* اندهشت لما تردد عن اتجاه في المريخ لتخفيض مرتبات المحترفين الأجانب، بعد الخروج المبكر من التنافس الأفريقي. * إذا صحت الفكرة أعلاه فهذا يعني إن نادي المريخ أصبح يدير منشط الكرة بطريقة عشوائية وعلى طريقة الأسواق الشعبية بعيداً عن القانون.. * الكل يعلم إن اللاعبين المحترفين متعاقدون بعقود رسمية واجبة التنفيذ من الطرفين، وأي إخلال من جانب أحد الطرفين ببنود العقد سيعرضه للمحاسبة القانونية. * كان يمكن للمريخ أن يلجأ لتخفيض مرتبات الأجانب وبنسب محددة بشرط أن يكون ذلك منصوصاً عنه في العقد. * كأن تكون هناك مادة في العقد مع اللاعب الأجنبي نصها: [إذا خرج الفريق من البطولة الأفريقية من دورها الأول (التمهيدي)، يخفض مرتب اللاعب بنسبة 15% من تاريخ الخروج الأفريقي، وإذا خرج الفريق من المرحلة الثانية (دور ال32) يخفض المرتب بنسبة 10% ، وإذا خرج الفريق من الدور الثالث (دور ال16) وفشل في الترقي لمجموعات الكونفدرالية عبر دور الترضية يخفض المرتب بنسبة 5% من تاريخ الخروج.. ما لم يتعرض اللاعب للإصابة في الملعب قبل المشاركة الأفريقية وعدم مشاركته مع الفريق.. ولكن لا يعفى اللاعب من التخفيض إذا أبعده الجهاز الفني عن المشاركة لضعف المستوى أو وضعه احتياطياً]. * هذه هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع المحترفين في حال اخفاقات الفريق وعبر العقود الرسمية وليس بطريقة سوق أم دفسو. * ونفس الشيء يتم في عقودات أفراد الجهاز الفني.. على أن يتكرر التخفيض في الموسم التالي إذا امتد العقد لأكثر من موسم.. * ولا يطبق هذا الأسلوب على المحترفين الذين ينضمون للفريق خلال الفترة التكميلية في شهر يونيو.. ولكن يطبق عليهم في الموسم التالي إذا امتدت عقوداتهم لأكثر من 6 أشهر، على أن يكون ذلك منصوصاً عنه في العقد.. * وقبل أن يلجأ مجلس المريخ لمثل هذه المواد العقابية في عقودات المحترفين عليه أن يسمع كلامنا مرة واحدة ويخطط بعقل ودقة في عملية استجلاب المحترفين.. وذلك بترشيح اللاعبين عبر الرصد والمتابعة والمشاهدة الميدانية للمحترفين مع فرقهم أو منتخبات بلادهم، وأن يتجنب ترشيحات السماسرة والوكلاء ما أمكن ذلك.. * وحتى إذا جاء الترشيح عبر وكلاء اللاعبين ينبغي على اللاعب الحضور قبل ثلاثة أشهر على الأقل من موعد الانتقالات ليخضع المحترف للاختبار عبر المشاركة مع الفريق في عدد من المباريات الحبية القوية.. مع الابتعاد تماماً عن أسلوب اختبار اللاعبين قبل أيام قليلة من موعد الانتقالات.. فاختبار اللاعبين لا يتم إلا عبر المشاركة مع الفريق في عدة تجارب حبية قوية. الخروج الأفريقي * خروج المريخ الأفريقي هذا العام أسبابه معروفة ومفهومة، وتتركز على سوء التقدير من جانب الإدارة والجهاز الفني على السواء إلى جانب أسباب تنظيمية عامة ليس باليد حيلة فيها، وبالتالي لا داعي للانفعالات ومحاولات تقديم كبش فداء من هنا أو هناك.. وأيضاً استمرارية الجهاز الفني مهمة بحكمة التعلم من الأخطاء و(العترة بتصلح المشية).. * لقد حددنا أسباب الخروج المبكر للمريخ من التنافس الأفريقي هذا العام.. وقلنا إن التوقيت المبكر للدور التمهيدي وبداية التنافس من هذا الدور فيه مخاطر كبيرة على الأندية السودانية، لأن الإعداد له لن يكون مكتملاً.. وهو ما حدث بالفعل خاصة بعد أن دخلت عناصر جديدة في تشكيلة