون الثقافية والتربوية بالإنابة بجهاز المغتربين معاوية حسن، حيث وافق في تصريحات ل(الأخبار) على وجود مشاكل متفرقة للمغتربين فيما يتعلق بأمر الشهادة العربية، ولكنه ذكر أن المعالجة تمت لأغلبها، مؤكداً على التزامهم في إطار المعالجة، بتطبيق نهج العلاج الدائم، مشيراً إلى أن ذلك يتم بفتح المدارس السودانية في دول المهجر. يذكر أنه بلغ عدد المدارس التي أنشئت بالخارج بحسب الأستاذ معاوية حسن، 12 مدرسة منها اثنتان بالسعودية الرياض وجدة.
حلول مرفوضة!!
وبالرغم من أن جهاز المغتربين يعتبر أن إنشاء المدارس السودانية بالمهجر تمثل الحل الاستراتيجي الأمثل لمشكلة تعليم أبناء المغتربين، حيث أن الطالب الحاصل على شهادة سودانية من الخارج يعامل معاملة الطالب الحاصل على شهادة سودانية من الداخل للقبول في الجامعات السودانية، وعلى حد قول نائب مدير الشئون الثقافية والتربوية بجهاز المغتربين الذي ذكر لل(الأخبار) بأن المدارس السودانية ليس بها أي مشكلة، إلا أن أصوات المغتربين تتعالى في رفضها لهذه المدارس ولديهم حججهم في ذلك، حيث يؤكدون على وجود العديد من المشاكل بها أهمها: عدم الاستقرار، حيث يذكرون أنه عادة ما يتم إغلاقها خلال العام، وأيضاً يشكون من عدم توفرها بالقرب من أماكن السكن، فمثلاً المملكة العربية السعودية بها مدرستان واحدة بالرياض وأخرى بجدة، وعليه فإن الطلبة الذين يقطنون في مدن أخرى يتطلب منهم أن يهاجروا هجرة داخلية، تقابلهم فيها مشاكل السكن والاستقرار بعيداً عن ذويهم في سن خطرة، وكذلك يفضل المغتربون تدريس أبنائهم في مدارس دول المهجر لأنهم يعتبرون أن المناهج هناك أقوى من المناهج السودانية، مما يجعلهم يرفضون هذا الحل، بل ويتساءلون عن الأسباب التي تجعل مؤسسات التعليم العالي تتعامل مع نتائج تحصيل أبنائهم في الشهادة العربية على أنها أضعف من الشهادة السودانية. وذكرت هبة نجيب، حاصلة على شهادة عربية من الإمارات وطالبة بجامعة أفريقيا العالمية كلية الاقتصاد، أن مستوى التعليم هنالك متقدم بكثير من هنا من كل الجوانب، من حيث المواد والمناهج والتطبيق، وأشارت إلى أنها وبرغم التحاقها بالمساق الأدبي الذي يتم فصله لديهم عن المساق العلمي منذ الصف الثاني، إلا أنهم يتم تدريسهم المواد العلمية من أحياء وكيمياء وفيزياء، ولديهم مقررات خاصة مخففة عن مقررات المساق العلمي، وهذا يعد بما لا يدعو مجالاً للشك بحسب رأيها، تقدماً في مستوى التعليم خاصة وأنها ذكرت أن خالها الذي يعمل مدرساً بإحدى المدارس الثانوية بالخرطوم عندما اطلع على كتابها في مادة الأحياء انبهر به وأخذه معه وهو يستفيد من المعلومات التي به في تدريس الطلاب، واعتبرت هبة أن ذلك دليل دامغ على تقدم المنهج الإماراتي عن المنهج السوداني. واستغربت من سياسة التعليم العالي المتبعة في التعامل مع شهاداتهم والتقليل من شأنها.
الوطنية الجاذبة!!
