لست مدرب أزمات ومشاكل وما تكتبه بعض الأقلام في حقي لو كنت أعشق إثارة المشاكل لفعلتها في الهلال الذي لم يسلمني راتبي الا بعد عُدة أشهر من تعاقدي أجرى الموقع الرسمي لنادي المريخ حواراً مطولاً مع الفرنسي غارزيتو المدير الفني للفرقة الحمراء تحدث فيه الرجل عن فترة عمله السابقة في الهلال وفترته الحالية في المريخ وترافع عن نفسه في مواجهة الاتهامات التي تتحدث عنه باعتباره مدرب حاد في الطبع ومثير للمشاكل والأزمات ونفى عن نفسه تلك الفرية وقال إنه عمل مع الهلال منذ فترة تعاقده ولم يتسلم راتبه الا في نوفمبر قبل نهاية الموسم بأيام ومع ذلك التزم الصمت ولم يثر تلك الأزمة في أي وسيلة اعلامية، كل ذلك وأكثر نطالعه عبر الإفادات التالية: في البداية تحدث غارزيتو عن تعاقده مع المريخ وقال إنه جاء للفرقة الحمراء لخوض تجربة جديدة مع الأندية السودانية ومع أحد أعرق وأكبر الأندية الأفريقية بدليل أن له انجاز أفريقي سابق قبل عُدة سنوات وأضاف: اتمنى أن أضع بصمتي بقوة في المريخ وأن أحقق معه انجازات لافتة وأنا سعيد للغاية بالتعامل الراقي الذي أجده من السيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ وهو اداري متميز ويقف مع الجهاز الفني ويوفّر له كل متطلبات النجاح. إعداد جيد انتقل غارزيتو بعد ذلك للحديث عن تحضيرات الفرقة الحمراء للموسم الجديد وقال إن الإعداد حتى الآن يسير بشكل جيد وأضاف: اللاعبون وصلوا إلى درجة عالية من الجاهزية من خلال المعسكر الإعدادي بالقاهرة واعتقد أن المباريات الإعدادية الثلاث التي لعبها الأحمر هناك جعلتني أقف أكثر على مدى جاهزية الفريق واستفادة اللاعبين من فترة الإعداد وسنغادر للدوحة بحثاً عن تجارب أقوى من شأنها أن تصل بالفريق إلى الدرجة التي ننشدها من الجاهزية الفنية والبدنية وأنا واثق من أن المريخ سيكون في وضع جيد بعد انتهاء فترة التحضيرات بحيث يكون الفريق في قمة الجاهزية للاستحقاقات المحلية والأفريقية. أتعامل باحترافية تحدث غارزيتو عن تجربته السابقة مع الهلال وهل ستؤثر عليه في محطته الجديدة مع المريخ أم لا وقال: المدرب يجب أن يتعامل بعقلية احترافية، فانا لا أنظر إلى تجربتي السابقة مع الهلال الا من واقع كونها تجربة مع أحد الأندية في القارة الأفريقية وانتهت والآن أنا مدرب المريخ وشخصياً لا اتعامل بالعواطف مع الأندية وأنظر لكل تجربة سابقة بأنها من الماضي، فقط أحاول الاستفادة من أخطائها وأنا احترم تجربتي مع الهلال ولا أنكر أنها كانت تجربة ناجحة لأنني سعيت لتحقيق انجاز قاري معه ولكني لم أوفّق في عام 2012 برغم أن الفريق كان قريباً من تحقيق لقب الكونفدرالية ولكننا خسرنا بشكل مفاجئ أمام دجوليبا المالي وخرجنا بركلات الترجيح. أطمح في انجاز لافت مع الأحمر تمنى غارزيتو أن يحقق مع المريخ الانجاز الذي عجز عن تحقيقه مع الهلال لكنه عاد وقال: الأمر بكل تأكيد لن يتحقق الأمنيات الطيبة بل بالعمل الجاد والاجتهاد والصبر، فكل الأندية التي توجت بالألقاب الأفريقية خططت لذلك بشكل جيد واجتهدت من أجل الحصول على اللقب ولا اعتقد أن المريخ أقل قامةً من تلك الأندية التي بلغت المجد