تواصلت اعمال العنف على وتيرتها التصعيدية في مناطق سورية عدة فيما شن الطيران الحربي السوري غارات جوية على الاطراف الشمالية لدمشق، بينما دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن الأربعاء إلى حل سياسي للأزمة السورية واستبعد تدخلا عسكريا من جانب الغرب رغم مناشدة زعيم المعارضة السورية توفير حماية أمريكية. جاء ذلك بينما أعلن مستشفى نهريا في شمال إسرائيل مساء الأربعاء أن واحداً من جريحين سوريين لجآ إلى إسرائيل في وقت سابق قد توفي متأثرا بجروح أصيب بها في معارك داخل الأراضي السورية. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجريح السوري الثاني الذي يرقد في مستشفى نهريا أصيب بجروح خطيرة، كما أنه حضر 5 جرحى سوريين إلى منطقة الشريط الحدودي في هضبة الجولان وأن الجيش الإسرائيلي قدم لهم العلاج وعادوا إلى داخل الأراضي السورية. وردا على قرار القمة العربية منح مقعد سورية للمعارضة وتأكيد حق الدول في تسليحها اعتبرت دمشق الاربعاء ان جامعة الدول العربية باتت 'طرفا' في الازمة السورية، وهو ما انتقدته ايضا موسكو وطهران حليفتا نظام الرئيس بشار الاسد. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان 'في الدوحة اتخذت خطوة أخرى مناهضة لسورية'. واضافت 'في الواقع.. هذا تشجيع صريح للقوى التي تواصل للاسف الرهان على حل عسكري في سورية.' في غضون ذلك، تحدث رئيس الائتلاف الوطني المعارض احمد معاذ الخطيب عن وجود 'ارادة دولية' لئلا 'تنتصر الثورة'، في حين ابدت دول مجموعة بريكس 'قلقها العميق' ازاء تدهور الوضع الامني في سورية، مع استمرار الوتيرة التصعيدية لاعمال العنف. وقال رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب خلال افتتاحه السفارة الاولى للائتلاف في الدوحة، ان 'هناك ارادة دولية بأ لا تنتصر الثورة، لكن الشعب الذي تحدى الظلم والطاغوت سيتابع طريقه'. واكد انه 'تفاجأ' من الرد الامريكي الرافض طلبه نشر صواريخ باتريوت في شمال سورية، وذلك 'من اجل حماية المدنيين لا من اجل الثورة'. وكان البيت الابيض اعلن الثلاثاء ان حلف شمال الاطلسي لن يقدم بطاريات صواريخ باتريوت لحماية الشمال السوري، وهو طلب كشفه الخطيب خلال القمة العربية. وقال الامين العام للحلف اندريس فوغ راسموسن الاربعاء ان 'لا خطط (لدى الحلف) لتغيير هدف تغطية صواريخ باتريوت المنشورة' حاليا في تركيا، والتي وضعت بناء لطلب انقرة بعد تكرار سقوط القذائف مصدرها سورية في الاراضي التركية. وقالت صحيفة 'الغارديان' الأربعاء، إن مصادر في المعارضة السورية مقرّبة من أحمد معاذ الخطيب، رجّحت قيام الأخير بسحب استقالته من رئاسة 'الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية'، مقابل توسيع الائتلاف المعارض. وقالت الصحيفة إن مساعدين للخطيب أكدوا أن الأخير سيسحب استقالته مقابل توسيع الائتلاف المعارض ليشمل أكبر عدد من النساء والمزيد من المعارضين من الطائفة العلوية والأقليات الأخرى والمعارضين من داخل سورية'. من جهته، قال رئيس الحكومة المؤقتة للمعارضة غسان هيتو لوكالة فرانس برس انه سيشكل حكومته في غضون ثلاثة اسابيع، على ان يعمل جميع وزرائها في الداخل السوري. واشار هيتو الى انه سيقدم للهيئة التنفيذية للائتلاف 'حكومة خلال اسبوعين او ثلاثة مع برنامج كامل' لها، موضحا انها ستكون 'حكومة مصغرة مؤلفة مما بين 10 و12 وزيرا وستعمل في الداخل (...) ولن يكون لهذه الحكومة مقار في الخارج'. وانتخب هيتو الثلاثاء الماضي رئيسا لحكومة موقتة تتولى ادارة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في داخل سورية، لا سيما في شمال البلاد وشرقها. في دوربان بجنوب افريقيا، قال قادة الدول الناشئة في مجموعة بريكس (روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا) ''نعبر عن قلقنا العميق ازاء تدهور الوضع الامني والانساني في سورية كما ندين تزايد انتهاكات حقوق الانسان والقوانين الانسانية الدولية فيما العنف مستمر'، وذلك في البيان الختامي لقمتهم السنوية الخامسة. وكان الرئيس الاسد طلب في رسالة الى قادة هذه المجموعة التي تضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا، العمل 'من'اجل'وقف'فوري للعنف'في سورية'، بهدف نجاح الحل'السياسي 'الذي يتطلب ارادة دولية واضحة بتجفيف'مصادر'الارهاب'ووقف'تمويله'وتسليحه'. ودعا الاسد المجموعة 'لبذل كل'جهد'ممكن'لرفع'المعاناة'عن'الشعب'السوري' جراء العقوبات 'التي'تؤثر مباشرة'على'حياة'مواطنينا'في'احتياجاتهم الضرورية اليومية'. والتقى الاسد الاربعاء اعضاء اللجنة الوزارية المكلفة تنفيذ مضمون برنامج 'الحل السياسي' الذي طرحه في خطاب مباشر في كانون الثاني (يناير) الماضي، ويشمل دعوة الحكومة الحالية الى حوار ينبثق عنه ميثاق وطني يطرح على الاستفتاء. ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان طائرة حربية تابعة للقوات النظامية قصفت حي القابون الواقع الى اقصى الشمال الشرقي من العاصمة. وبعد الظهر، افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الاطراف الشرقية والجنوبية للعاصمة تشهد اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة.