غالبًا ما يصف الأطباء الأسبرين أو غيره من الأدوية التي تحتوي على عامل مضاد للصفيحات بعد التعرض لأزمة قلبية أو تشخيص حالة مرض قلب أو أوعية دموية. إلا أن تقريرًا حديثًا أعدته مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها وجد أن أقل من نصف الناس المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية في الولاياتالمتحدة يتلقون علاجًا يعتمد على مضادات الصفيحات. حتى عند وصفه، فإن العلاج الذي يعتمد على الصفيحات لا يعني أن المرضى يتناولون دواءهم تمامًا وفقًا للوصفة التي قدّمها المريض. يقول د. ديباك بات، طبيب قلب في برغهام وفي مستشفى النساء: «تؤدي هذه الأدوية إلى آثار جانبية تتمثل بضيق معوي أو نزيف الأنف، ما يدفع الناس إلى التوقف عن تناولها من دون إعلام الطبيب بذلك. علاوةً على ذلك، يشعر المرضى الذين تعرضوا لأزمة قلبية بتحسن مباشر بعد تناول الأسبرين فيعتقدون خطأً أنهم لم يعودوا بحاجة إلى تناول الأسبرين». كيف يعمل الأسبرين؟ يساعد الأسبرين المرضى على تجنب الإصابة مستقبلاً بأزمات قلبية من خلال الحفاظ على الصفيحات الدموية في الدمّ من الالتصاق وتشكيل جُلطات تعترض مجرى الدمّ في أحد شرايين القلب، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بأزمات قلبية. في حال كنت مصابًا بأمراض القلب والأوعية الدموية، قد يصف لك الطبيب نوعًا آخر من مضادات الصفيحات ككلوبيدوجريل (بلافيكس) بدلاً من الأسبرين أو بالإضافة إليه. إلا أن بعض الدراسات أثبت أن تناول النوعين معًا لا يؤدي إلى نتائج أفضل من تلك التي قد يحصل عليها المريض عند تناول أحدهما فقط. تترافق قدرة الأسبرين على تخفيف تشكّل الجلطات مع خطر النزيف. يقول د. بات في هذا الصدد: «يُعتبر الجهاز الهضمي، لا سيما المعدة، أكثر الأماكن تعرضًا للنزيف الخطير. ومن النادر أن يُصاب البعض بنزيف دماغي قد يكون في بعض الحالات كارثيًا. إلا أن فوائد الأسبرين تفوق مخاطره لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة جدًا، كالذين سبق أن أصيبوا بأزمات قلبية». ويضيف د. بات أنه لا بدّ من أن يتّبع الأشخاص المصابون بمرض اﻷوﻋﻴﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ اﻟﻤﺤﻴﻄﻴﺔ (تشكل صفيحات كبيرة في شرايين القدم) علاجًا يعتمد على مضادات الصفيحات. الأسبرين لكلّ حالة لا يزال بعض الأسئلة مطروحًا حول جرعات الأسبرين وطرق تغليفه. غالبًا ما يُباع الأسبرين على شكل جرعات 81 ملغ (أسبرين الأطفال) و325 ملغ (أسبرين البالغين القوي). أشارت الدراسات الحديثة إلى أن غالبية الناس يجدون فائدة عند تناول جرعات الأسبرين المنخفضة أكثر من تلك التي يجدونها عند تناول جرعات الأسبرين العالية. يقول د. بات: «غالبًا ما يُستعمل الأسبرين منخفض الجرعة عالميًا لعلاج حالات أمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أن أطباء الولاياتالمتحدة يعمدون إلى خلط النوعين معًا. في الحقيقة، تبدو جرعة أسبرين 81 ملغ يومية كافية للحماية من أمراض القلب والأوعية الدموية المزمنة». في حال تبادر إلى ذهنك بعض الأسئلة في ما يتعلق بالجرعة المناسبة لحالتك المرضية، يُفضل أن تستشير طبيبك، لا سيما في حال كنت قد واجهت مشاكل نزيف في الماضي. بالإضافة إلى ذلك، ثمة جدل واسع حول الأسبرين المزود بغلافٍ خارجي (المعروف أيضًا باسم الأسبرين المزود بغلاف السلامة) الذي يُسوّق على أنه أفضل للمعدة. يقول د. بات في هذا الصدد: «تشير الدراسات القديمة إلى أن هذا الغلاف يمنع امتصاص الأسبرين، كذلك لم يثبت في شكلٍ واضح أن الأسبرين المغلف بغلافٍ خارجي يخفف من حالات نزيف المعدة رغم أنه قد يساعد على تجنب الاضطرابات المعوية لدى بعض المرضى. بصفتي الشخصية، أنصح المرضى المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية بتناول الأسبرين 81 ملغ المغلف بغلاف خارجي يوميًا».