لوس انجليس - دافعت المخرجة الأميركية كاثرين بيغلو عن فيلمها "زيرو دارك ثيرتي" الذي تدور أحداثه حول مطاردة أسامة بن لادن والذي اتهمه البعض بأنه يشجع التعذيب. وكتبت بيغلو في صحيفة "لوس انجليس تايمز" أن "الخبراء لا يتفقون حول وقائع المطاردة وتفاصيلها، والجدل سيتستمر بلا شك". يذكر أن المخرجة مرشحة للفوز بخمس جوائز أوسكار هذه السنة عن فيلمها "زيرو دارك ثيرتي" وأن الممثلة الرئيسية في الفيلم، جيسيكا شاستين، فازت الأحد بجائزة "غولدن غلوبز" عن فئة أفضل ممثلة درامية. ويقول معارضو الفيلم ومن بينهم رئيس وكالة الاستخبارات المركزية، مايكل موريل، إن الفيلم يوحي للمشاهد بأن تعذيب السجناء هو وحده الذي سمح بتحديد موقع أسامة بن لادن. وتؤكد كاثرين بيغلو قائلة "أعتقد أنه تم العثور على أسامة بن لادن بفضل عمل استخباراتي محكم. ولكن التعذيب، وكما نعلم جميعا، استخدم في السنوات الأولى من المطاردة. وهذا لا يعني أنه كان المفتاح الذي أدى الى تحديد موقع بن لادن، بل أن هذا الواقع هو جزء من التاريخ لا يمكن تجاهله". ويشتمل الفيلم على مشاهد تعذيب عدة، أبرزها مشاهد غرق، ويشير الى ان وكالة الاستخبارات المركزية غيرت طريقة عملها عند وصول الرئيس باراك اوباما الى الحكم. وكتبت كاثرين بيغلو أن "إظهار ما حصل لا يعني الموافقة عليه. أعتقد أن بعض الانتقادات الموجهة الى الفيلم ينبغي أن توجه إلى الذين أرسوا تلك السياسات الأميركية ووضعوها، وليس الى الفيلم الذي ينقل التاريخ الى الشاشة". واكد مسؤول سابق عن برنامج تقنيات الاستجواب في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه)، ان تقنيات الاستجواب التي استخدمت على بعض الموقوفين لتحديد مكان وجود اسامة بن لادن ليست اعمال تعذيب ولا تشبه مشاهد الفيلم حول ملاحقة زعيم القاعدة. وكتب خوسيه رودريغيز في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" تحت عنوان "آسف، هوليود، ما فعلناه لم يكن تعذيبا"، "لم ينزف احد او يتعرض للضرب خلال برنامج تقنيات الاستجواب المشددة الذي اشرفت عليه من 2002 الى 2007". وقد حرص المسؤول السابق في السي.آي.ايه على التدخل في الجدال الذي يعصف بوكالة الاستخبارات حول فيلم "ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل" الذي سيعرض في معظم دور السينما في الولاياتالمتحدة في 11 كانون الثاني/يناير. ويبدأ هذا الفيلم الطويل المرشح لجوائز الاوسكار بمشهد تعذيب معتقلين لا يلبثوا ان يبوحوا بمعلومات بالغة الاهمية لتحديد مكان بن لادن في منزل حصين بباكستان. وكتب خوسيه رودريغيز "لم يعلق احد في السقف. وقد اقتبس المخرجون مشاهد اطواق الكلاب من التجاوزات التي اقترفها الجنود في (سجن) ابو غريب في العراق. ولم يحصل شيء من هذا في 'السجون المسماة سرية' لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية". وقال "من اجل توجيه صفعة الى وجه معتقل، كان يتعين على مسؤولي السي.آي.ايه الحصول على إذن خطي من واشنطن". واضاف "كانت تتاح للمعتقلين إمكانية التعاون. فاذا كانوا من اصحاب السوابق ولدينا ما يحملنا على الاعتقاد ان في حوزتهم معلومات مهمة، كانوا يتعرضون، بموافقة واشنطن، لبعض التقنيات المشددة، كربطهم من رقابهم وحرمانهم من النوم، او في حالات نادرة، حملهم على الاعتقاد انهم يغرقون". واقر رودريغيز بأن ثلاثة من "اسوأ ارهابيي الكرة الارضية" تعرضوا لحالات تحاكي الغرق من اجل "حملهم على التعاون"، من خلال استخدام "قناني ماء صغيرة وليس سطلا" كما نرى في الفيلم. وهم ابو زبيدة وخالد شيخ محمد وعبد الرحيم الناشري، المعتقلون جميعا الان في غوانتانامو. وكتب رودريغيز ايضا "لكن وزارة العدل اكدت لنا آنذاك خطيا ان هذه التقنيات لا تشكل تعذيبا"، معتبرة ان "اوجه الشبه بين البرنامج وما عرض على الشاشة قليلة". ولاقتناعهم بأن التعذيب لم يساعد في الحصول على معلومات اساسية حول مكان وجود بن لادن في باكستان، طلب اعضاء في مجلس الشيوخ من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ان تعلق على المعلومات التي قدمت الى مخرجة الفيلم. واضاف رودريغيز "لم ار شيئا في فيلم 'ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل' مدرجا في خانة المعلومات السرية. واوضح ان اسم خادم بن لادن، الذي عثر بواسطته على بن لادن وقتله في هجوم في ايار/مايو 2011، ظهر في 2004 خلال عملية استجواب مشددة لمعتقل، لكن الاستخبارات لم تدرك انه شخصية مهمة الا عندما اعترضت رسائل لخالد شيخ محمد العقل المدبر لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.