ما هي إلا ساعة زمن تستغرقها الطائرة أو بضع سويعات بالباص، حتي يجد المسافر من العاصمة السودانية الخرطوم نفسه في مدينة بورتسودان المطلة على ساحل البحر الأحمر أو"عروس البحر"، كما يحلو لساكنيها تسميتها، فعلى الرغم من بعدها الجغرافي بعض الشيء عن كثير من نواحي السودان، غير أنها أصبحت قبلة السياحة المحلية خاصة في مثل هذه الأيام من العام حيث تعيش أجواء خريفية كثيراً ما تكون هي الجاذب الأول لطالبي الراحة والاستجمام، خاصة بعد الانخفاض المستمر في سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار، وارتفاع تكلفة التنزه خارج السودان نتيجة لذلك، وكثيراً ما تتوافد الآلاف من الأسر السودانية لعاصمة البحر الأحمر لقضاء العطل هناك، لكن تشكو التجاهل وتفتقد الترويج الإعلامي. والقادم إلى المدينة يحسب لأول وهلة انه في إحد المنتجعات السياحية العالمية بفضل الجهود التي تبذلها السلطات المحلية في تهيئة البيئة واستغلال الموارد السياحية التي أتاحتها الطبيعة في المنطقة. فولاية البحر الأحمر عموماً تتميز بالكثير من الجوانب الجاذبة ما يجعل تعدد البرامج وتنوعها عاملاً فاعلاً في استقطاب السياح ليس من السودانيين، بل من كل أقطار العالم إذا ما وجد ذلك تسويقاً مناسباً. وإذا تأمل الزائر سواحل البحر الأحمر المطلة على الولاية يجد أن 740 كيلو متراً هي السواحل التي حظي بها السودان، والتي تحتوي على 12 خليجاً تصلح جميعها لرياضة الغطس والتصوير تحت الماء ومشاهدة الأحياء البحرية المختلفة، وما يزيد ذلك جمالاً وألقاً، الشعب المرجانية الملونة والمتنوعة والنادرة، إلى جانب هدوء الأمواج وتناسب درجات الحرارة بين السطح والأعماق التي تعتبر السمة المميزة للبحر الأحمر. ولعل صفاء المياه وانعدام التلوث يوفر له قيمة إضافية كأنقى مياه في المنطقة وبالتالي مقصداً لهواة رياضة الغطس، إلى جانب الجزر التي تعتبر مقصداً للسياح الأجانب. ويتميز أيضاً بوجود أحياء مائية نادرة الأنواع ومنها، أسماك القرش والدلافين وبعض الأسماك الملونة والتي لا توجد في سواه. يقول عدد من خبراء السياحة المحليين إن ولاية البحر الأحمر بمدنها جميعاً، يمكن أن تمثل أحد الشرايين التي تضخ وتغذي خزينة الدولة من العملات الصعبة في حال استغلال ما بها من موارد سياحية لا تزال بكراً بشكل أمثل، وتوجيه الاهتمام الحكومي لها بطريقة أفضل. البيان