* بقدر حسرتنا على التعثر بالتعادل السلبي في شندي أمام النمور، وتفويتنا لفرصة مثالية في العودة إلى الصدارة حتى النهاية والتتويج، بقدر سعادتنا الكبيرة بالندية التي وجدناها في مباراتي القمة في كوستي ودار جعل، ولطالما حلمنا مع الحالمين بمنافسة يخرج لقبها من دائرة هلاريخ ليتوج نادٍ آخر غيرهما، ولنبني فريقا جديداً يقف عموداً أساسياً لبناء كبير تشيد عليه الكرة السودانية، لتمضي بثبات في طريق التطور..!! * الكرة السودانية مدينة للأهلي شندي الوافد الجديد نسبياً على الدوري الممتاز في هذه الصحوة التي تعم أندية الولايات، ولعل وصول الأهلي شندي إلى الممتاز جعل الناس حينذاك يرددون مقولة "الصاعد هابط" وينتظرون نهاية الموسم لتوديعه واستقبال وافد جديد ليهبط، ولكن كانت المفاجاة من العيار الثقيل حينما احتل الأهلي شندي في أول ظهور له في الممتاز المركز الثالث ومثل السودان أفريقياً في بطولة الكونفدرالية، ولم يكتفبذلك بل أحرج الاندية الأفريقية التي واجهته في المنافسة وغرس رايته بثقة في سباق الدوري الممتاز..!! * المتشائمون حينها قالوا إنها مجرد "فورة أندروس" وسرعان ما تهبط وتعود "ريما لي قديمة" ويغادر الأهلي المنافسة في الموسم الثاني له، ولكن الأهلي ثبت بقوة، وقدم نفسه بملامح بطل بدون تتويج حينما ظل يقاتل في جبهة الممتاز ويقدم مستويات متطورة، وبفضل إدارة لعلها تعرف ما تريد وكيف تصل إليه فقدمت تجربة من العيار الثقيل قلبت موازين المواهيم وكسرت صنم القمة التي لا تقهر فكان طريق التطور والتحدي طريق جديد شقه نمور دار جعل فانتقل إلى بقية الأندية..!! * ولعل الأهلي الذي شاهدناه أمام الهلال مؤخراً نعتبره فريقاً لا ينقصه شيء من القمة، ولعل هذه المباراة هي واحدة من المباريات التي استمتعنا فيها بالأداء والقتال والتكتيك، وعشنا فيها 90 دقيقة عصيبة ونحن نتابع الهلال يهدر الكثير من الفرص، والأهلي شندي يحاول مراراً وتكراراً الوصول إلى مرمى المعز، وبين هذه وتلك كانت مباراة في كرة القدم ينبغي أن تدرس للجميع..!! * من حقنا أن نحلم بنقل تجربة صلاح إدريس مع الأهلي شندي، ورعايته الكاملة لهذا الفريق، حتى أصبح فريقاً يشار إليه بالبنان، ولعلنا سعداء أيضاً بما يقدمه آل مرين للرابطة كوستي، وانعكاس هذا الاهتمام بالتطوير على أداء الفريق بشكل عام خلافاً للمواسم السابقة التي ظهرت فيها الرابطة بمستوى دون الوسط فعادت لتصحح الأخطاء في هذا الموسم ونأمل أن يمتد لمواسم قادمة، ولعل ظهور اسم رجل الأعمال يوسف أبو حميد داعماً للمريخ كوستي ما يبشر بفكرة "الأرباب-النمور" ولعلنا نسمع به قريباً بعبعاً في الممتاز..!! * كرة القدم لم تعد هواية، ولا مجرد لهو وتضييع للزمن بل صارت عملية استثمارية ضخمة تحتاج إلى البناء والتخطيط، وكلاهما يحتاج إلى المال والفكر الإداري الذي يستطيع أن يسير هذه الأمور بما يفيد النادي، ولعل هذا ما لفت إليه الأهلي شندي الناس، وجعلهم يفكرون جدياً في مقارعة القمة ومنافستها على لقب الدوري الممتاز، لأنه لا مستحيل في طريق أندية تدفع الكثير لبناء فريقها وتوفر له كل المعينات من بنيات تحتية ولاعبين ومتطلباتهم المادية والفنية..!! * سنظل ننادي بضرورة تبني رجل الأعمال صابر شريف الخندقاوي أحد أندية الدرجة الممتازة، ويعمل على بنائه خصوصاً وأنه محاط بالعديد من الرياضيين أصحاب الخبرات والمشورة وهو رجل صاحب امكانيات مادية مهولة ويمكن له أن يغير واقع أحد الأندية إلى الأفضل وينافس به القمة كما يفعل الأهلي شندي، ولعل صوتنا هذا يصل إلى الخندقاوي ويجعله يفكر جدياً في الأمر طالما أنه محب للرياضة والرياضيين..!! * ثلاث سنوات أخرى وستتغير خارطة الأشياء إذا سارت الأمور على هذا المنوال، وبالتأكيد لا نحلم بتحطيم الهلال والمريخ، ولكننا نطمح في إيجاد منافسين يجعلهما يتعاملان مع الدوري بشيء من الاحترام بدلاً من هذه الهرجلة المقيتة..!! * وغداً أمر..!!