تبدأ السعودية الشهر المقبل إنتاج الألمنيوم لأول مرة في البلاد من المصهر التابع لشركة «معادن» السعودية بطاقة تصل إلى 740 ألف طن سنويا، مما يعزز قدرتها على المنافسة العالمية بسبب وفرة المواد الخام في ظل توجه الحكومة لدعم المنتجات الصناعات الجديدة الناجمة عن صناعة النفط مما يساعد في نجاح صناعة الألمنيوم. وأوضحت شركة التعدين العربية السعودية (معادن) أن شركتها التابعة (معادن للألمونيوم) المملوكة لها بنسبة 74.9% وشركة «ألكوا» بنسبة 25.1% ستبدأ بإنتاج من المصهر التابع لها في 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وقالت الشركة إنها تهدف من خلال مشروع الألمنيوم المشترك مع «ألكوا» الذي تبلغ قيمته 10.8 مليار دولار إلى استغلال موارد السعودية من البوكسايت لإنتاج الألمنيوم، في أكبر مجمع متكامل في العالم لإنتاج الألمنيوم ومن ثم تصديره إلى الأسواق المحلية والعالمية. كما يهدف المشروع إلى تطوير الصناعات التحويلية المحلية. ويرى خبراء اقتصاديون أن توافر الخامات التعدينية في السعودية سيحقق التكامل الصناعي الأمثل خاصة بعد اكتمال المشاريع التي تدعمها الحكومة في تذليل العقبات وجلب التقنية الحديثة مما يساعد في تعزيز مسار الصناعة وتعميق الفائدة الاقتصادية. وقال الدكتور إحسان بوحليقة، الخبير الاقتصادي ل«الشرق الأوسط» إن بداية إنتاج الألمنيوم في السعودية سوف تفتح الباب أمام الكثير من الصناعات المرتبطة بهذه السلعة الاستراتيجية وسوف تسهم خلال السنوات المقبلة في إحداث نقلة نوعية وتنافس بقوة في الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن السعودية استطاعت خلال ثلاثة عقود أن تنافس الأسواق في صناعة البتروكيماويات وأصبحت حصتها السوقية في العام 10% مما يؤكد أن الألمنيوم إذا تم العمل على تسويقه فسيحقق نجاحا كبيرا في المنافسة إلى جانب عوامل الجذب التي سيوفرها نظرا لأن الكثير من الشركات الصناعية تبحث عن توفر هذا المعدن باعتباره عنصرا أساسيا في الصناعة ومن المتوقع أن يسهم في جذب رأسمال الأجنبي إلى البلاد.