ممثلة قديرة قدمت اسهامات كثيرة وكبيرة لا تحصى ولا تعد ،عكست واقعنا المجتمعي على مدى أكثر من خمسين عاماً عكست خلالها الاستاذة بلقيس عوض أصالتها كامرأة سودانية أصيلة.. شجاعة لا تخاف في الحق لومة لائم.. زارت «اخر لحظة» يرافقها الدرامي والكاتب المسرحي الشاب المميز صالح بابكر، جلسنا إليها في حوار الصراحة وتحدثت بلقيس كالعهد بها دائماً بكل شجاعتها المعهودة ووضعت النقاط فوق الحروف وتحدثت في عدد من القضايا الثقافية المختلفة وبالأخص فيما يتعلق بالعمل المسرحي والدرامي.. فمعاً نتابع ما قالته الرائدة المسرحية بلقيس عوض.. ٭ بلقيس عوض.. اين موقعك الآن من المشهد الفني والمسرحي والدرامي بصورة خاصة؟ - أنا موجودة وأواصل نشاطي بصورة متواصلة.. أولاً أود أن أقول لك كلاماً سوف يدهشك يا عبد الرحمن يقال إن الجمهور هرب من المسرح.. ولكن هذا ليس صحيحاً والدليل على ذلك أنني قدمت قبل أيام مسرحية «بيت العزابة» في استاد الفاشر للكاتب صالح بابكر، وتجاوب معها الجمهور الغفير كثيراً ووقفوا وما قعدوا طوال زمن العرض.. إذن المشكلة ما في الجمهور بل فينا نحن كدراميين كيف نستطيع أن نقدم مسرحاً جاداً يلامس أوجاع المجتمع فالجمهور متعطش جداً للمسرح. ٭ مقاطعاً.. عفواً يا استاذة بلقيس أنت تجافين الحقائق فجمهور العاصمة بالذات هرب من المسرح؟ - أنا أقصد في حديثي جمهور الولايات وليس جمهور العاصمة فأنا أتفق معك تماماً بأن الأخير هرب من المسرح لأنه وببساطة شديدة المسرحيات التي تعرض في العاصمة عادية جداً، فنحن في أشد الحاجة لرؤية مختلفة عما يقدم الآن من أعمال حتى نستنهض الحضارة والثقافة السودانية. ً٭ عفواً.. هل تعني بهذا الحديث بأن النص المسرحي المقدم الآن ضعيف وهزيل ولا يرقى لعرضه على الجمهور؟ - نعم لأنه غير مواكب للأحداث التي تهم البلاد من طرح قضايا مهمة، وبصراحة أنا ضد المسرح في الخرطوم لأنها مشبعة بأشياء أخرى وغير منتبهة للمسارح، والدليل على ذلك العروض التي قدمتها في الولايات فالدخول كان بالالاف، وكما قلت سابقاً العيب ليس في الجمهور ولكن فيما يقدم له. ٭ هل تعني بهذا الحديث أن الوضع المسرحي الآن في الخرطوم غير جاذب؟ - نعم.. نعم.. نعم ٭ بصراحة شديدة هل ترجعي عدم الجاذبية هذه لضعف أداء الدراميين؟ - دايرة أقول ليك حاجة.. قدمت عدداً من العروض المسرحية في دارفور وكسلا وبورتسودان والقضارف والأبيض وغيرها واكتشفت خلال هذه الجولة ممثلين شباب قمة في الابداع أدهشوني تماماً في هذه الولايات وديل لو استقروا في الخرطوم بقولوا لممثليها قوموا نقعد محلكم، وأميزهم على الاطلاق «شيخ الربع» وفرقة ود حبوبة وواحدة اسمها خديجة المغيرة دي تقول لي أنا ذاتي قومي يا بلقيس وأنا أقعد محلك، وبصراحة الولايات غنية بالنجوم والمواهب لكن ما في زول شغال بيهم، وبصراحة أكثر يدهشوني بأدائهم دهشة كبيرة ما بلقاها في ممثلين الخرطوم. ٭ بصراحة شديدة، هل أحدث مهرجان البقعة الدولي للمسرح أي حراك في الساحة؟ - أي عرض مسرحي يقدم هو إضافة لكن إضافة مهرجان البقعة لا تذكر فأنا ضد أن يكون المهرجان المسرحي في نهاية العام بمعنى شهر واحد فقط في العام فلا فائدة من ذلك. ٭ ما هي حقيقة خلافات الدراميين حول مهرجان البقعة؟ - أنا واحدة من الدراميين الذين لديهم خلاف حول مهرجان البقعة وذلك لأنه يقتصر على الشباب فقط ويتجاهل كبار أهل الدراما ويقال لنا: «إنتو كبرتو» وأقول لهم، الممثلة القديرة أمينة رزق كانت تقدم العروض المسرحية من على الكرسي وتهز كل المسرح، وانت يا عبد الرحمن شاهدت بنفسك العرض المدهش الذي قدمته الممثلة القديرة آسيا عبد الماجد في حفل افتتاح مهرجان البقعة وأحرجت اللجنة المنظمة، وهذه أكبر عيوب مهرجان البقعة، فيجب أن يستفيد الدراميون الشباب من خبراتنا أنا والزميلات فايزة عمسيب وسمية عبد اللطيف والبقية من كبار النجوم، وبعد ده كلو يقولوا لينا انتو كبرتو رغم أننا قادرين على العطاء ، ياخي سمية عبد اللطيف دي لحدي الآن بتنطط زي الحمل في الخريف. ٭ هناك أصوات درامية تقول بأن الدولة بعيدة جداً عن الهم الثقافي وبالأخص المسرحي و..؟ - ردت مقاطعة قبل إكمال السؤال.. الدولة تهمّش المسرح تهميشاً خطير جداً وكل ما تقدمه لنا من أعمال هو فطير، فالدولة لا تدعم حتى اصبح أهل الدراما مثل «المتسولين» على أبواب وزارات الثقافة. ٭ لماذا هذه المرارات المتواصلة من قبل أهل الدراما تجاه التلفزيون القومي؟ - أنا لدي سؤال مباشر للسيد رئيس الجمهورية، لماذا محمد حاتم سليمان موجود حتى الآن كمدير لتلفزيون السودان وهو مصر على تشويه هوية الشعب السوداني بما يستورده من أعمال لا تمت بصلة لأهل السودان عبر مسلسلات بعيدة جداً عن قيمنا وهويتنا وعاداتنا. ٭ هل تعني بهذا الحديث بأن الأستاذ محمد حاتم سليمان يحارب الدراما وأهلها؟ - ردت بسرعة.. نعم، نعم، نعم فآخر مسلسل سوداني عُرض على شاشة التلفزيون القومي كان «أقمار الضواحي» وهو من بطولتي غنى شعاره الفنان الراحل محمود عبد العزيز الذي كان يردد «أكيد قلم الظلم مكسور» وهذا المسلسل نافس كل الدراما العربية ولكن أوقفه محمد حاتم سليمان ولم يعطنا أموالنا وتحدثت عن ذلك في الصحف عام 8002 وأعطاني حقوقي لوحدي وبقية تيم العمل لم تستلم حقوقها حتى الآن فماذا يعني هذا؟؟ ٭ إنتشرت في الآونة الأخيرة الخلافات بين أهل الدراما وانتقلت عبر صفحات الصحف؟ - هذا شيء مؤسف، ويرجع ذلك لأنهم فاضين وما عندهم شغلة وهذا بسبب الفراغ الذي يعانون منه لغيابهم عن تقديم الاعمال، وبصراحة الدراما والمسرح في الخرطوم غير المشاكل ما فيها حاجة ، لذلك اتجهت للعمل بالولايات. ٭ رأيك بصراحة في المسلسلات التركية؟ - أدعو من هنا لمحاربة المسلسلات التركية لأنها عبارة عن نشر لسخف وانحطاط خلقي وأخلاقي ومرفوضة تماماً. ٭ أنت الآن تقومين بعمل كبير في الولايات في ظل غياب وزارات الثقافة عن القيام بدورها.. ولكن هل اليد الواحدة بتصفق ام أنك تعملين بنظرية «أشعل شمعةً ولا تلعن الظلام»؟ - نعم أشعل شمعة ولا تلعن الظلام، واليد الواحدة صفقتها ما عالية، وأتمنى أن يصفق البقية معي خاصةً من قبيلة المبدعين الذين تفرقوا لنعي حظهم ولا يحركون ساكناً. ٭ عبر أكثر من خمسين عاماً من العطاء المسرحي والدرامي قدمت بلقيس عوض عدداً من الأدوار المختلفة، هل لديك هدف معين وراء ذلك؟ - أنا أحاول معالجة أكبر القضايا واستنهاض الحضارة السودانية وأركّز في ذلك على مناطق الصراع والصدام في دارفور خاصة، ولن تقوم دولة حضارية في السودان إلاّّ باستنهاض الثقافة. }{} صالح بابكر يشارك في الحوار.. شارك الإذاعي والدرامي والكاتب المسرحي الشاب صالح بابكر في الحوار متحدثاً عن آخر مسرحية كتبها وعُرضت في الفاشر بعنوان «بيت العزابة» قائلاً.. حاولنا أن نجتهد لإسعاد انسان الولايات عبر تقديم مسرحية «بيت العزابة» وهي من بطولة مسلسل اذاعي في اذاعة كادقلي بعنوان «وجع الأمهات» وهو يحكي عن مأساة الأمهات في ولايات الغرب التي تنكوي بنيران الحرب وسوف يُعرض في كل ولايات دارفور وهو من بطولة فايزة عمسيب وبلقيس عوض ومن تأليفي. كلمات لهب: ٭ لا أدري لماذا تسكت الدولة على «الخرمجة» التي تحدث في تلفزيون السودان الذي يستجلب لنا مسلسلات بعيدة من قيمنا وأخلاقنا. ٭ حتى «الحلو مر» الدرامي على شاشة تلفزيون السودان توقف في عهد محمد حاتم سليمان وحرمنا منه. ٭ ما بخاف من زول عشان عمري ورزقي ما عند زول. ٭ حضارتنا أقدم بكثير من الحضارة المصرية. ٭ أتمنى أن يأتي وزير ثقافة ويرمي حجراً كبيراً في بركة الثقافة الراكدة. ٭ أنا وسامية عبد الله وفايزة عمسيب وسمية عبد اللطيف تميزنا عن سوانا لأن تمثيلنا خالٍ من التكليف. ٭ أين اختفت المسلسلات الإذاعية ومن الذي أوقفها. كلمات رنانة على خشبة مسرح الحوار.. ٭ أنا مازلت في انتظار وعد وزير الثقافة د. أحمد بلال لي بالاهتمام بالمسرح. ٭ ولاة الولايات استقبلوني بترحاب كبير جداً خاصة مولانا احمد هارون. ٭ مازلت أقدم أعمالي في ولايات السودان المختلفة وساعدني في ذلك الشاب الخلوق والمبدع صالح بابكر. ٭ لا يمكن أن يخرج جيل شبابي مميز من الدراميين دون وجود استمرارية في عملية الانتاج ٭ علاقتي بالشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودي مستمرة لأكثر من 04 عاماً على نطاق الأسرة. ٭ الممثلة السورية منى واصف هي الآن سيدة الدراما العربية.