يقود الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو، نجل الرئيس التشادي إدريس ديبي، نحو ألف جندي من قوات بلاده باتجاه الجبال، شمال شرقي مالي، للانضمام إلى الحملة العسكرية التي تشنها القوات الفرنسية على المتشددين الإسلاميين في هذه المنطقة. وتحرك، الخميس، رتل عسكري من مائة مركبة مدرعة تشادية، وعربات جيب وشاحنات إمداد من كيدال -البلدة الصحراوية على بعد 1200 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من العاصمة باماكو- حيث تقوم القوات الفرنسية والتشادية تدعمها الطائرات الحربية الفرنسية انطلاقا من كيدال بمهاجمة مخابئ المتشددين في سلسلة جبال إدرار أفوغاس على الحدود بين مالي والجزائر. وكان ابن الرئيس التشادي على رأس رتل القوات التشادية. وقال ديبي اتنو ل"رويترز" إن مهمة القوات التشادية هي "محاربة الإرهاب واجتثاثه من المنطقة" في إشارة إلى المقاتلين المتحالفين مع القاعدة في الجبال، حيث يتعرضون لقصف الطائرات الفرنسية بشكل شبه يومي. وتعاون قوات تزيد على 2500 جندي من تشاد والنيجر نحو 4000 جندي فرنسي في المرحلة الثانية للتدخل العسكري الفرنسي الذي بدأ قبل أربعة أسابيع ضد القاعدة وحلفائها في مالي. وتدعم إفريقيا والولايات المتحدة وأوروبا هذه العملية باعتبارها ضربة ضد المتشددين الذين يهددون بشن هجمات في الخارج. وقال وزير الدفاع المالي الجنرال ياموسى كامارا ل"رويترز" إن الجيش المالي ينوي متابعة القوات الفرنسية والتشادية إلى تساليت بالقرب من الحدود الجزائرية. وأضاف: "هذا سيستغرق بعض الوقت. هجوم العدو انكسر وخسروا الكثير من معداتهم لكن هناك جيوب متفرقة للمقاومة في أنحاء البلاد". وأكدت تصريحاته بيانات قادة فرنسيين يقولون إن الإسلاميين تكبدوا "مئات" القتلى والجرحى لكنهم يقولون أيضا إن العملية العسكرية في مالي لم تنته. وقالت فرنسا إنها تريد البدء في سحب قواتها من مستعمرتها السابقة في مارس، وإنها تريد من الأممالمتحدة نشر قوة لحفظ السلام في البلاد بحلول أبريل. وقال مقاتلو الجبهة الوطنية لتحرير أزواد المؤيدة لاستقلال الطوارق -التي هزمت الجيش المالي بعد تمردها العام الماضي وسيطرت على شمال البلاد قبل أن يهيمن المتشددون على ثورتهم- إنهم يسيطرون على كيدال وبلدات أخرى في الشمال الشرقي بعد أن فرمنها المتمردون الإسلاميون. وقال بدو الصحراء من الطوارق الذين يقدمون خدماتهم كمرشدين أنهم سيساعدون القوات الفرنسية والتشادية في القبض على المتمردين في الصحراء والجبال. لكن ذلك خلق وضعا ربما يكون حساسا حيث تصر القوات الحكومية المالية على استعادة سيادة مالي على كل أنحاء البلاد بما في ذلك المنطقة الصحراوية الواسعة والخالية تقريبا من السكان التي يعتبرها الطوارق وطنهم. وقال وزير دفاع مالي: "لا مجال للحديث عن أننا قد نترك أي مكان للجبهة الوطنية لتحرير أزواد". مقتل جنود ماليين إلى ذلك، قتل 14 جنديا في الجيش المالي وجرح آخرون، الخميس، في انفجار لغم لدى مرور آليتهم في طريق بين دونتزا وغاوو شمالي البلاد، حسب ما ذكرت مصادر في الدرك المالي ل"سكاي نيوز عربية". وعقب الهجوم، أعلنت "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا"، مسؤوليتها عن زرع ألغام في شمالي مالي، وكذلك عن الهجمات على القوافل العسكرية واستخدام "انتحاريين" في هذه المنطقة. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المتحدث باسم الحركة، أبو وليد صحراوي، قوله: "إننا ندعو المواطنين إلى عدم التنقل على الطرقات الوطنية، لأن هناك خطرا من حقول ألغام". وأضاف "ندعو إلى الجهاد ضد الأنظمة الكافرة، ولتطبيق الشريعة وتحرير المسلمين". وكان ضابط في الدرك في دونتزا، التي 800 كلم إلى الشمال الشرقي من العاصمة باماكو، حذر السكان بعد انفجار اللغم بضرورة التنبه اثناء تنقلهم بسبب الألغام. وأعرب العسكريون الفرنسيون مرارا عن يقظتهم حيال احتمال وجود ألغام أو قنابل يدوية الصنع قد يكون الإسلاميون تمكنوا من إخفائها قبل أن يلوذوا بالفرار إثر تدخل الجيش الفرنسي.