محمد عاطف: أكد الملحن الموجي الصغير نجل الموسيقار الراحل محمد الموجي أن الفنانين اليهود أحدثوا في مصر حركة فنية وكان لهم اهتمام كبير بالغناء والتلحين والتمثيل والإخراج. وقال: علاقة والدي كانت قوية جدا خاصة مع ليلى مراد وشقيقها منير مراد, وكان يتمنى والدي لو ظهر في الفترة الأولى لظهور ليلى مراد لأنه لم يستطع أن يقدم لها سوى عدد قليل من الأغنيات قبل اعتزالها الغناء, ولم يتجاوز ما قدمه لها عن حوالي 4 أغنيات أشهرها أغنية أحبها الجمهور جدا وهي 'اكتبلك جوابات', لكن النقاد وجدوا شكلا جديدا في اسلوب غنائيها مع ألحان والدي. أضاف: انتشار الفنانين اليهود في مصر جعلهم يقتربون كثيرا من المصريين ولذا معظمهم أعلن إسلامه في وقت ما من حياته, كما انهم أظهروا وطنية كبيرة لهم وقت الشدائد, ولم يتأخروا عن عمل أغنيات وطنية تدعم الجيش المصري وتشحذ من الهمم وآخرين أقاموا عروضا مسرحية وتبرعوا بإيرادات بعض الأيام لصالح الجيش. أشار الى ان ليلى مراد غنت أعمال وطنية كثيرة ودعمت الجيش بحفلات ذهبت إيراداتها للتسليح وكانت على رأس اهتمامات القيادة في مصر. حول ما تردد عن قيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر باستبعاد اليهود من مصر قال الموجي الصغير: ما أعلمه واستمعت له من والدي ان الزعيم جمال عبدالناصر لم يرغم أحدا على مغادرة مصر, بل بعضهم سار وراء أرض الميعاد وإقامة وطن لهم, رغم أن بعضهم أحدث مشاكل في صر ومنهم من قام بارتكاب التفجيرات الشهيرة التي أحدثت أزمات عنيفة بالمجتمع المصري, ومع ذلك لم يقم عبدالناصر باستبعاد أحد منهم, لكن القانون نفذ على المتهمين. ويقول الموجي الصغير عن علاقة والده مع منير مراد شقيق ليلى مراد: لاحظت كلام والدي الدائم عن منير وصداقته وأنه شخص لا تمل من الجلوس معه ولديه حس فني كبير لذا برع في التلحين والغناء والتمثيل بجانب انه ساعد العديد من المخرجين في أفلامهم كمساعد مخرج. أضاف: قدم منير مراد مجموعة ناجحة من الألحان لكل من عبدالحليم حافظ وشادية وصباح ونجاة, ومنحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وسام الفنون والعلوم عام 1966. أوضح الموجي الصغير أن تاريخ الفن المصري لا ينسى أسماء وقامات كبيرة من الفنانين اليهود في مصر مثل داود حسني صاحب أشهر أوبرا مصرية وهي 'شمشون ودليلة' وقدم أغاني ملأت الأسماع وقتها وتحتفظ بها مكتبة الإذاعة, والفنان الياس مؤدب الذي شارك في أفلام إسماعيل ياسين, والمخرج السينمائي الشهير توجو مزراحي الذي كان سبباً في نجاح أفلام علي الكسار. كما أشار إلى ان والده عرض عليه شخصية يهودية عام 1968 شراء كل ألحانه لتغنيها الأصوات اليهودية في إسرائيل مقابل 3 ملايين جنيه وهو ما رفضه والدي وطرده من المكتب لأن أعماله تراث مصري أصيل, ووقتها علم الرئيس الراحل ياسر عرفات وأهدى والدي وسام على هذا الموقف.