أكدت الولاياتالمتحدة أنها قادرة على اعتراض صواريخ كوريا الشمالية، لكنها لن تسقط أي صاروخ ما لم يهدد أراضيها أو حلفاءها، فيما حذرت الصين من أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية معقد وحساس. وتزامن ذلك مع تجديد بيونغ يانغ تلويحها بحرب نووية، وتوجيهها تحذيرا للأجانب الموجودين بكوريا الجنوبية بضرورة اتخاذ تدابير الرحيل في حال نشوب الحرب. وقال قائد القوات الأميركية في منطقة آسيا المحيط الهادئ الأميرال سام لوكلير الثلاثاء أمام أعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إن تحديد وجهة الصاروخ ومكان سقوطه لن يستغرق وقتا طويلا، مضيفا أنه "لا ينصح" بإسقاط أي صاروخ لا يشكل تهديدا. باتريوت ياباني وفي سياق متصل، نشرت اليابان اليوم صواريخ باتريوت بالعاصمة طوكيو للتصدي لأي صاروخ قد تطلقه كوريا الشمالية. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع إن قاذفتي صواريخ باتريوت نصبتا بالوزارة في قلب العاصمة للتصدي لأي صاروخ شمالي محتمل. كما أفادت الصحف اليابانية أن صواريخ باتريوت سوف تنشر أيضا في موقعيْن آخرين بمنطقة طوكيو. وكانت طوكيو أكدت الاثنين نصب صواريخ باتريوت بجزيرة أوكيناوا جنوب البلاد بشكل دائم، موضحة أن أوكيناوا هي "المكان الأنسب للرد على أي عمل طارئ". ويوجد للولايات المتحدة أجهزة رادار لمتابعة مسار الصواريخ الباليستية في اليابان، وعلى متن مدمرات تجوب المنطقة إضافة إلى صواريخ مضادة للصواريخ على متن هذه السفن. كما نشرت اليابان وكوريا الجنوبية صواريخ مضادة تحسبا لإطلاق صاروخ كوري شمالي. وفي المقابل نشرت بيونغ يانغ على ساحلها الشرقي صاروخين من نوع موزودان الذي يمكن أن يبلغ مداه نظريا أربعة آلاف كيلومتر، أي ما يجعله قادرا على إصابة كوريا الجنوبيةواليابان أو جزيرة غوام الأميركية. وقال مسؤول كوري جنوبي كبير إن كوريا الشمالية مستعدة على ما يبدو لإطلاق هذه الصواريخ دون إنذار. دعوات للهدوء وفي روما، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء القيادة الكورية الشمالية إلى الانتباه "لما يجري في أنحاء العالم"، مكررا دعواته بالهدوء، ومشيرا إلى أن المستوى الحالي من التوتر "ليس مفيدا لأي طرف". عربة جنود كورية جنوبية تتوجه نحو الحدود مع كوريا الشمالية (الفرنسية) وحذر بان خلال لقاء مع الصحفيين، بعد لقاء مع بابا الفاتيكان فرانسيس في روما اليوم الثلاثاء، من أن حادثة صغيرة يمكن أن تؤدي إلى وضع يخرج عن السيطرة في شبه الجزيرة الكورية. وفي بكين، حذرت الصين من أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية معقد وحساس للغاية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي خلال مؤتمر صحفي "إن الصين تعارض أي عمل يقوم به أي طرف قد يزيد من التوتر، وتعارض أي ضرر ناتج عن أي طرف ضد السلام والاستقرار في شبه الجزيرة". وأكد المتحدث أن الصين تأمل من جميع الأطراف المعنية عدم اتخاذ إجراءات قد تزيد من التوتر والتزام الهدوء وضبط النفس، والضغط من أجل تحول حقيقي للوضع. حرب نووية تأتي هذه الدعوات في وقت جددت فيه كوريا الشمالية تلويحها بحرب نووية، وحثت الأجانب الموجودين في كوريا الجنوبية على المغادرة. وقالت اللجنة الكورية الشمالية للسلام بآسيا والمحيط الهادئ، في بيان، إن "شبه الجزيرة الكورية تتجه إلى حرب حرارية نووية". وألقت بيونغ يانغ باللوم في تزايد مخاطر الحرب على "أميركا تاجرة الحروب" و" كوريا الجنوبية دميتها" التي تريد غزو كوريا الشمالية. وتابع البيان أنه في حال اندلاع حرب "لا نريد تعريض الأجانب المقيمين في كوريا الجنوبية"، وحث "جميع المنظمات الأجنبية والشركات والسياح على اتخاذ إجراءات للمغادرة". وتعليقا على ذلك اعتبر البيت الأبيض أن هذه الدعوات الكورية الشمالية لا تعدو أكثر من كونها "خطابا لا طائل منه". كما لم تعتبر أي من الدول التي لديها بعثات دبلوماسية في سول أن من الضروري حتى الساعة إخلاء سفاراتها، معتبرة أن تهديدات بيونغ يانغ ليست سوى مزايدات. وقال متحدث باسم السفارة البريطانية في سول الثلاثاء "ليس هناك مخاطر مباشرة على الرعايا البريطانيين في كوريا الجنوبية". من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس لا تفكر في إجلاء رعاياها -البالغ عددهم حوالي ألفي شخص- من كوريا الجنوبية. وتكرر التهديد بالحرب النووية مرات عدة كان آخرها في السابع من الشهر الماضي، وخصوصا أن بعض المراقبين يشيرون إلى أن كوريا الشمالية قريبة من تطوير سلاح نووي.