الأسبوع الماضي بثت عدد من الفضائيات العربية حفلا للفنان «المصري» محمد منير، هذا ليس الخبر. ولكن الخبر هو ان منير واصل اداءه للاغاني السودانية بعد نجاحه في اداء اغنية احمد المصطفى «القربو يحنن والبعدو يجنن» واغنية وردي «وسط الدائرة»، غنى محمد منير في الحفل: المهنة بناضل بتعلم تلميذ في مدرسة الشعب الشعب حبيبي وشرياني اداني بطاقة شخصية المدرسة فاتحة على الشارع والشارع فاتح في القلب والقلب مساكن شعبية الاغنية الرائعة التي قام بأدائها الفنان عبد اللطيف عبد الغني «وردي الصغير» وهي من كلمات الشاعر الكبير محجوب شريف. اداء منير للاغنية كان متميزا وقد اعاد توزيع الاغنية بشكل يتناسب مع المستمع المصري وبدت الاغنية في حلية زاهية وكان منير منتشيا بنشوة نجاح الاغنية حيث ردد معه آلاف المصريين «الشعب حبيبي وشرياني» وحققت الاغنية نجاحا فاق بعض اغنيات منير المسموعة حيث كان انفعال الجمهور معه اقوى واعمق في هذه الاغنية التي تجلت فيها موهبته كفنان بارع يستطيع ان يؤدي ألوانا غنائية متعددة ويطبعها بأسلوبه الخاص. سألت الفنان عبد اللطيف عبد الغني: هل استأذنه منير في اداء هذه الاغنية؟ فقال: للامانة فإن محمد منير اتصل بي واستأذنني في اداء هذه الاغنية بوصفي ملحنها واستأذن ايضا شاعرها محجوب شريف ثم قدم لنا «C.D» مسجل عليه الاغنية وفيه حفظ لحقوقنا الادبية. اما الحق المادي فلم يحسم بعد نسبة لسفري لامريكا. ويضيف عبد اللطيف ان اداء منير لهذه الاغنية بالتأكيد سيشكل اضافة مهمة لانتشار الفن السوداني خارج الحدود باعتباره فنانا جماهيريا. وللفنان شرحبيل احمد رأي مختلف اذ يرى ان بعض الفنانين المصريين يقومون بهضم حقوقهم الادبية كما حدث له شخصيا مع الفنان محمد فؤاد الذي اعتدى على احدى اغنياته وكتب عليها تراث نوبي، وعندما اشتكى في القاهرة خسر الشكوى. ويضيف شرحبيل: لم استطع ان اجاري الموضوع في القاهرة حيث لا يمكنني ان اذهب باستمرار للقاهرة لمتابعة القضية ولهذا انسحبت وتركت محمد فؤاد وغيره يغنون اغنياتنا على كيفهم لاننا للاسف لم نجد من يدافع عن حقوقنا ،لا المصنفات الفنية ولا الملكية الفكرية ولا المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الوايبو». الفنان محمد وردي موقفه مختلف حيث غنى محمد منير اغنيته «وسط الدائرة» بموافقته ورضاه ويروي وردي القصة لاوراق الورد ويقول «كان الراحل الاديب جمال محمد احمد قد اقترح ان اقدم لمحمد منير بعض اغنياتي وذلك ابان زيارة منير للسودان والتقينا في منزل الاستاذ محمد توفيق وطلب منير اغنية «وسط الدائرة» ومنحتها له بطوعي واختياري، علما بأنني لم اطالب بأية حقوق مادية نظير هذه الاغنية واكتفيت فقط بالحق الادبي، اما الشكوى التي قدمتها بالقاهرة فكانت لان منير اشترك بالاغنية في مهرجان اسمه مهرجان البحر الابيض المتوسط ولم يذكر اسمي في الاغنية بل قال انها «تراث نوبي» مما دفعني لتقديم شكوى لنقابة المهن الموسيقية في القاهرة وقد اعتذرت النقابة عن ذلك وقبلت الاعتذار. وحول وجهة نظره في محلية الاغنية السودانية يوضح وردي ان اللهجة المصرية فرضت نفسها بقوة اللحن والموسيقى وانعكس ذلك على الاغنية المصرية. اما الاغنية السودانية فهي محلية بسبب اللغة المستخدمة وهي لغة ممعنة في المحلية. واذا اردنا ان نخرج الاغنية السودانية يجب استخدام اللغة الوسيطة وبعد ذلك علينا ان نفهم ان العالمية تعني قوة اللحن والموسيقى. ويختتم وردي افادته ل «اوراق الورد» بالتأكيد على ان غناء محمد منير لهذه الاغاني يسهم في نشر الاغنية السودانية لانه فنان صاحب جمهور كبير ولونية خاصة، ولكن وردي يشدد على حفظ الحقوق الادبية ويستشهد بحادثة شرحبيل مع الفنان محمد فؤاد، ويقول انه تدخل شخصيا ابان فترة وجوده بالقاهرة وقال لهم ان الاغنية التي كان يؤديها محمد فؤاد اغنية للفنان شرحبيل وليست تراثا نوبيا. وبين هذا وذاك يبدو ان نجاح الاغاني السودانية بصوت منير سيدفع فنانين عربا للتفكير جديا في البحث عن الاغاني السودانية، وربما تمثل الظاهرة سوقا لانتعاش الابداع السوداني.