* نعود مرة أخرى ونستعيد ملامح الزمن الجميل ونوقد شمعات ليضئ قبس شعاعها.. السيرة والذكرى العطرة للشاعر محمد عوض الكريم القرشي.. ومن خلاله نستدعي كل ركاب فيالق الزمن الجميل. * لعل خيال الشاعر الفنان ود القرشي قد رافقته عرائس البحر ولازمته جنيات البحار السبع وهو يجلس منتشيا على افق تلك الاحلام الوردية وهو يرسم لعصفور القلب كل تلك المشاهد الجمال ويدندن.. وقد افرغت في ليل عشقه الطويل تلك الجنيات كل طلاسم الاسحار وقيدته باسبارها فانحبس في دياجير محراب عشقه يتعبد. * .ود القرشي استطاع ان يصوغ من مختلف انواع الالوان والاشكال نماذج بهيجة وحية .. اسرت القلوب .. واذهلت العقول .. وبعثت الفرح والسرور .. ود القرشي .. رقيق الحس .. دافي الاحساس والمشاعر .. مرهف القلب .. عاشق للجمال ... متبتل في عباده الجمال بصوره مطلقه .. ساقني بي ايدو كاسات الخمر ...خاصيني بى ريدو في اوقات السمر .. جالسني بي نفسو جنني واسر ...شاملني بي نورو الكم اخجل قمر. * تابعت برنامج اغاني واغاني وخاصة حلقة الشفيع ولاحظت ان هؤلاء الشباب الذين تغنوا باللحن لم يحظوا بلقاء الشاعر و لا الفنان لكن سطوة الكلمات وانفاذ اللحن وابداع الاداء والصدق قد فرض عليهم ان ينسجموا وهم يعيشون التجربة ويغرقون في مدى انتشارها ويعطونها من دفق شبابهم احياءا آخر يحسب على الجماليات في الشعر واللحن والاداء والتطريب. * عشقته من نظرة و هو قلبه خالي .. كيف الطريقة البيها يتم وصالي * الزهور و الورد شتلوها جوة قلبي .. عشان حبيبي تذكاره ديمه عندي * كنت محظوظا وانا استمع لود القرشي وهو يغرد في مساء مخملي بكل ارتعاش توقعاته.. والحضور.. نجوم.. والمحفل يعج.. ويضج وهويحمل علبة ثقاب.. والكل يستعد.. للحظات الاقلاع.. والمجال ينضح.. ويفضح.. لحظات التداخل.. وارتفع الصوت.. مخترقا استار الغمام.. ملهما.. ومستلهما.. مؤثرا.. واسرا.. فبدا.. * غرد ياكناري.. وحاكي العندليب.. وابسمي.. يا خميله.. دا اليوم السعيد.. قد دنت السعاده.. وشرفنا الحبيب.. وكانت قوة الاختراق.. بسطوة كل ذلك الخدر الذي حملا على اجنحته.. كل الاحاسيس والمشاعر.. لتبدأ رحلات الارتحال المتصاعده.. الى آفاق عراض. * الارحم الله الشاعر ود القرشي فقد كتب قصيدة عدت يا عيد بدون زهور وهو طريح مستشفى الخرطوم وفيها عبر فيها عن عواطف جياشة لفقده أحبائه في العيد الذي أمضاه وهو بين اسوار المستشفى.. عدت يا عيد بدون زهور وين سمرنا وين البدور.. سجنوني في داخل قصور وقالوا عيان لشفاك ندور.. نحن أهل الوفاء والشعور ليه جزانا يكون صد وجور .. لو بتسري الأفلاك دور هوانا ثابت خالد طهور.. تلفونك بيك ماخبور أقوم أناديك أفشل أثور .. يا حناناً فاض بالشعور ليه نسيتني وكنت بتزور. * في مدينة الرياض السعودية وتحديدا في حي الوازارت جاورت الفنان الفخيم عبد الكريم الكابلي لمدة اربع سنوات وكما تغنى الغربة اقسى نضال كنا نقضي الامسايات سويا وفي ليلة لاتنسى رشفت فيها كل خلايا الرعش والاحساس من شراب ذلك الفنن الاصيل.. غرد الكابلي كما لم يغرد من قبل برائعة ود القرشي فتجددت خلايا الحياه.. ورقصنا بحبور.. وصفاء وابدع كابلي بصفاء صوته سقم الدواخل. * قابلني.. يا هاجر.. هجرك.اضرا.. طال.. واستمرا.. بين زهور الروضه.. المبيضه لونها. * غمرني ..هناك...كنت..اقول.. وامل المامول..هل من المعقول.. يزورني امل..عشقته.. وراح.. وعشقت بعد الراح.. حبيبى.. هجرك.. اضرا. * والصوت الغريد ينقل كل الحاضرين الى ذرى وذروة ذلك الاحساس المنتهي.. فيجمع.. بين رعشات التداوخل.. ولسعات الطرب.. ودفق الحنين.