يرى البعض أن ما يقابله أبناء المغتربين من تعامل في أول مواجهة لهم مع السودان وطنهم الأول، كما تم تلقينهم من قبل آبائهم وأمهاتهم، الوطن الذي لم يعرفونه إلا من خلال الحكايات التي يرويها لهم ذووهم، فتأتي معتقة بالحنين لذكريات الطفولة والصبا التي تبدو جميلة مهما صَعُبت وقَست، وبتلك النظرة المليئة بالحنين يرسم الأبناء لوطنهم أروع الصور، ولكن لا يظل الوطن جاذباً لأبناء المغتربين كما صور لهم خيالهم، فقط لأنه تتم معاملتهم على أنهم غرباء دخلاء، وعليهم أن يدفعوا ثمن العودة، وهذا ما يجعلهم دوماً يتحدثون عن الظلم الذي تعامل به شهاداتهم، التي يؤكدون بأنها أقوى من الشهادة السودانية من ناحية المنهج ومن ناحية التطبيق، حيث أن المدارس هنالك أكثر تأهيلاً من المدارس السودانية لما بها من معامل كما ذكرت ريم، شهادة عربية من السعودية، تخرجت من الجامعة الأهلية، موضحة في إفادة ل(الأخبار) عدم وجود أي معاناة في الدراسة، حيث أن كل المتطلبات يتم توفيرها لهم ابتداء من الدفاتر والأقلام وعلب الهندسة والكتب وكل شيء على نفقة الدولة ما عدا المريول المدرسي (الزي المدرسي)، مشيرة إلى أن الطلاب لا ينقصهم شيء يجعلهم لا يحرزون نسباً عالية، وحتى من يرسب في الامتحان لديه فرصة أخرى كطالب نظامي مع بقية الطلاب بذات الفصل دون أن يدفع مليماً. وربما هذا ما دعا الأستاذ عثمان سليمان عثمان، المحاضر بجامعة أفريقيا العالمية ومسجل كلية الآداب بالجامعة، إلى النظر إلى أن معادلة الشهادة العربية وتقليلها ليس به أي ظلم برغم قوة المنهج، وعزا ذلك للظروف المواتية التي يدرس فيها طالب الشهادة العربية وما يتوفر له من إمكانات الرفاهية التي ذكرتها ريم، والتي تجعل له الطريق سالكاً للنجاح على حد قوله، بعكس طالب الشهادة السودانية الذي يمر بظروف صعبة يحاول بالرغم منها، النجاح وتجاوز مرحلة الثانوي للفوز بمقعد في إحدى الجامعات السودانية المعروفة، فإذا اُدخل طلاب الشهادة العربية بنسبهم التي يأتون بها دون معادلتها بالنسبة السودانية سيؤدي ذلك إلى تضييق فرص القبول لطلاب الشهادة السودانية، إلا إذا أتيحت لهم ذات الفرص التي أتيحت لأقرانهم في الأقطار الأخرى ولنجحوا ذات النجاح. مشيراً إلى أن طلاب الشهادة السودانية هم الأساس، ويضيف في إفادة ل(الأخبار)، "طلاب الشهادة العربية البلدان الكانوا فيها مالها ما تدرسهم". ثم أردف قائلاً "الظروف السيئة تؤثر سلباً على تحصيل الطالب الأكاديمي وهذه هي ظروف كل السودانيين إذا استثنينا منهم المائة أوائل الشهادة السودانية والقليلين الذين تفوقوا بحكم أوضاعهم الميسورة التي لا تحوجهم إلى شيء". وضرب مثلاً بأن تضع اثنين في سباق إحداهما يجري بشارع مسفلت والآخر بشارع رملي فمهما بذل الثاني من جهد ومهما كانت إمكانيات اللياقة لديه إلا أن الرمال ستؤثر على سرعته وستجعله يخسر السباق، ولذلك لا يمكن مقارنة الشهادة السودانية التي يمر طلابها بظروف قاسية، بالشهادة العربية التي يجد طلابها الطريق ممهداً للانطلاق وتحقيق