الحملة التي يقودها كتاب المريخ لتبرئة مدرب المنتخب محمد عبدالله مازدا من مسؤولية ثلاثية جنوب افريقيا، لن تؤتي اكلها او تنطلي على احد مهما كانت درجة التنظيم والتنفيذ . فمازدا ، هو المسؤول عن الخسارة، شئنا ام ابينا، والتاريخ سيحفظ له انه نال المعلوم امام الاولاد في الخرطوم، كما حفظ له سباعية الوحدات ايام ان كان مدربا للمريخ. لقد ارتضى المدرب مازدا ان يقود المنتخب الوطني رغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها،والمتمثلة في عدم الاعداد الكاف،وتجاهل الدولة وقادة الاتحاد له. ولذلك فان محاولة تبرئته من الهزيمة التي حلت بنا عشية الجمعة، ليس لها أي مبرر، طالما انه كان يعلم انه يعمل في تلك الظروف السيئة ولم يعتذر عن المهمة. لم يجبر مازدا على قيادة المنتخب عنوة ،او يعمل تحت تهديد السلاح، ولكنه قبل التكليف بنفس راضية وبمقابل مادي مجزي، ولذلك ينبغي ان يحاسب على اخفاقه. صحيح ان مازدا حقق انجازات رائعة وبائنة مع المنتخب في العشر سنوات الماضية، لكن هذا لا يعني ان نتغافل عن تخبطاته واخفاقاته الحالية. بمنطق اعلام المريخ، كان ينبغي على ادارة المريخ ان لا تفرط في مدربها السابق سيد سليم الفائز معه بكأس سيكافا عام 86، وفي الالماني رودر الحائز على كاس مانديلا عام 89. وبالمفهوم الذي نطالعه هذه الايام في اعمدة الكتاب الموالين للفريق الاحمر،كان يجب على أي صحفي ان لا ينتقد مازدا او يقترب منه لانه اوصل المنتخب لنهائيات امم افريقيا مرتين. وبهذه الطريقة يمكن نجد العذر مستقبلا للمدربين برهان تية ومحسن سيد، حتى اذا تسببا في هبوط المريخ للدرجة الثانية طالما انهما فازا معه بكاس سيكافا 2014. حصل حسن شحاته مع المنتخب المصري على كاس الامم الافريقية ثلاث مرات، ومع ذلك لم يسلم من النقد او يجد من يدافع عنه عندما اخفقت مصر في التأهل للنهائيات عام 2012 المنتخب الوطني بات يحتاج للتجديد والتغيير، بعد ان تزايدت كوارثه في السنوات الاخيرة ، والتغيير الذي نعنيه ينبغي ان يبدأ من المدرب مازدا الذي اخذ فرصته بالكامل. اما الحديث عن استقالة محتملة لقادة اتحاد الكرة، فهو امر يبدو بعيد المنال، لان الذين تعاملوا ببرود مع فضيحة نقاط مباراة زامبيا، لا نتوقع منهم الابتعاد لمجرد هزيمة في الميدان. الكرة السودانية تعيش ازمة حقيقية، ولا سبيل للخروج منها، الا بابتعاد قادة الاتحاد الحاليين، الذين ادمنوا الفشل ووضح انه لا علاقة لهم بكرة القدم. آخر الكلام نحفظ لمعتصم ومجدي اعتصامهما، واختفائهما عن الاضواء في اعقاب الهزيمة الكارثية، لكننا نستغرب من قوة عين امين الخزينة اسامة عطا المنان. بعد لحظات من نهاية المباراة اعتبر عطا المنان في تغريدة له ان الهزيمة في كرة القدم واردة، وقال بالحرف وايه يعني،لقد خسرت البرازيل من المانيا بسبعة اهداف في المونديال. كلام عطا المنان المسؤول الاداري الاول عن المنتخب يعني ان الهزيمة لم تحرك فيه ساكنا، او تؤثر على معنوياته، رغم محاولته فيما بعد توجيه رسالة اعتذار لجماهير الكرة. ومن كوارث عطا المنان قوله، انه يأمل في ان يعود هيثم مصطفى للملاعب ويقود المنتخب في الجولات المقبلة من التصفيات رغم علمه ان هذا اللاعب موقوف بقرار اداري من ناديه المريخ. مثل هذه التصاريح المنفلتة سيكون لها تاثير سالب على معنويات اللاعبين المختارين، خصوصا وان المنتخب تنتظره مباراة امام الكنغو يوم الاربعاء المقبل في الجولة الثانية خارج الديار. متى يتعلم اسامة عطا المنان من تجاربه، وهل سيعترف بالفشل ويستقيل من ادارة المنتخب الذي اضحى في عهده العوبة بين ايدي المنتخبات"اللي تسوى واللي ما تسواش". كرتنا لن تتقدم او تتطور، ومنتخباتنا ستكون محلك سر طالما ان امثال اسامة عطا المنان ومعتصم والطريفي هم من يتولون امرها، ويقررون بشأنها. نتوقع ان تكون نتائج الزيارة التي يقوم بها رئيس الهلال اشرف الكاردينال لدولة الامارات الشقيقة هذه الايام ايجابية، خصوصا وانه قد تم الترتيب لها مبكرا وبشكل جيد. ورود اسم القطب الهلالي الكبير كمال حمزة، والاعلان عن موافقته حضور الاجتماع الذي سيعقده الكاردينال مع روابط المشجعين يكفي فقط لنجاج الزيارة. لكن ما يتردد من ارهاصات، حول ان هناك لقاء محتمل للكاردينال بلاعب المريخ، المشطوب من الهلال بسوء السلوك هيثم مصطفى، قد ينسف كل اشراقات الزيارة. لا نظن ان الكاردينال سيجلس مع لاعب اساء لرئيس النادي السابق الامين البرير في العلن، وشتم مدربه واحتقر جماهير النادي التي اعتصمت من اجله قبل ان يعتذر على الملأ. كردنه اكبر من ان يقع في مثل هذا الفخ الخليجي ، واذكى من ان يهدر من وقته الغالي للاعب ما زال مقيدا في كشوفات النادي المنافس. وداعية: لا تشغل نفسك بما لا يفيد الهلال يا كاردينال.