وعانقت لقب دوري الأبطال من قبل والأمر ليس بالصعوبة التي يتصورها البعض لكنه في نفس الوقت ليس بالأمر السهل والمجموعة الحالية من لاعبي المريخ مميزة للغاية وبها العديد من العناصر الجيدة في مختلف الخطوط على صعيد اللاعبين الوطنيين والمحترفين الأجانب وبالتالي ليس ببعيد أن يتحقق الانجاز إن تحلينا بالصبر وعملنا باجتهاد، وأضاف: الأمر بالتأكيد لا يتحقق من أول وهلة وفريق مازيمبي الذي توج بلقب دوري الأبطال عامي 2009 و2010 لم يحقق اللقب دفعة واحدة بل من خلال تمرّس اللاعبين وانسجامهم والوصول إلى مرحلة المجموعات من قبل مرتين عامي 2007 و2008 ثم عاد الفريق بعد ذلك ليبلغ المجد ويحقق انجازات لافتة. المريخ قبل الهلال قال غارزيتو إنه تعرف على المريخ قبل الهلال وذلك من خلال المواجهة التي جمعته بالفرقة الحمراء في نصف نهائي بطولة سيكافا عام 2009 وهو العام الذي حقق فيه مازيمبي لقب دوري الأبطال وفي تلك المباراة الشهيرة استطاع المريخ أن يهزم مازيمبي بهدفين لهدف وبعد تلك المباراة تعرفت على الهلال من خلال المواجهة التي جمعت بينها في نصف نهائي دوري الأبطال في نفس العام ويومها هزمت الهلال بخمسة أهداف في الخرطوم. لا أفضّل طريقة بعينها أبدى غارزيتو سعادته بوجود عدد من اللاعبين السابقين في الهلال معه في تجربته الجديدة مع الفرقة الحمراء مثل علاء الدين يوسف وبكري المدينة والمعز محجوب وتراوري وقال إن هذه العناصر يعرفها عن قُرب ويعرف امكانياتها وهم ايضاً يعرفون طريقة عمله واعتادوا على تدريباته وشرحوا للاعبي المريخ كل صغيرة وكبيرة عن طريقتي في التدريب ويقدمون لي الآن مساعدات كبيرة وأضاف: أنا لا ألعب بطريقة 3/4/3 بشكل قاطع كما يعتقد البعض، ففي الكثير من الأحايين اعتمد على طريقة 4/4/2 لأن العناصر الموجودة في الفريق هي التي تحدد طريقة اللعب خصوصاً الأطراف، فوجود أطراف مميزة يجعلك تغير الخطة واذا ما أراد أي مدرب أن يعتاد على أكثر من طريقة لعب فعليه أن يجهّز أكبر عدد من اللاعبين حتى تكون الخيارات متاحة أمامه في أي مباراة وأي بطولة. تغيير الأجهزة الفنية ظاهرة مزعجة ليست في الكرة السودانية فقط علّق الفرنسي غارزيتو على تغيير الأجهزة الفنية بصورة مستمرة في الكرة السودانية وقال إن تغيير المدربين بشكل مستمر أمر لا يزعج الكرة السودانية فحسب بل العالم أجمع وبالتحديد الأندية العربية والأفريقية وأضاف: هناك استعجال للنتائج الأمر الذي يأتي بشكل سلبي على الأداء وعند أي اخفاق لأي مدرب لا يقف أي شخص الا في محطة المدرب فيكون الضحية ولكن تغيير الأجهزة الفنية في ناديي المريخ والهلال في العام الماضي تحديداً كان كبيراً وهو أمر غير جيد في كرة القدم لأن تحقيق النتائج الجيدة لا يتحقق الا بالصبر والاجتهاد ولا يوجد مدرب بدرجة ساحر يغيّر الأمر بسرعة فائقة. جئت للمريخ للذهاب بعيداً في دوري الأبطال تحدث غارزيتو عن الهدف الذي من أجله تعاقد مع المريخ وقال: لم أقدم نفسي للفرقة الحمراء من أجل المشاركة فقط في دوري الأبطال بل للمضي بعيداً في هذه البطولة، أعلم أن خروج المريخ من البطولة الأفريقية من مرحلة الدور التمهيدي العام الماضي