نجاح خارق. ولم تختلف إفادات الأستاذ معاوية حسن نائب مدير الشئون الثقافية والتربوية بجهاز المغتربين الذي اعتبر أن الأوضاع المريحة لأبناء المغتربين سبب لمعادلة شهاداتهم بالشهادة السودانية. وترى ريم طالبة الشهادة العربية أن الأسباب التي ذكرت غير منطقية، وقالت (ليس ذنبنا أننا نشأنا في ظروف أفضل، فآباؤنا دفعوا ثمن ذلك غربة وبعداً عن الوطن والأهل، وفوق ذلك يطالب بدفع ضريبتين واحدة للبلد التي اغترب فيه، وأخرى لبلده الذي هاجر منه). وكما ذكر الأستاذ عثمان أن هنالك طلاباً يعيشون بالسودان ويتمتعون بذات الامتيازات التي يتمتع بها الطلاب السودانيون في دول المهجر. فألا يعد هذا سبباً لمعادلة شهاداتهم بشهادة الطلاب الذين يعيشون في بيئة تفتقر لأبسط مقومات النجاح (الكهرباء)، هذا غير أن أوضاع مدارسهم منفرة وغير صالحة لأداء رسالة التعليم!.
التحصيل والقدرات!!
ولكن لم تكتف إدارة القبول بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بمعادلة الشهادة العربية فقط، بل وضعت امتحانين يسبقان إعمال المعادلة، خصت بهما طلاب الشهادة العربية السعودية. وبحسب الأستاذ معاوية حسن، فإن الامتحانين اللذين يجريان لطلاب الشهادة العربية السعودية بسبب النظام التعليمي الجديد الذي طبق في المدارس السعودية، لا يوفر امتحاناً نهائياً موحداً لطلاب السنة الثالثة. والامتحانان هما، امتحان التحصيل، ويجلس فيه الطالب لامتحانه في المواد التي درسها في الصف الثالث ويصحح بنسبة 70%. وامتحان القدرات الذي يحتوي على معلومات عامة ويصحح بنسبة 30%. أشار حسن إلى أن امتحان القدرات في الأصل نظام معمول به في المملكة العربية السعودية لمعادلة الشهادة وتوحيدها، وعندما نقلنا له رفض الطلاب لهذا الامتحان الذي يعتبرونه إهانة لهم ويقلل من مستواهم، أشار إلى أن امتحان القدرات مهم بالنسبة لطلبة الشهادة السعودية لسهولته وقدرتهم على تجاوزه مما يؤدي ل"نفخ" شهادتهم. ولكن شهاداتهم المنفوخة بامتحان القدرات هذا الذي تحدث عنه الأستاذ معاوية حسن، يتم تنفيسها من خلال المعادلة. مما يدعو للتساؤل عن أهمية امتحان القدرات الذي الغرض منه نفخ الشهادة مادام أنها تتعرض للمعادلة، فلماذا لا يترك امتحان القدرات الذي يسيء للطلاب ويتم التعامل مع شهاداتهم كما هي بعد امتحان التحصيل الموحد دون معادلة؟. (الأخبار) حملت خطاباً لمكتب القبول بوزارة التعليم العالي لفك طلاسم الأسئلة المطروحة ولكن دون جدوى.
المدارس التي أنشئت بدول المهجر:-
1. مركز امتحانات/ جدة - السعودية
2. مركز امتحانات/ الرياض - السعودية
3. المدرسة السودانية/ الدوحة - قطر.
4. المدرسة السودانية/ باكستان - إسلام أباد.
5. المدرسة السودانية/ صنعاء - اليمن.
6. المدرسة السودانية/ طرابلس - ليبيا.
7. المدرسة السودانية/ بنغازي - ليبيا.
8. المدرسة السودانية/ كمبالا - يوغندا
9. المدرسة السودانية/ تشاد - أنجمينا.
10. المدرسة السودانية/ طهران - إيران.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.