ملفات كثيرة وقضايا متشعبة تنتظر الرئيسين المصري محمد مرسي، ونظيره السوداني عمر البشير، خلال زيارة الأول المرتقبة إلى الخرطوم بعد غد الخميس. فبالإضافة لقضايا العلاقات الثنائية وتفعيل ما اتفق بشأنها من بروتكولات، والقضايا الإقليمية، لا سيما قضية مياه النيل، تظل قضايا خلافية مهمة بين البلدين هي البارزة، رغم محاولة كلا الطرفين سترها، حيث يأتي ملف النزاع الحدودي على منطقتي حلايب وشلاتين في مقدمها، إلى جانب استضافة مصر مؤخراً لوفد حركة العدل والمساوة المتمردة في دارفور. فالزيارة الأولى للرئيس مرسي إلى السودان، رغم أنها جاءت متأخرة، بحسب مراقبين، غير أنها تزيل الكثير من الاستفهامات، لا سيما أن حالة من شبه التوتر شابت العلاقات بين البلدين عقب استقبال حزب الحرية والعدالة لوفد من حركة العدل والمساواة في وقت سابق من مارس الماضي، الأمر الذي سبب مصدراً لإزعاج الخرطوم، ما جعلها تحتج رسمياً عبر سفيرها في القاهرة كمال حسن علي، معتبرةً استقبال حركة تقاتل ضد الحكومة، وتسعى لإضعاف الدولة السودانية، أمراً غير مقبول. وطلبت الخرطوم من القاهرة إيضاحات بشأن حيثيات الخطوة، رغم تبرير الأخيرة لها باعتبارها محاولة لحث الحركة على الانخراط في العملية السلمية. خلاف حدودي وكذلك، فإن قضية النزاع الحدودي بين البلدين، لا سيما على منطقتي حلايب وشلاتين، المتنازع عليهما بين مصر والسودان منذ عام 1995، تمثل واحدة من أكبر الملفات التي تقف حجر عثرة أمام عودة مياه العلاقات بين الجارين إلى مجاريها الطبيعية، خاصة أن هناك أصواتاً سودانية برزت عقب تولي مرسي الرئاسة، تطالب بحسم الملف الذي يعتبره الكثير من السودانيون انتقاصاً للسيادة السودانية. غير أن مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع، على الرغم من إقراره بوجود النزاع حول المنطقتين، قال خلال زيارة رئيس الحرية والعدالة المصري سعد الكتاتني إلى الخرطوم منتصف الشهر الماضي، إن السودان يرى أن علاقاته مع مصر مستهدفة مما وصفهم «قصيري النظر من أبناء البلدين، الذين تعميهم المعارضة السياسية للحزبين، ويستهدفون العلاقات المصرية السودانية». وأكد أن قيادة البلدين «ستقوض ذلك بهزيمة الأهداف الصغيرة التي تهدف إلى التشويش على العلاقات السودانية المصرية من خلال النظرة الاستراتيجية للعلاقة». وقال نافع إن السودان «لن يجعل من تلك القضايا الخلافية قضية تشغل مصر الآن، لأنه يرى أنها تتصدى لقضايا كبيرة جداً، وأنه سيدرس لاحقاً هذه الخلافات في إطارها وحجمها، ونسبتها إلى المصالح الكبرى بين الشعبين». زيارة تاريخية وصف السكرتير الإعلامي للرئيس السوداني عماد سيد أحمد، الزيارة المرتقبة للرئيس المصري محمد مرسي إلى السودان بعد غد الخميس، ب «التاريخية»، وأنها «تعبر عن مجمل العلاقات بين البلدين، ودفع مسارها في المجالات كافة، وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري». وأشار سيد أحمد إلى أن مرسي «سيلتقي خلال زيارته بقيادات حزب المؤتمر الوطني، والأحزاب السودانية، وأعضاء الجالية المصرية المقيمين بالسودان». البيان