تتجه الإدارة العامة للتربية والتعليم في العاصمة الرياض لتفعيل مشاركة الطلاب وأولياء أمورهم في تقييم المحتوى للمناهج الدراسية في التعليم العام، ويأتي ذلك التوجه من الإدارة مواكبة لمشروع وزارة التربية والتعليم «المشروع الشامل لتطوير المناهج»، الذي أطلقته الوزارة منذ ما يقارب العامين، وتستهدف الوزارة من المشروع إحداث نقلة نوعية ذات جودة في تطوير التعليم عامة والمناهج خاصة. وأوضح سعود العبد اللطيف، مساعد المدير العام للتخطيط والتطوير في تعليم الرياض، ل«الشرق الأوسط»، أن إدارته شكلت لجنة رئيسية للملتقيات المدرسية والمحلية للمناهج للبنين، موضحا أن أعمال تلك اللجنة ستنطلق غدا السبت في 4 مكاتب تابعة لإدارة التعليم في منطقة الرياض. وأكد العبد اللطيف أن إدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض كلفت من قبل الوزارة ب4 مجالات ضمن المشروع الشامل لتطوير المناهج، مبينا أنها تشمل مناهج العلوم الشرعية والحاسب الآلي وتقنية المعلومات، ومواد العوق السمعي في التعليم الخاص، إضافة إلى تقييم واقع تطبيق المشروع الشامل للمرحلة الابتدائية (الصفوف الأولية). وأشار العبد اللطيف إلى أن كل مكتب من تلك المكاتب سيتولى عقد لقاءين في كل مجال من المجالات الأربعة، مشيرا إلى أن اللقاءات سيشارك فيها 10 من أولياء الأمور و15 من الطلاب، إضافة إلى أكبر عدد ممكن من المعلمين المتخصصين في ذات المجال، لافتا إلى أن الهدف من تلك اللقاءات توظيف خبرات المعنيين بالمنهج في تقديم تغذية منظمة حول المناهج الدراسية ومشروعاتها بما يسهم في تحسينها وتطويرها مستقبلا. وبيّن العبد اللطيف أن الملتقيات ستركز على منطلقات المناهج وتوجهاتها، واستراتيجيات تنفيذ المناهج وأساليبها، وعمليات التطوير المستمر، والتوجهات العالمية حول المناهج، مؤكدا أن كل الملاحظات والتوصيات التي سيتقدم بها أولياء أمور الطلاب والطلاب والمعلمون المشاركون سيتم رفعها للإدارة العامة للمناهج في وزارة التربية والتعليم للأخذ بها في تقييمها لتجربتها في مناهج التعليم المطورة. يشار إلى أن وزارة التربية والتعليم، ممثلة في وكالة الوزارة للتخطيط والتطوير، أطلقت برنامج ملتقيات المناهج بمستوياته الثلاثة، المدرسي والمحلي والمركزي، ويأتي تنفيذ الملتقيات عبر تكليف 11 إدارة تربية وتعليم منتشرة في مختلف مناطق البلاد بما يتيح مشاركة خبراء المناهج مع المعنيين بتنفيذها والإشراف الميداني عليها، لتبادل الآراء والخبرات التربوية، ورصد واقع تطبيق المناهج وسبل رفع كفاءتها وتأثيرها، وتحسين أدواتها التعليمية، وتفعيل نقاط القوة ودعمها، وتشخيص نقاط الضعف والصعوبات وبحث حلولها ومعالجتها، ونشر ثقافة المنهج بين المعنيين، وتوحيد الأطر المفاهيمية المشتركة ذات العلاقة بالمنهج. وكانت الوزارة، وضمن المشاريع التطويرية المختلفة للمناهج، قد شملت مشروع تطوير مناهج الرياضيات والعلوم الطبيعية، ومشروع تطوير مناهج التعليم العام، ومشروع تطوير اللغة الإنجليزية، إضافة إلى مشروع تطوير التعليم الثانوي «نظام المقررات».