كان أمراً صادماً للجماهير وأصاب القاعدة الجماهيرية باحباط لا مثيل له وشخصياً أنا تضررت كثيراً من هذا الخروج المبكر لأنه شكّل عامل ضغط على الفريق بمجرد سحب القرعة والاعلان عن أن الأحمر سيواجه عزام التنزاني الذي ينحدر من ذات الإقليم الذي جاء منه كمبالا سيتي ليقصي الأحمر من الدور التمهيدي وأضاف: تجاوز الأدوار الأولى للبطولة الأفريقية ليس بالصعب وبالتكاتف بين الإدارة والجهاز الفني واللاعبين مع توافر الاستقرار والدعم الجماهيري يمكن أن يتحقق ذلك بأقل مجهود ممكن. لو كنت مدرب أزمات ومشاكل لفجّرتها في الهلال من أول وهلة ترافع غارزيتو عن نفسه في مواجهة الاتهامات التي تشير إلى أن الفرنسي مدرب عاشق للأزمات والمشاكل وقال: الحديث عن أنني مدرب مثير للمشاكل وحاد الطبع أمر غير صحيح على الاطلاق وهو أمر ظلت تثيره بعض الأقلام لأجل تحقيق بعض الأهداف، أنا شخص منضبط وعلاقتي جيدة مع الجهاز الفني المعاون لي ومع الجهاز الإداري واللاعبين والدليل على ذلك أنني لم اتسلم مرتبي في الهلال منذ تعاقدي معه الا في شهر نوفمبر من عام 2012 قبل أيام من نهاية الموسم الكروي ومع ذلك لم اتحدث للاعلام على الاطلاق ولم أثر أي مشكلة ولو كنت أعشق إثارة المشاكل لتحدثت عن عدم تسلمي مرتبات عدة أشهر من الهلال لوسائل الاعلام حتى أفجّر أزمة كبرى ومع ذلك كنت مجتهداً في عملي ولم أهاجم أي مسئول في النادي لكن في عام 2013 لم اتسلم أي مرتب على الاطلاق حتى مغادرتي الفريق في شهر مايو والأشخاص الذين يثيرون الأزمات بسبب المستحقات المالية موجودين بكثرة ولكن من لا يثير الأزمة حتى عندما يتعلق الأمر بمستحقاته من الظُلم أن نصفه بأنه مدرب أزمات. جمهور الكرة السودانية رائع ومعجب به كثيراً نفى غارزيتو أن يكون الحب الخرافي من جماهير الكرة السودانية لكرة القدم عامل سلبي يؤثر على المدربين الأجانب وقال: على العكس جماهير الكرة في السودان اعجبتني كثيراً لأنها تحب فريقها بجنون وتتابع حتى تدريباته ناهيك عن مبارياته وتشجع اللاعبين منذ بداية التدريب وفي أول مباراة ديربي بين الهلال والمريخ اندهشت كثيراً لكثافة الحضور الجماهيري في المباراة وطريقة التشجيع والاهتمام الكبير بالمباراة قبل أيام منها ووصلت إلى قناعة بأن الكرة السودانية يتوافر لها جمهور جيد يستحق انجازات كبيرة. التطرق للأمور الخاصة للاعبين والمدربين لا يصدر من الإعلام السوداني وحده تطرّق غارزيتو لطريقة تعامل الإعلام السوداني مع اللاعبين والمدربين وقال إن خوض الاعلاميين في التفاصيل الدقيقة غير المهمة في كثير من الأحايين لم يقتصر على الاعلام في السودان فقط بل هو أمر يحدث في عدد كبير من الدول مثل الجزائر حيث يتم التطرق للأمور الخاصة للاعبين والمدربين بدرجة كبيرة لكن نصيحتي للاعلام في السودان أن يكون راشداً وأن يلعب دوره باحترافية لأنه جزء مهم جداً من منظومة كرة القدم ومن غير وجود الاعلام الذي يدفع الجماهير لمتابعة المباريات لا توجد نكهة مميزة لكرة القدم ولكن في النهاية يجب الا نلقي كل اللائمة باتجاه الاعلام بل ينبغي أن نناشده بتقديم رسالة اعلامية راشدة حتى يسهم في تطوير اللعبة.
