بدا منظر حاملي اسطوانات الغاز في شوارع الخرطوم وغيرها من البنادر والارياف لافتا للغاية ، فقد استعصي الحصول علي انبوبة الغاز علي الجميع وباتت رحلات البحث عن الغاز مضنية ولا تأتي اكلها فقد اغلق جميع الوكلاء محالهم في وقت تصاعدت فيه اسعار الفحم وحطب الوقود فقد اضطرت شريحة النساء للعودة الي استخدام الفحم و تجاوز سعر جوال الفحم ضعفي سعره . بالرغم من حالة الاجماع علي انعدام الغاز الا ان الجهات الحكومية والشركات المعنية ظلت تنفي وجود الندرة ، ما دفع المواطنين للتساؤل اين ذهب الغاز اذا كان متوفرا ؟ وهل هنالك يد ثالثه تدخل بين الشركات والموزعين عمدت الي اغلاق صنبور شحنات الغاز؟ ندرة الغاز التي لا تعترف بها الجهات المسؤولة والشركات العاملة في مجال النفط لا تخطئها العين والتي تجاوزت وسط احياء الخرطوم ومدنها الثلاث الي كافة المدن بالبلاد . وقال مواطنون «للصحافة» ان اصحاب محلات توزيع الغاز ظلوا يعتذرون لعدم وجود الغاز منذ اكثر من خمسة ايام ولم يقدم هؤلاء اي مسوغات عن توقف انسياب الغاز في وقت تنفي فيه الجهات الرسمية وجود ندرة في الغاز . احد اصحاب المحلات بوسط الخرطوم قال ان عددا من شركات الغاز توقفت عن الامداد كاشفا عن وجود كميات محدودة من انابيب الغاز بمحله وكادت ان تنفد ولايدري ماذا سيحدث لاحقا . صاحب احد محلات الغاز بمنطقة طرفية بالخرطوم اكد وجود أزمة منذ بداية الاسبوع مشيرا الي معاناة المواطنين في الحصول عليه خاصة ان البعض يقطع مسافات طويلة سعيا للحصول علي اسطوانة واحدة . المواطن مبروك محمد، قال ان الغاز غير متوفر مطالبا الجهات التي تتحدث عن توفره بتسمية اماكن توفره اذ ظل يبحث منذ ثلاثة ايام عن اسطوانة غاز واحدة ولم يعثر عليها ، واضاف مبروك انه ساوم صاحب احد المحلات ودفع له خمسة وعشرين جنيها ليحضر له اسطوانه غاز دون جدوي . فاطمه عمرمن ضاحية السلمة قالت ان لديها اكثر من اسطوانة وبعد ان علمت بان هنالك شحا في الغاز حملتها جميعا وطلبت من احد اصحاب المحال استبدالها باخر مليئة فاجابها انه لايوجد غاز الان ولكنه سيقوم بتوفيره خلال اليوم ، وتمضي فاطمة في حديثها قائله انه لم يحدث ان احضرت جميع اسطواناتها الا وعادت بها ممتلئة مؤكدة ان ندرة الغاز بادرة لأزمة حقيقية لم يعشها المواطن حتي الان . وشكت اماني ابراهيم من التكلفة المادية الناجمة عن شراء الفحم اضافة الى صعوبة الطبخ عليه اذ اعتادوا على الغاز، وعابت فاطمة على الجهات المختصة تهاونها تجاه الخدمات المقدمة للمواطنين خاصة تلك التي يعتمدون عليها فى حياتهم اليومية، وابدت استياءها من البحث وراء اسطوانة ، وقالت انها خرجت منذ الصباح الباكر ولم تعد الى المنزل الا بعد خمس ساعات وبرغم ذلك الجهد المضني فانها لم تجد ضالتها، وبعد جهد ووساطة تمكنت من استبدال الاسطوانة بنوع اخربقيمة 21 جنيها من غير تكلفة الترحيل . وتساءلت عائشة أحمد عن الزيادات الاخيرة التى ارهقت المواطنين وبرغم ذلك اضافت حالة الندرة معاناة اخري دون مراعاة لظروف المواطن البسيط وذوى الدخل المحدود. «الصحافة» انتقلت الي شركة النيل للبترول التي تعتبر من كبريات الشركات العاملة في توزيع الغاز بمقرها في شارع الجمهورية لمعرفة الاسباب التي ادت الي ندرة الغاز ، حيث اجابتنا مسئولة الاعلام ان امدادات الغاز بالشركة متواصلة بصورة طبيعية نافية وجود نقص في الغاز ، وحول الأزمة وحالة الندرة الراهنة قالت بانه ليس لديها ماتقوله عن أزمة الغاز التي تضرب العاصمة واطرافها . في وزارة النفط رفض موظفو الاستقبال بالوزارة دخول منسوبي الصحيفة للاستفسار عن الأزمة عبر ادارة الاعلام بدعوي ان ادارة الاعلام ترفض التعامل مع الصحفيين الا عبر خطابات من صحفهم، وبرغم منع منسوبي الصحيفة من الدخول حرصت الصحيفة علي الحديث عبر الهاتف لمديرة ادارة الاعلام بالوزارة شادية عربي التي نقلنا لها رفضنا لنهج التعامل مع منسوبي الصحافة وفق تلك الطريقة، ومن ثم تحدثت عن الأزمة فقالت بان الغاز ينساب بصورة طبيعية في الطلمبات وفي الاسواق والاسواق الاسبوعية بواقع 15 جنيها للاسطوانة، مشيرة الي ان الكميات المتوفرة بالبلاد كافية جدا للاستهلاك المحلي مؤكدة اهتمام وزارة النفط وحرصها علي توفير الغاز وانسيابه حتي يصل للمستهلك . واشارت مديرة الاعلام بالنفط ان تكلفة الاسطوانة الواحده 90 جنيها ولكنها تباع للجمهور ب15 جنيها ، وكشفت ان وزارة النفط قد قطعت شوطا بعيدا في ادخال بعض المربعات لدائرة الانتاج اضافة الي استخلاص الغاز عبر صناعة النفط . الصحافة