* شعور متنازع اليوم يقودنا إلى متابعة لقاء اليوم في الدوري التأهيلي بين الموردة العريق والأنيق الكسلاوي الحبيب، في مواجهة صعبة للغاية لفريقين لا يفكران إلا في انتزاع مقعدهما السابق في الدوري الممتاز، والعودة من جديد إلى المكان الذي ينبغي أن يكونا فيه، حبنا للموردة قديم، قدم هذا النادي الرائع بأبنائه وعطائه، والنادي الذي ظل يمثل القومية السودانية كافة دون أدنى اختلاف، فكل سوداني يشجع الهلال أو المريخ ولا يحب الآخر ، ولكن كل السودان يحب الموردة ويحترم وجودها وعطائها الكبير، ولعله النادي الوحيد الذي جرح كل الناس هبوطه من الدوري الممتاز وكأن الممتاز فقد روحه بخروج النادي من دائرة الأضواء..!! * وبالمقابل فإن الأنيق الكسلاوي هو عشقنا لأرض ننتمي إليها ولأناسها، نرى فيه زقاقات كسلا وشوارعها وحواريها، وذكاء إنسانها وبساطته وسرعة بديهته، ونرى فيه أويتلا والتاكا ومكرام وود شريفي والميرغينية والكارة وأب خمسة وكل شبر جميل في كسلا الحبيبة، هو انتماء حقيقي لهذا الكيان الأنيق يجعلنا نقف على أكراف الأصابع "ونطقطق" أصابع القلق في انتظار ما تسفر عنه نتيجة اليوم بين الفريقين العريقين الجميلين، وأية خسارة لأي من الفريقين تعني نصف فرحة ونصف جرح فنحن نعشق كلاهما ونتمنى أن نراهما سوياً ف الممتاز القادم بإذن الله..!! * ولعل التكهن بنتيجة هذا اللقاء تبقى صعبة جداً من واقع نتائج الفريقين الأخيرة، فما بين خبرة الموردة وإمكانيات مدربه القدير صلاح آدم، وبين طموح الميرغني الكسلاوي ورغبته في الوصول سيكون الصدام عنيفاً، وعنيفاً جداً "كمان"، ولا أستبعد مطلقاً أن يكون التعادل مسيطراً على اللقاء ليحصد كل فريق نقطة غالية في مواجهة كهذه، أجبروا خلالها على قبول قسمة النقاط على اثنين..!! * صلاح آدم سيبحث عن الفوز في اللقاء، وسيرمي بأسلحته الهجومية، ولن يغفل سنيت ياريت مدرب الأنيق عن حرصه قفل مفاتيح اللعب في الموردة ومن ثم التركيز على الجانب الهجومي للحصول على أهداف مبكرة تربك حسابات أصحاب الأرض وتمنح لاعبيه الثقة في تحقيق الانتصار أو التعادل على أسوأ الفروض، ولن يكون الميرغني مستعداً للخسارة بأية حال من الأحوال ولن يكون أنصاره كذلك، لذا نتوقع أن تكون مباراة اليوم قمة مبكرة بنكهة الممتاز ولعلها ستمنحنا أبرز ملامح الفريق المتأهل هذا الموسم..!! * وبالتأكيد فإننا نعشم في تحكيم يكون بقامة الحدث ولا نرغب مطلقاً في أن تفوح تصريحات تشير إلى انحياز التحكيم لهذا أو ذاك، وتهرق عرق ومجهودات الأندية بأخطاء تحكيمية قاتلة توغر الصدور وتجعل من المنافسة حلبة لصراعات وغبائن على إدارة الرياضة وعلى تحكيمها، فلا الموردة ولا الأنيق بحاجة إلى الاستعانة بصداقات الحكام لفك اختناقهما وإخراجهما من عنق زجاجة التأهيلي لتتنفس هواء الممتاز..!! * ننتظر اليوم أن نشهد تشجيعاً أنيقاً باستاد الخرطوم من جانب عشاق الموردة وعلى رأسهم الأخ محمد حامد الجزولي، والذين سيملأون المدرجات مساندة لفريقهم، وفي ذلك تحدٍ لكل الكسلاوية الموجودين في الخرطوم ليردوا التحية بأفضل منها ويتدافعوا مبكرا ً لمساندة الانيق، ليشكل جمهور الفريقين لوحة جمالية معبرة تعكس قيمة الناديين وثقافتهما وضرورة وجودهما في منظومة الممتاز..!! * تمنياتي من الأعماق للميرغني بالفوز في جولة اليوم، ووضع ثلاث نقاط جديدة تعزز صدارته وتمضي به نحو المبتغى، ونأمل أن يكون التأهل إهداء لكل الذين سهروا وتعبوا لتوفير احتياجات الأنيق وهدية متواضعة لجمهور كسلا الذواق المحب لكرة القدم، وهي دعوة لمزيد من الالتفاف حول الفريق حتى يصل إلى المبتغى ويعيد الجمال إلى الدوري الممتاز بعد أن شاهت المستويات..!! * ولعلنا نقدم الدعوة إلى الأخ صابر شريف الخندقاوي رجل الأعمال المعروف لرعاية الفريق والوصول به إلى الممتاز، ومن ثم صناعة ند قوي لفريق تتوافر فيه كل إمكانيات الأندية الكبيرة فقط يحتاج من يهتم به مثلما يفعل النفيدي مع الخرطوم الوطني والأرباب مع الأهلي شندي..!! * أمنياتنا بالتوفيق للأنيق الكسلاوي في لقاء اليوم..!!