عفواً الاخوة القراء لعدم الإنتظام في الإطلال عليكم لانشغالي ببنتي التى أصيبت بفشل كلوي وتحتاج زراعة كلى عاجلة ولمرض شقيقتي الكبرى في حالة متقلبة بمستشفي فضيل دعواتكم. عودة للحلقة المفرغة التي تدور في الكرة السودانية وبصفة خاصة ما نسميه بدوري الدرجة الممتازة دون أن يحمل أي علاقة له بهذه الصفة بل وبصورة أكثرخصوصية ان أنديتنا التى أهدرت مليارات للانتقال من الأزرق للأحمر والعكس واستجلاب العشرات من الأجانب ولا جديد تحت الشمس الا ان هذا أمر تعودنا عليه ونشهده سنوياً مع نهاية كل موسم. ولكن الظاهرة الأكثر خطورة ان الاعلام نجح في أن يصعد من حالة التعصب الجماهيري لدرجة تنذر بكارثة قد تفوق ما شهدته مصر في الملاعب وان كانت دوافع مصر سياسية وليست رياضية كما هو الحال عندنا. لم تعد فرق القمة أو ماتسمى بالقمة، لم تعد جماهيرها تقبل أي نتيجة غير فوزها بكل المباريات التي تشارك فيها حتى أصبح التنافس الكروي يسير في اتجاه واحد بأمر االتعصب الذي صنعه (بجدارة) كتّاب اللون الواحد الذين يتاجرون بتضخيم أي نتيجة لا تحقق الفوز في الاتجاه الواحد. حقيقة مؤسف جداً أن تختل مفاهيم الدوري المحلي لتصبح بطولته الهدف الوحيد الذي يمثل سقوفات التعصب والتشنج والانحراف الاعلامي مع أن التنافس المحلي ليس الا محطة عبور للبطولات الخارجية وهي المصدر الوحيد للتنافس الحقيقي حيث يصبح الهدف الاستراتيجي ان يتوج النادي ببطولة الاندية الافريقية والتي تؤهل البطل لأن يرفع علم بلاده وعلمه في كأس العالم للأندية بين أعظم أندية العالم وكحد أدنى من ذلك ان يتوج بالبطولة الثانية الكونفدرالية والتي تمثل مكسباً قارياً فقط لأنها لا تؤهل لكأس العالم ولكنها تبقى شرفاً على المستوى القاري وتؤهل للسوبر الافريقي، اذن الدوري المحلي ليس الا محطة هامة للعبور اذا لم تحقق البطولات الخارجية فهي ليست الا سطر لا قيمة له لولا هذا الهرج. وبما أن الظروف هيأت للسودان أن يتمتع بفرصتين للمشاركة في منافسات البطولة الافريقية اذن يبقى الفارق بين أن تكون أول الدوري او وصيفه ليس الا أحمد وحاج أحمد طالما أن كلاهما كسب التأهل لينافس في دورة أبطال افريقيا المؤهلة لكأس العالم فلماذا اذن هذا الهوس غير المبرر حول البطولة المحلية كهدف لا يعلو عليه أي مكسب وهو في حقيقته لا فرق بينه وبين مركز الوصيف طالما ان البطل ووصيفه يمثلان السودان في التأهل لكأس العالم للأندية حتى (تغرق في شبر ميه) باسم بطولة محلية لا قيمة لها ولا تختلف عن الوصافة الا لمن يتخذونها تجارة محلية للترويج لسلعة التعصب. واذا كان البيان بالعمل.. دعوني أسأل كل هؤلاء إداريين ومهرجين وكتّاب أعمدة يتاجرون بالدوري المحلي في كل اسبوع لمكاسب لا علاقة لها بكرة القدم. فكيف يكون الموقف اذا نجح وصيف الدوري المحلي ان يحقق بطولة افريقيا وان يرفع راية فريقه في كأس العالم للأندية طالما انه يتمتع بنفس فرصة بطل الدوري في التنافس على التأهل لكأس العالم بينما فشل بطل الدوري، فمن يكون يومها البطل للكرة السودانية الحقيقي، هل هو بطل الدوري المحلي الذي فشل في رفع راية السودان قارياً وعالمياً أم هو الوصيف الذي نشبعه رجماً فعاد بطلاً لافريقيا وحمل راية السودان في كأس العالم للأندية بل من يكون الافضل الذي يحقق نتيجة افضل ومركزاً معتبراً خارجياً أم البطل الذي عاد يجرجر أذيال الفشل خارجياً. وما قلته عن البطل ووالوصيف فإنه يسري على المركزين الثالث والرابع والعبرة بمن يعود بانجاز أكبر في الكونفدرالية, عفواً الآن وقد بلغ التعصب على الدوري المحلي ورفض الهزيمة في أي مباراة وما سيشهده الملعب من إنفلات جماهيري (انتظروا الجايي والله يكضب الشينة).