ناجازاكي ( اليابان) - - يتجاهل المسافرون عادة زيارة ناجازاكي بسبب موقعها بجزيرة كيوشو في جنوباليابان ,ولكن تتمتع ناجازاكي بتاريخ طويل من الثقافات المختلطة والطعام اللذيذ والجزر البعيدة عن الساحل التي توجد بها العيون الساخنة و الشواطئ الرملية ويشتهر سكان ناجازاكى بأنهم أكثر هدوء مقارنة بسكان المدن اليابانية الأخرى الاكبر. ووجد الأشخاص الذين تمكنوا من إدراج زيارة ناجازاكي أثناء رحلتهم إلى اليابان أنها محطة ساحرة في جولتهم المرهقة. وقال بين بوثي /25 عاما/ مهندس بريطاني يعمل في مجال البرمجيات :" شعرت بالاسترخاء الشديد. استمتع بالسير في أنحاء المدينة واستكشاف الشوارع والطرق.وتثير القناة كل الاختلاف". وكان يشير بذلك إلى القناة الموجودة في المدينة المقام عليها العديد من الجسور الحجرية. ويعود تاريخ أحد الجسور إلى حوالي 400 عام. ويستمتع السائحون والسكان المحليون على حد سواء بالتجول تحت أشجار الصفصاف على طول القناة ومشاهدة الأسماك الملونة. ويبدأ السائحون الذين يصل معظمهم بواسطة القطار جولتهم في المدينة بالسير على طول القناة التي تقودهم عبر المدينة إلى رصيف ناجازاكي. وعلى امتداد الطريق، تقف مبان حديثة جنبا 9لى جنب مع منازل خشبية تقليدية كما تسير عربات الترام بجوار السيارات المضيئة. وبدأت ناجازاكي تشهد حالة ازدهار قبل حوالي 430 عاما عندما فتحت أبوابها أمام التجارة الخارجية. ومع توافد تجار ومبشرين غربيين إضافة إلى تجار صينيين، تمكنت المدينة من استيعاب التأثير الخارجي، الأمر الذي انعكس في فن العمارة والغذاء والمهرجات بالمدينة. ولم تمضي الأمور على مايرام دائما، حيث يخلد مزار بالمدينة ذكرى 25 من المسيحيين الأوروبيين واليابانيين الذين جرى صلبهم في شباط/فبراير 1597 في نجازاكي. وأعفب إعدامهم وقوع المزيد من أعمال قتل بحق المسيحيين بين عامي 1597 و 1637. وبالطبع يجرى تذكر المدينة في معظم الأوقات حاليا باعتبارها واحدة من مدينتين باليابان ألقيت عليهما قنابل ذرية فى الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية. وألقت الولاياتالمتحدة في التاسع من آب/ أغسطس 1945 في محاولة لإجبار اليابان على الاستسلام قنبلة ذرية على ناجازاكي، مما أدى إلى مقتل ما بين 60 ألفا و80 ألفا في الحال. ويعد المزار الذي يخلد ذكرى الشهداء المسيحيين ومتحف القنبلة الذرية من بين أكثر المواقع التي يرتادها السائحون بالمدينة رغم مظاهر الحزن والصدمة. وقالت بولين تريكا/ 20 عاما/ طالبة جامعية بولندية إنها تزور ناجازاكي بسبب تاريخها. وذكرت" هذه أول رحلة بالنسبة لي إلى اليابان. أزور ناجازاكي لأني درست اللغة والتاريخ اليابانيين في المدرسة. أعرف تاريخ ناجازاكي ولذا جئت إلى هنا". وبعد الشعور بالارهاق من زيارة المعابد والمتاحف، يستطيع المرء دخول أحد المطاعم ويشرب كأسا كبيرا من البيرة ويأكل طبقا من السمك غير المطهي أو طاجن من شرائط المعكرونة الحريفة. وقال هوكازونو هايدميتسو نائب مدير مكتب ناجازاكي للثقافة والسياحة إن المدينة استقبلت حوالي 167 ألف سائح أجنبي في عام 2009 بينما زار 67ر4 مليون أجنبي طوكيو في ذات العام. وذكر أن " الأجانب الذين يزورون اليابان للمرة الأولى عادة لا يزورون ناجازاكي بسبب ضيق الوقت إضافة إلى عدم شهرتها ولكن ربما يزورونها في رحلتهم الثانية".