أظهر جدول ترتيب الأندية مع نهاية الدور الأول من الدوري السوداني الممتاز لكرة القدم الأسبوع الماضي شكلا مختلفا وغير معتاد خاصة بالنسبة لأندية المقدمة التي فشلت توسيع الفارق مع الآخرين، وتقلبت الأوضاع وبرزت بذلك حقائق جديدة ومثيرة بالدوري السوداني كان لابد من الوقوف عندها من خلال رصد "" لها. لم يعان فريقا القمة ومحتكري البطولات السودانية كما عانيا هذا الموسم, إهتزا على ملعبيهما, بالتعادل, تارة وبالخسارة تارة، حتى وصل الأمر إلى يكون فارق النقاط بينهما وبين المطاردين لهما لا يتعدى النقاط خمس أو ست نقاط, ويقف عند هذا الفاصل هلال كادقلي، وكذلك الأهلي شندي والخرطوم الوطني اللذان يقفان عند فاصل ثلاث نقاط على الأكثر عن موقع المطادرة المباشرة، ولهذا فإن التعثر في مباريات الدور الثاني سيكون له ثمنه. وكان المريخ هو البادئ بقبول الضربات الموجعة بتعادله على ملعبه مع هلال كادقلي، ثم خسارته المريرة من الخرطوم بهدف وأيضا على ملعبه وذلك يحدث لأول مرة له مع فريق الحرطوم, ثم جاءت الضربة الأكثر إيلاما من الأهلي شندي الذي فاز بهدف على المريخ، ولكن المريخ صحح أوضاعه بعد عودة مديره الفني محمد عثمان الكوكي التونسي الذي قاد الفريق إلى إنتصارات متتالية وضعته بطلا للصيف برصيد 29 نقطة بفارق ثلاث نقاط. وجاء الدور على الهلال الذي أتعب وأرّق جمهوره بخمس تعادلات , من بينها تعادل على ملعبه مع الأهلي الخرطوم وهلال كادقلي الذي جرع الهلال من نفس كأس المريخ, وخسر الهلال لأول مرة من الأهلي شندي وأنكسر معه سجله الخالي من الخسائر لأكثر من 50 مباراة, كما فشل في الفوز على الخرطوم, وإحتل خلفها الترتيب الثالث الذي لم يعرفه الهلال طوال تاريخه ببطولة الممتاز الممتد إلى 16 سنة. ويعتبر هلال كادقلي ظاهرة أخرى في هذا الموسم, بإعتبار أنه الوحيد الذي تعادل مع الهلال والمريخ على ملعبيهما وهو حدث أيضا لم يعرفه الفريقان من قبل وهلال كادقلي حقق نتائج جيدة جدا جعلته يتبوأ المركز الخامس بصيد 20 نقطة, المثير في هلال كادقلي أنه حقق نتائجه الجميلة بجيل جديد من اللاعبين. وإذا كان هلال كادقلي قد أخضع الهلال والمريخ لسلطانه معا, فإن الأهلي شندي سدد لطمتين شديدتين للقمة على ملعبه, حيث فاز على المريخ 1-0, وعلى الهلال 2-1, وأيضا لم يحدث في تاريخ الناديين ببطولة الممتاز أن تجرعا الخسارة من فريق واحد في بطولة الدوري الممتاز, ليقف فوز الأهلي شندي عليهما شاهدا على موسم يؤكد أنه سيكون مختلفا بالسودان هذه المرة, فالأهلي زحف بكل هدؤ وإستقر بالمركز الرابع برصيد 23 نقطة. لكن ثلاثة أندية صعدت إلى الدرجة هذه الموسم, جعلت العيون تفتح على حقيقة مهمة, حيث أنه ربما قاعدة الصاعد هابط تتكسر , لتصبح الصاعد ثابت, فأندية مريخ الفاشر, الإتحاد مدني والأهلي عطبرة فرضت واقعا جديدا بإحتلالها مراكز الوسط بجدارة من خلال نتائج رائعة, فمريخ الفاشر والأهلي عطبرة يحتلان المركزين السابع والثامن على التوالي برصيد 17 نقطة, ومن خلفهما الإتحاد بفارق نقطة|, ولم يكن أحد يتوقع أن يخدع هذا الثلاثي الصاعد الجميع ويربك حساباتهم أيضا. وما بين المطاردين للقمة كالخرطوم والأهلي شندي وهلال كادقلي, الصاعدين الطامحين الجدد في تغير خارطة الدوري الممتاز, فإن الدور الثاني ينذر بمعارك حامية الوطيس, لا تعرف التعاطف والشعار المرفوع هو الفوز, فأندية عريقة مثل الأهلي مدني والنيل لن تقبل بوضعية الهوان الغربية التي هي فيها الآن في ذيل الترتيب, وبهذا فإن مباريات الدور الثاني سيكون شعارها الوحيد عند هذين الناديين بالتحديد هو إسترداد الكرامة. لكن القوة الفنية للأندية غير الهلال والمريخ, تبقى رهينة لشطارة المدربين وأيهم أدرى بتفاصيل الأحمال التدريبية بكل تفاصيلها العلمية, التي تجعل الفريق يظهر شابا قويا كما في الدور الأول من الموسم, وإلا فإن الحمل التدريبي الزائد سيكون سببا في إنقلاب الحال التي عليها الفرق الآن إلى أسواء.