* "يظل عبد المجيد منصور خالداً فى دروب الناس الفقيرة ويظل ثري النفس، وأظل ممنونة له طول عمرى... وإن مت يظل سيرة نبيلة للأجيال القادمة.. إنه فى بلاد النيل إنسان اسمه عبد المجيد منصور، مرآتنا الأجمل التى فيها نرى جمال معدنه" وبهكذا حروف خطت الدكتورة إشراقة مصطفى سيرة عطرة للراحل المقيم عبد المجيد منصور رئيس الهلال الأسبق وقاهر الظلام، الرجل الأدب والعفة والشهامة والإنسانية والصدق والإخاء والأب والمربي.، سطرته بحروفها وهو يسند ضعفها مثل كثيرين لجأوا إليه فكان الظل من شمس الأيام، وكان النسمة في صيف الحاجة، وفيض يسقي كل عطش..!!.. * لا نتحدث عن عطاء الرجل للهلال، لأنه كان يكره ان يمتن على الأزرق الذي عشقه، ويعتبر كل ما فعله ديناً على رقبته، وواجب لا يتقاصر عن أدائه لذلك ظل قريباً من عشقه بالرغم من مداهمة المرض له، ونيله من جسده، إلا أنه ظل قريباً قرب النبضات للقلب وقرب الأنفاس، وحتى لحظة وفاته كان الراحل يشعر بالتقصير تجاه النادي الذي أحب والنادي الذي نذر له عمره..!! * لم يكن مرور قاهر الظلام خفيفاً على كرسي الرئاسة ولا على المناصب التي تقلدها في الهلال، فقد كان مدرسة أرهقت خلفه بما منحها من علم وهيبة وتأسيس وثقافة وفكر، ولعل مدرسته مازال الناس يحاولون تطبيق أبجدياتها فقط ولم ينتهوا من إدراكها، فقد كان الراحل مدرسة عالية، وفكراً ثاقباً ومجداً مشيداً، تتزاوره الرياح فتعبق بأنسام لا يدركها أحد وتعطر كل البقاع بما خلده مجيد من إدهاش..!! * كان مجيد من اثرياء المدينة الذين وثقت لهم الكتب والسير في الخرطوم، ولكنه كان بسيطاً ومتواضعاً، لا يصعر خده للناس، ولا يتعالى عليهم، "وعزيز الروح ما بيتعالى"، وقد كان قاهر الظلام عزيز الروح، قوياً بلا غلظة مرناً بلا ليونة، حكيماً بلا غلظة، متواضعاً بلا خذلان، لذلك سطر اسمه خالداً مع الخالدين في الهلال وفي قلوب الشعب السوداني جميعاً..!! * مثل عبد المجيد منصور لا تحيا ذكراه، فهي لا تموت ولا تنسى، بل تظل راكزة على الشرفات الأمامية للقلب والذاكرة، يلوح بكل جمال خصاله يوماً بعد يوم، وطريقاً يمشيه الناس، لأنه مهد لهم بكل الجمال وبكل أخلاق الفرسان ونبلهم، لذلك فإن لافتات الطريق وهداه تحمل توقيعه الأنيق ولأنه رصف بفكره الطريق وزلل الصعاب لأجيال قادمة أفنى فيها وقته وماله وجهده لذلك لن ينساه أحد لنحيي الذكرى ..!! * طرق مجيد أبواب المعارضة، بأدبه الكبير، وبفكره وبرؤيته، فلم يشتط في خصومة ولم يترصد أخطاء، وظل لسانه عفيفاً كريماً يدافع عن قناعاته بأدب ويختلف مع من اختلف معهم في فكرة دون ان يمنح الصراعات مساحة للدخول في شخصنة المعارضة أو التقليل من شأن الآخر فكانت المعارضة عنده ادباً يدرس، وعلماً تمنينا ان يستمر حتى يعرف الناس كيف تعارض، وكيف ترفض وكيف تقدم رؤاك دون ان تحيد عن طريق الحق الذي تريده، ودون ان تهدر قناعاتك على عتبات السلطان..!! * تقول الدكتورة إشراقة في قصتها مع مجيد المنصور "... متأثراً ودعني على أمل اللقاء وأزجى إلي من الوصايا (الأبوية) مايكفيني عمراً وأجيالاً، وعدته بأنني سأحقق ماسأخرج له وأنني لن أتراجع لأن (أبوته الحنينة) ستكون سياجاً آمناً لي في غربتي..!! * لهذه الأبوة وهذا الفقد سنظل نبكي عبد المجيد منصور، وسنبكي لدفن الاخلاق هذه تحت التراب حين لم تسعها هذه الدنيا الضيقة، ويبقى قدر الرجال كبذرة، كلما طمرتها الرمال أنبتت ألف سنبلة، ودحرت الف قنبلة، وعلى مجيد فلتبكي البواكي..!! * ألا رحم الله الفقيد الاب المربي عبد المجيد منصور، واكرم نزله ومثواه..!! * والحمد لله من قبل ومن بعد..!! * أقم صلاتك تستقم حياتك..!! * صل قبل أن يصلى عليك..!! * ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!