تشهد مدينة الرياض الأربعاء المقبل، عرض أكبر مجسم للقولون البشري في السعودية، إذ يستطيع الزوّار الدخول من خلاله والتجول في الأمعاء ومشاهدة ما فيها، من أورام عملاقة ونتوءات غير طبيعية تنمو في مختلف مراحل تقدم سرطان القولون، والتعرف عليها عبر الملصقات المرفقة معها، والأفلام الكارتونية الموضحة لمسببات أورام القولون التي تعد أكثر أنواع الأورام شيوعًا بين الرجال السعوديين. بحسب ما ذكرت "المدينة". وأوضح استشاري جراحة القولون والمستقيم ،أستاذ مساعد قسم الجراحة بكلية الطب بجامعة الملك سعود الدكتور خيال بن عبدالملك الخيال، أن هذه التظاهرة الثقافية حرص على إبرازها المؤتمر السعودي العالمي لجراحة القولون والمستقيم المقام حاليًا في قاعة المملكة بفندق الفورسيزن بالرياض، لتوعية الناس عامة ومرضى القولون والمستقيم خاصة، بأهمية الكشف المبكر عن هذه الأمراض، وعدم التهاون فيها. داعيا الجميع إلى الحضور ومشاهدة العروض المختلفة المصاحبة للمجسم، والاستفادة مما سيقدم خلالها من برامج تثقيفية متنوعة. ولفت الدكتور الخيال النظر إلى أن أورام القولون والمستقيم تتكون داخل بطانة القولون والمستقيم وتصيب الرجال والنساء على حد سواء، وتعد ثالث أنواع الأورام من حيث الانتشار عالميًا بين الرجال والنساء، أما في المملكة فتعد أكثر أنواع الأورام شيوعًا بين الرجال، والثاني من حيث الانتشار بين النساء. وأفاد أن أورام القولون شائعة بعد سن ال 50 عامًا، وتزيد خطورة الإصابة بها مع زيادة العمر، حيث تشكل نسبة المصابين بأورام القولون ممن هم فوق سن ال 50 قرابة 90 في المائة، مبينًا أن هذه الأورام لها ارتباط وثيقا بالأغذية المفتقرة للألياف والغنية بالدهون والسعرات الحرارية، واللحوم الحمراء، إضافة إلى قلة ممارسة الرياضة، والتدخين. الكشف المبكر وأكد أهمية الكشف المبكر لدى العائلات التي لدى أفرادها قابلية الإصابة بمرض القولون والمستقيم، عبر تحديد التغير الجيني الذي أدى لهذا المرض الوراثي، مشيرًا إلى أنه من خلال هذه المعرفة يمكن فحص بقية أقرباء المريض والبحث عن هذا التغير الجيني في كروموسوماتهم، لتحديد إن كان هذا التغير موجودا أم لا، لأن في حالة وجوده لدى أحد الأقارب فإن ذلك يعني أنه مصاب بسرطان القولون الوراثي، حتى وإن لم تشاهد لحيمات أو أورام في قولونية. وقال الدكتور الخيال، إنه نتيجة لتوارث المرض من الآباء والأمهات لأبنائهم، فقد تمكنت الجمعية السعودية لجراحة القولون والمستقيم من إنشاء سجل وطني لأورام القولون الوراثية بالتعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من بدء خدمة منع توارث المرض في العائلة، عن طريق علاج معقد يتطلب تضافر جهود علماء الجينات واستشاري العقم ومسجلي الأمراض الوراثية وجراحي القولون والمستقيم ومعالجي القولون والمستقيم واستشاري علم الأمراض. وأبان أن هذا الفريق يقوم بتحديد التغير الجيني في الأب أو الأم ومن ثم فحص الحيوانات المنوية والبويضات التي تحمل هذا التغير الجيني وطرح المصابة منها جانبًا، واستخدام الحيوانات المنوية والبويضات السليمة لإنتاج بويضة ملقحة تزرع في رحم الأم لتلد طفلا خاليًا بإذن الله من المرض. يذكر أنه سيتواجد في مقر عرض المجسم، عدد من استشاري جراحة القولون والمستقيم في المملكة من أعضاء الجمعية السعودية لجراحة القولون والمستقيم، للرد على استفسارات الجمهور، ومناقشتهم فيما يخص أمراض وأورام جراحة القولون والمستقيم وطرق اكتشافها ووسائل منعها.
