جدة (السعودية) قال الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، إن الثورات التي شهدتها عدد من الدول العربية لم تظهر لها نتيجة حتى الآن، بل إن الوضع تحول إلى الانفجار والدمار وافتقدت تلك البلاد إلى عنصر الأمن والأمان. وأشار رجل الأعمال السعودي، في حوار له الثلاثاء بثته قناة "روتانا خليجية" وتحدث فيه عن رؤيته للأوضاع العربية والسعودية، إلى أن ثورات "الدمار العربي"، على حد وصفه لا يمكن أن تنتقل لدول الخليج، لأن حكامها يحكمون بالعدل. وأوضح الوليد الذي يملك امبراطورية اعلامية واستثمارية ويعد اغنى عربي من غير الحكام، أن الدرس المستفاد من تلك الثورات هو ضرورة استجابة الحكام لمطالب التغيير، لما لها من تداعيات على النواحي السياسية والاقتصادية. وأضاف الوليد أن الرؤساء في مصر وليبيا واليمن لم يتوقعوا أن تقوم عليهم ثورات، وبالتالي فلا يجب أن يستبعد أي رئيس أن تصل الثورة لدولته. وقال الأمير السعودي إن هناك الكثير من التخبط في حكم الإخوان رغم انه لا يستطيع الحكم على أدائهم في الحكم بسبب أنعهم حديثو العهد بالسلطة. وأضاف بن طلال "نلاحظ أن هناك بعض الروائح الاخوانية بدأت تغزو المملكة العربية السعودية عن طريق بعض الشيوخ داخل المملكة، مشيرا إلى أنه لن يتم السماح لإخوان السعودية باستغلال بعض الفقراء وضمهم للتنظيم . وردا علي سؤال عما إذا كان يدعم الإخوان بمصر أم لا قال بن طلال "أعوذ بالله أن أكون داعما للإخوان المسلمين". وأكد أن استثماراته في مصر لن تتأثر، موضحا أن مشروع "توشكى" كان مرتبطا بالنظام السابق، وتم التعامل معه ككبش فداء بعد قيام الثورة، لكن مصر ستظل في القلب من استثماراتي وقد تنازلت عن مساحة كبيرة من أرض توشكى من أجل حل الأزمة التي نشأت وقتها". وفي الشأن السعودي اكد الملياردير السعودي انه يؤيد انتخاب اعضاء مجلس الشورى في المملكة ولو جزئيا مع منحهم صلاحيات حقيقة. كما دعا الى تشكيل مجلس وزراء خدماتي مصغر يمكن ان يرأسه شخص من خارج اسرة ال سعود الحاكمة. وقال انه يجب اعطاء مجلس الشورى المعين "صلاحيات اكثر حتى يفعل"، فضلا عن منح "مؤسسات المجتمع المدني دورا اكبر"، والصحافة امكانية "التدخل في الاصلاحات بشكل اقوى". ووصف الوليد قرار الملك عبد الله بن عبدالعزيز بإدخال المراة للمرة الاولى الى مجلس الشورى بأنه "هام جدا"، الا انه قال انه "حتى يكون تاريخيا لا بد من بندين، اولا الانتخابات ولو جزئية والاهم الصلاحيات". وقال في هذا السياق "طالما (هم من دون) صلاحيات سيبقون دون قوة هامة (...) واعتقد مع الملك عبدالله، ان موضوع الصلاحيات آت لا محالة". وفي خصوص اقتصاد بلاده، دعا الملياردير السعودي الجهات التنظيمية في السعودية إلى فتح البورصة أمام الأجانب وخفض الاعتماد على المستثمرين الأفراد. وقال الأمير الوليد الذي يملك حصصا في بعض أكبر الشركات العالمية، إنه ينبغي للمملكة تحديث أسواق الأسهم لتتفق مع المعايير العالمية مع حماية الشركات الرئيسية من الأموال المضاربة. وأضاف "السوق السعودية تحتاج إلى أن تعتمد أقل على المستثمر الفردي. نحن في السعودية السوق يعتمد 90 أو 95 في المئة على المستثمر الفردي و5 في المئة على المؤسسات وهذا عكس ما يدور في أميركا وأوروبا". وقال "هناك تخوّف من الأموال الساخنة من الدخول والخروج بسرعة. لنضع ضوابط مثلا تعطي للمستثمر الأجنبي حق الدخول ب20 في المئة أو 30 من أسهم كل شركة، مع_ إمكانية منع دخوله إلى الشركات الاستراتيجية مثل السعودية للصناعات الأساسية سابك وهذا حق مشروع للدولة، ولكن لابد من دعوة المستثمر الأجنبي للدخول في الأسهم السعودية". ولا يسمح للأجانب بشراء أسهم سعودية إلا من خلال صفقات مقايضة تجريها بنوك استثمار دولية وأيضاً من خلال عدد صغير من صناديق المؤشرات المتداولة. كما كشف الوليد بن طلال عن أنه سيقاضي "فوربس" لأنها اتهمته اتهامات باطلة، قائلا "أخذنا على عاتقنا الدفاع عن السمعة الاقتصادية للسعودية، وسوف أواجه اتهامات فوربس بالقوة وبالقانون". وكانت "مجلة فوربس" قد شككت في أن الأمير الوليد يتلاعب في سعر الأسهم التي يمتلكها. وذكر الأمير السعودي بأن والده ساعده في بداية حياته بمبلغ 30 ألف دولار ليخوض بها في مجال الأعمال، نافيا حصوله على أي امتيازات أو تسهيلات حكومية كونه أميرا، قائلا: "لم أحصل على أي تسهيلات حكومية أو امتيازات، وأخذت قروضا من سيتي بنك وكدت أفلس مرتين لولا مساعدة الأمير طلال". كما نفى بشدة الاتهامات التي طالته بأنه المتسبب في انهيار سوق الأسهم السعودية في عام 2006، قائلا "كيف يتهمونني بالتسبب في انهيار السوق وقد كنت أكبر ضحية له؟، وعندما ضخينا أموالا إضافية في تلك السنة كانت السوق منخفضة وأسهمنا في زيادة أرباح مساهمينا وقتها". وعن أهمية الإعلام فى الوقت الراهن أكد الوليد بن طلال أن "دراساتنا أثبتت أن قناة 'الجزيرة' هي قناة الشارع العربي على حد تعبيره ، بينما 'العربية' قناة الزعماء والحكومات". وقال إن قناة "العرب" أتت للجمع بينهما، وقال إنها ستنطلق قبل عام 2014، مضيفا "أحترم قناتي 'الجزيرة' و'العربية' وسننافسهما منافسة شريفة". وأشار إلى أن قناة "فوكس" كان لديها توجهات ضد الإسلام، وكانت شراكتي مع "مردوخ" طريقا للتأثير على هذا التوجه. وحذر الوليد، خلال حواره، من الدخول في صراعات مع الإعلام، لأنه وسيلة التعبير عن الرأي ومن يدخل معه في قضية سيخسرها. وتقدر مجلة فوربس ثروة الوليد بعشرين مليار دولار. الا انه رفض هذا التقدير وقطع علاقته مع المجلة في اذار/مارس لرفضها اعتماد قيمة اسهم مجموعته القابضة بحسب سعر سهمها في سوق المال السعودي. وقد تصل ثروة الوليد الى 29 مليار دولار بحسب تقديرات اخرى.