□ لأول مرة في تاريخها صعدت منتخبات (بوروندي – موريتانيا – مدغشقر) إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية بعد أن استفادت من ميزة البطاقة الثانية بالمجموعة فالمنتخبات الثلاثة احتلت المركز الثاني بمجموعاتها الثلاث وحققت مرادها بالتواجد في (مصر 2019). □ مدغشقر ضمنت الصعود منذ الجولة الرابعة بعد أن كسبت غينيا الاستوائية بنتيجة (1-0)، وبوروندي أقصت منتخب الجابون بنجم الآرسنال الإنجليزي (اوباميانج) بعد أن قبلت التعادل معه ببورندي بنتيجة (1-1)، أما المنتخب الموريتاني فضمن تأهله هو الآخر منذ الجولة (الخامسة) بعد الفوز على بوركينا فاسو بنتيجة (1-0). □ معروف أن الدوري الرسمي في دول العالم المختلفة يعتبر الخام الأول لتصنيع (المنتخبات الوطنية) فهو نواة ظهور اللاعبين والدوري المقصود لا يقتصر بالتأكيد على (الفئة الأولى) وإنما مختلف المراحل السنية المتدرجة حتى الفريق الأول. □ من وجهة نظري الشخصية أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تتحكّم في قوة المنتخبات الأول (منافسة قوية تفرز لاعبين مميزين للمنتخب)، الثاني (أندية قوية تحقق نتائج أفريقية مميزة وتمنح المنتخب عناصر ناضجه)، الثالث (لاعبين محترفين يمنحون المنتخب قوة ضاربة). □ لو حللنا تلك العوامل بتأني شديد سنجد أن قوة المريخ والهلال الأفريقية في (2007) منحت المنتخب الوطني بطاقة العبور إلى نهائيات غانا (2008)، وتميّز الهلال الأفريقي في (2011) عضّد من قوام المنتخب الذي وصل لنهائيات الكان (2012). □ ولكن عندما تراجع مستوى الناديين الكبيرين تراجع المنتخب بالتأكيد رغم أن تخطيط الاتحاد السوداني لكرة القدم (السيئ) لا ينفصل من عامل الإخفاق المتتالي. □ منافسة الدوري السوداني (ضعيفة) ولا محترفين وقطبي العرضة تعرضا لتراجع أفريقي خلال السنوات الماضية. □ وبالتالي فإن العوامل الثلاثة لم تتوفر ليحقق المنتخب الأول أو كافة المنتخبات السنية أية نتائج جيدة تذكر. □ موريتانياوبوروندي ومدغشقر لا تملك منافسات محلية قوية على الإطلاق ولم نسمع بأي ناد من تلك الدول وصل حتى لأية مرحلة متقدمة من بطولتي الأبطال أو الكونفدرالية إذاً هناك عاملان رئيسين سقطا من قوة تلك المنتخبات ليتبادر إلى الذهن سؤال مهم جداً كيف قدمت تلك الدول منتخبات نافست ونالت بطاقة التأهّل لأول مرة في تاريخها. □ الإجابة دون شك عن طريق (العامل الثالث) (المحترفين) فهل تعلم أيها القارئ الكريم أن المنتخب البوروندي الذي تعادل مع الجابون وظفر بنقطة غالية منحته تأشيرة الدخول إلى مصر 2019، هل تعلم أن التشكيلة الرئيسية في المباراة لم تشهد سوى مشاركة لاعب محلي وحيد هو (حارس المرمى) بينما كان جميع اللاعبين من المحترفين خارج بوروندي. □ تلك الدول تقوم بإيفاد لاعبين صغار إلى أوروبا ليتدرجوا في المراحل السنية بأنديتها ومن ثم تستفيد منهم في تقوية منتخباتها لأنها أيقنت تماماً بعجزها عن تقوية منافساتها المحلية فلجأت إلى خيار (التأهيل الخارجي). □ مهاجم المنتخب البوروندي (سايدو براهينو) يلعب حالياً في (ستوك سيتي الإنجليزي) وعمره الحالي (25 عامًا) فبالرغم من أنه سافر إلى بريطانيا وهو في سن (العاشرة) هرباً من الحرب البوروندية إلا أن بوروندي استفادت منه في منتخبها حيث التحق (سايدو) بفريق المراحل السنية بوست بروميتش البيون الإنجليزي منذ (العاشرة). □ أما لاعب وسط المنتخب البوروندي صاحب ال (25 عاماً) جيل بيجيريمانا فنشط في المراحل السنية لكوفنتري سيتي الإنجليزي منذ العاشرة من عمره أيضاً ويلعب حالياً في نادي (هيبرنيان الأسكتلندي) في الدرجة الممتازة. □ قبل فترة رصد الزميل المتميز أيمن يماني أكثر من لاعب سوداني يلعب خارج القطر ومع ذلك فشل الاتحاد العام في انتداب أي منهم بينما بوروندي تستفيد من أحد اللاعبين الذين لجأوا إلى بريطانيا (سياسياً) وقطر تفوز بكأس آسيا بأقدام سودانية خالصة ! □ وهذا غيض من فيض، ولو قمنا بالتفصيل أكثر في أسماء محترفي المنتخبات الثلاثة سيشيب الرأس من هذا التخطيط المستقبلي لتطوير المنتخبات الوطنية وليس تخطيط (برقو زمانه). □ عندما تجد في قوائم المنتخبات الثلاثة (بوروندي – موريتانيا – مدغشقر) قرابة (العشرين) لاعبًا محترفًا خارج الديار فاعلم أن السودان كروياً يسير بسرعة الصاروخ إلى الأسفل وأننا لن نتقدّم قيد أنملة بتلك العقول البالية. □ حاجة أخيرة كده :: سليماني لاعب المريخ السابق كان أساسياً أمام المنتخب الجابوني.