لأن الحبّ يحمل مشاعر عميقة وقوية، يؤدي فقدان الحبيب إلى حزنٍ وأسىً كبيرين. حتى إن هذه الحالة قد تطول جداً وتؤدي إلى مضاعفات جسدية عدة، إضافة إلى النفسية، فهل تؤدي إلى الوفاة؟ تختلف الطرق التي يظهر فيها الحزن من شخص إلى آخر، وقد تتطور فيبرز تأثير الحزن العاطفي والنفسي على الصحة ويسبّب أزمات قلبية، وإن كانت موقتة أو أمراضاً خطيرة في عضلة القلب. أثبت باحثون في كلية الطبّ في جامعة هارفارد أن الإصابة بأمراض القلب تفوق العادة ب21 مرة في اليوم الذي يلي وفاة الحبيب. ولما كان الحزن لا يختفي بين ليلةٍ وضحاها، يبقى الشخص معرضاً لخطر الإصابة بأمراض القلب: قد يخفّ هذا الخطر بعد أيام إلا أنه يبقى حائماً حول المرء لمدة أسبوع أو حتى شهرٍ بعد موت الحبيب بمعدلٍ ست مرات فوق العادة. تتنوع الأسباب التي قد تؤدي إلى أزمات قلبية إثر التعرض لحزن شديد، علماً أن هذا الخطر يتعاظم لدى أولئك المعرضين أصلا لهذه الأزمات بسبب مرض في القلب أو أحد عوامل الخطر الدالة عليه. يوضح الباحثون أن ارتفاع معدل خفقان القلب وضغط الدم يسبب أزمات قلبية، مع الإشارة إلى أن هذا الارتفاع يبقى ردّ فعلٍ طبيعياً للضغط النفسي الذي قد يتعرّض له اامرء. تشير دراسة نُشِرت العام الماضي في مجلة Circulation إلى احتمال وفاة الشخص حين ينفطر قلبه. وقد حدد الباحثون أن نسبة الوفاة إثر التعرض لمرض في القلب في الشهر الذي يلي وفاة الحبيب ترتفع من 20% إلى 53%. خفقان رومنسي على مرّ القرون، أشاد الشعراء بعلامة الحبّ المألوفة ونعني بها خفقان القلب. حين تلتقي عيناك بعيني شخصٍ آخر فيقفز قلبك بين ضلوعك أو ينعقد لسانك ويخفق قلبك بشدة في صدرك، تأكد أنك وقعت في الحبّ. ليس غريباً إذاً الإشارة، تبعاً لردّ الفعل هذا، إلى القلب كمركز العواطف. لكن في الحقيقة، تنشأ المشاعر كافةً، بما في ذلك الحبّ، في الدماغ الذي يستجيب للرسائل التي ترده من العين والأنف والأذن عبر إطلاق موجةٍ من الإيبينيفرين (أو الأدرينالين) وهو الهرمون الذي يزيد سرعة القلب. على غرار النبض الناتج من الرجفان الأذيني (عدم انتظام ضربات القلب)، لا تدوم هذه النبضات السريعة طويلا، وغالباً ما يرافقها شعور بالمتعة؛ لذا لا تنذر بأي خطر. ضعف عضلة القلب عند الشعور بالحزن قد يختبر الأشخاص الذين لا يعانون داء شريان القلب التاجي بعض الأعراض المشابهة لأعراض الأزمات القلبية، إلا أن الطبيب لا يعثر على أي أنسجة قلب ميتة عند معاينة المريض بشكلٍ دقيق. في بعض الحالات، يعيق تشنج طويل الأمد يصيب الشريان مجرى الدمّ، فينتفخ أسفل القلب ليعجز هذا الأخير بالتالي عن النبض بشكلٍ صحيح. تُعرف هذه الحالة باعتلال عضلة القلب الإجهادي أو «متلازمة انكسار القلب». رغم أن هذه الحالة بعيدة بعض الشيء عن الأزمة القلبية إلا أنها قد تهدد الحياة. الجيد في الأمر أنه مع الوقت، يستعيد القلب وضعه الطبيعي وتختفي الأعراض ويُشفى المرء بشكلٍ تام.