قد تبدو الإجابة عصية .. على أن تأتى سريعا إن كان الأمر يتعلق بالدكتور غازى صلاح الدين العتبانى .. أمدلل هو أم مهمش .. فى إطار هذا النظام .. رغم أن هذه الخيارات لا تعجب غازى نفسه الذى سيرد سريعا .. وأين أنا .. ؟ أين فعلى المستقل الذى يحدد علاقتى بمن حولى .. وهذا المنطق يشرح بعضا من أوجه ( مشاكل) غازى مع حزبه عموما.. ومع قيادته على وجه الدقة .. ربما .. وإذا مضينا فى فرضية التهميش والتدليل سيستعصى عليك التوصيف .. ولا شك .. فمن جهة .. فالدكتور غازى هو صاحب المناصب الرفيعة والمتميزة فى الدولة والحزب على حد سواء .. فهو وزير بالرئاسة .. ثم هو وزير بالخارجية .. ثم هو مستشار للرئيس ..لدورتين .. ثم هو وزير للإعلام .. ثم هو مفاوض حكومى مفوض فى اكثر من مرة و.. فى اكثر من جبهة .. أما على صعيد الحزب فغازى صلاح الدين تسنم سنام الحزب يوما حين اصبح أمينه العام .. حين كان للمنصب قيمة ..! وفى باب التدليل نحكى .. يكاد يكون الدكتور غازى صلاح الدين وحده الذى أحيلت اليه ملفات كانت فى قبضة رجلى النظام القويين .. كلا على حدة .. فأما الرجلان فهما السيد على عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية ونائب رئيس الحزب.. والدكتور نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس الحزب.. ايضا ..هل أقوى من هذين ..؟ حسنا .. ماذا حدث .. ملف دارفور الذى كان تحت إشراف النائب الأول أحيل بقرار من الرئيس ليتولاه د.غازى .. بل أطلق يده فيه ليرى رأيه .. أما ملف العلاقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية فكان بيد الدكتور نافع .. وبقرار من الرئيس كذلك تولى د. غازى الملف .. أما فى باب التهميش فالذاكرة تحتفظ بالإقصاء المفاجىء لغازى من ملف التفاوض مع الحركة الشعبية .. ثم واقعة تقديم غازى لإستقالته من مستشارية السلام ورفضها .. ثم الإعلان المفاجىء عن قبولها .. وغير بعيد من هذا الصراع على قيادة الحركة الإسلامية .. وأخيرا ما تردد عن إعفائه من رئاسة الكتلة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطنى ..! وعودة سريعة الى الوراء .. يكتشف المراقب .. أن بين التدليل والتهميش .. تنامت تراكمات بدت كثيفة حتى غطت مساحة الرؤية ..مثلا .. قبيل الإعلان النهائى عن نتائج الإنتخابات العامة الأخيرة .. وكانت بعض الأحزاب قد أعلنت مقاطعتها .. اعلن الدكتور غازى أن بالأمكان تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة تشارك فيها كل الأحزاب بلا إستثناء ..! والذى حدث .. أن الذى تصدى بالرد كان هو الرئيس شخصيا حين أعلن أن صناديق الإقتراع فقط هى التى تحدد شكل الحكومة القادمة ..! والآن .. صحيح أن العلاقة بين الدكتور غازى وحزبه وقيادته ظلت تتأرجح بين التقارب والتباعد .. وبين الإختلاف والتوافق .. ولكن يبدو أن المرة هذه .. الأرجح أن تزداد كرة الثلج تكورا وتضخما .. كل ما تقادمت الأيام .. فغازى .. العنيد .. لا يعرف التراجع .. بالمقابل .. فراصدوه من داخل الحزب عموما .. وهناك .. على وجه الدقة .. يرون أنه لا سبيل الى التراجع .. وإن أراد .. يقول قائلهم .. لن نسمح لغازى أن يتخذ من منابر الحزب منصة للهجوم على الحزب .. ولن نقبل لقيادى بالحزب أن يظاهر خارجين عليه .. مهما حسنت نواياهم .. وليس عضوا بالحزب من يتعمد إثارة البلبلة والتشويش على قواعد الحزب .. وأخيرا .. والحديث لهم .. لن نسمح لكائن من كان أن يخرج بقضايا الحزب الى وسائل الإعلام عوضا عن طرحها داخل مؤسساته ..! وأخيرا .. ايضا .. حقا لقد طفح الكيل .. ولكن .. بمن ..؟؟؟!! [email protected]