المريخ.. * كما أن المريخ أدى تجاربه في معسكر الدوحة مع فرق أوروبية كبيرة لا علاقة لها بالتنافس الأفريقي، حيث خاض الجهاز الفني هذه المباريات بطريقة لعب استثنائية للخروج بأقل خسائر، ولم يجرب الفريق طريقة اللعب التي يواجه بها فرق التنافس الأفريقي.. * ضيق الوقت لم يتح العودة للبلاد وخوض تجارب مع فرق أفريقية قوية، لمعرفة جدوى طريقة اللعب التي سيخوض بها الجهاز الفني غمار التنافس الأفريقي، ولإحداث التفاهم والانسجام بين لاعبي الفريق الجدد والقدامى. * وأيضاً اللعب في الدور التمهيدي يتزامن مع انطلاقة الدوري الممتاز وبالتالي لا يصل اللاعبون لفورمة المباريات التنافسية.. فالفريق الذي يخوض خمس أو ست مباريات في الدوري على الأقل سيكون أكثر جاهزية فنية وبدنية. * كما وقع الجهاز الفني في بعض الأخطاء مثل سحب المحترفين شيميلس وباسيرو في وقت مبكر من مباراة كمبالا سيتي بالخرطوم، وقد أكدت المباريات التالية خطأ سحب الإثيوبي شيملس بوصفه صانع اللعب الأول في التشكيلة.. وقد كان المريخ في حاجة لإحراز أهداف بعد أن اهتزت شباكه مرتين.. * وأيضاً قصّر الجهاز الفني بعدم تدريب اللاعبين.. خاصة في الدفاع والمحور والطرفين، على كيفية التصرف لحظة الهجمات المرتدة للخصم.. * وأيضاً لم يحرص الجهاز الفني على تعليم اللاعبين الطريقة المثلى لتنفيذ التسديدات من نقطة الجزاء.. ورغم اعترافنا ببراعة الحارس الأوغندي جمال سالم في التصدي لركلات الجزاء.. لكن باسكال وتراوري لم ينفذا ركلتي الجزاء بالصورة الصحيحة، وإذا أردتم تعلم الأسلوب الصحيح لتنفيذ ركلات الجزاء فاستعينوا بكمال عبدالغني لبعض الوقت ليدرب اللاعبين على تسديد ركلات الجزاء بالطريقة الصحيحة.. حتى ولو تم ذلك رغم أنف كروجر طالما أن لاعبيه فشلوا في استثمار ركلتي جزاء أمام كمبالا.. * هذه هي الأسباب المباشرة التي قادت لخروج المريخ المبكر من التنافس الأفريقي.. وهناك الأسباب غير المباشرة التي تتعلق بالكرة السودانية بوجه عام وتنشئة اللاعب السوداني التي ترتبط بالتعليم منذ الصغر عبر الأكاديميات ودوريات الفرق السنية بإشراف الخبراء.. فهذه الأشياء غير متوفرة بالسودان.. وبالتالي سيظل تأثير غيابها واضحاً على الكرة السودانية وبشكل دائم ما لم نهتم بهذه الجوانب الأساسية ونعمل على إصلاح وتطوير الكرة السودانية حتى ترتقي لمصاف الدول المتطورة، وبعدها نفكر في حصد البطولات الدولية على مستوى الأندية والمنتخبات بشكل متكرر مثل أندية ومنتخبات تونس ومصر، وليس بالصدفة أو مرة واحدة كل نصف قرن!! * المطلوب من مجلس المريخ والجهاز الفني، العمل على معالجة الأخطاء التي تسببت في خروج الفريق من التنافس الأفريقي.. ومن هذه المعالجات الشروع في خطوات استبدال بعض المحترفين في يونيو القادم خاصة المنتهية عقوداتهم في يونيو (غاندي واوليفيه).. هذا بجانب التعاقد مع حارس المرمى الأوغندي جمال سالم ليحل محل زغبير الذي تنتهي إعارته في يونيو.. * بالنسبة لبديل اوليفيه قلنا يجب على المريخ معاودة الكرة لضم المهاجم الإثيوبي اوميد أوكيري.. أو استعارة مهاجم الظفرة الإماراتي أمانويل كلوتي من الترجي التونسي أو البحث عن مهاجم برازيلي.. ثم البحث عن طرف أيسر ممتاز عبر المشاهدة الميدانية أو إعادة البرازيلي ليما.. ولكن ما لم تبدأ التحركات مبكراً فلن تنجح أي تسجيلات.
