الدكتور علي بلدو: الإعداد النفسي لا وجود له في الأندية السودانية الدكتور جعفر ميرغني: المدرب الأجنبي أبعد ما يكون عن اللاعب السوداني لذلك لا يعرف حقيقة المشكلة نصر حامد 48 ساعة فقط تفصل المريخ عن أُم المعارك عندما يستضيف عزام التنزاني في مباراة مصيرية لا تقبل غير فوز كبير يدفع بالفرقة الحمراء إلى المرحلة المقبلة من دوري الأبطال لأن الخروج كل عام من المراحل الأولية لن يكون مقبولاً لجماهير المريخ، وبسبب النتيجة السيئة التي انتهت عليها جولة الذهاب يعاني لاعبو المريخ من ضغوط نفسية وجماهيرية وإدارية حيث لوّح المجلس بالرحيل حال عدم التأهل وأصبح الجهاز الفني مهدداً بالإقالة اذا لم ينجز المهمة على أكمل وجه وأصبح التهديد بالشطب الجماعي يهدد اللاعبين بقوة اذا لم ينجزوا المهمة، إنه ضغط عالي من شأنه أن يصعّب من مهمة الفرقة الحمراء أو كما يقول المختصون في الطب النفسي. في البدء تحدث الدكتور علي بلدو استشاري الطب النفسي والعصبي وأستاذ الصحة النفسية والذي رأى أن أهم مدخل لتحقيق الفوز على عزام والترشح إلى المرحلة المقبلة من دوري الأبطال أن يتحدث الجهاز الفني بكل صراحة عن مسببات الاخفاق والا يرمي اللوم على الحظ العاثر وعلى عدم تركيز اللاعبين لأن هناك ايضاً أخطاء تخص الجهاز الفني ومالم يعترف كل طرف بالخطأ الذي وقع فيه ويعمل على علاجه لن تكون هناك أي معالجات تذكر تساعد الفريق على تقديم نفسه بشكل مختلف وأضاف: مهمة الجهاز الفني للمريخ صعبة للغاية، فالهزيمة التي تعرض لها الفريق في جولة الذهاب ومن ثم تعثره أمام مريخ الفاشر جعل الاحباط يسيطر على اللاعبين الذين اهتزت ثقتهم في أنفسهم وفي قدرتهم على الوصول لشباك الخصوم بعُنف ولذلك لابد من قيام الجهاز الفني بعمل كبير لتأهيل اللاعبين نفسياً وبث الثقة فيهم والتأكيد على قدرتهم في تقديم مباراة كبيرة تؤهلهم لتحقيق الفوز والحصول على بطاقة التأهل للمرحلة المقبلة من دوري الأبطال، ولم يستحسن بلدو تهديد عدد من إداريي المريخ بالرحيل حال عدم تأهل الفريق للمرحلة المقبلة من دوري الأبطال وقال إن هذا الأمر لن يساعد في حل المشكلة بل سيزيد من الضغوط النفسية على اللاعبين وبالتالي سيفقدهم التركيز والواجب كان يفرض على المجلس أن يساعد المدرب في تحرير اللاعبين من الضغوط الجماهيرية والنفسية والتأكيد على أن المجلس ثقته كبيرة في اللاعبين وفي قدرتهم على التأهل على حساب عزام، ولم يستبعد بلدو أن تكون هناك مشاكل لعدد من اللاعبين وتمنى أن يجلس المجلس مع أي لاعب لديه مشكلة وأن يعمل على علاجها وأن يوفّر كل متطلبات المرحلة للاعبين والجهاز الفني وأن يبتعد الإداريون عن التصريحات السالبة التي تهدد بالرحيل أو تلك التي تتوعد اللاعبين بالشطب حال عدم التأهل وعلى المجلس أن يركّز على كل ما من شأنه أن يبث الثقة في نفوس اللاعبين وأن يدفعهم لتقديم أفضل ماعندهم في مباراة عزام. دور كبير ينتظر الإعلام تحدث الدكتور علي بلدو عن الدور الكبير الذي ينتظر الإعلام قبل موقعة عزام وتمنى ترشيد الحملة الإعلامية حتى لا تزيد من الضغوط على اللاعبين كما ناشد حملة الأقلام بالابتعاد عن انتقاد اللاعبين بقسوة والتقليل من شأنهم وبالتالي هز ثقتهم في أنفسهم وتسهيل مهمة عزام في التفوق عليهم، وتحدث بلدو عن دور الجماهير وقال إن جماهير المريخ ينتظرها دور كبير حتى تشجع اللاعبين بحرارة وترفع معنوياتهم وأن تبتعد عن الاساءة لأي لاعب يقع في الخطأ لأن كرة القدم في النهاية لعبة أخطاء وأن تحاسب الجماهير اللاعبين بالمحصلة النهائية للمباراة لا بالقطعة وأن تقوم بدورها على أكمل وجه في التشجيع والمساندة والا تربط تشجيعها بتسجيل الهدف لأن الفريق يحتاج لجمهوره قبل التسجيل لا بعده. الجانب النفسي لا وجود له في الأندية السودانية رأى الدكتور علي بلدو أن أحد أكبر مشاكل الكرة السودانية غياب دور الطبيب النفسي في فريق كرة القدم الأمر الذي يهدر على الأندية المبالغ المليارية التي تنفقها في التسجيلات والإعداد وأضاف: مثلاً قد يتعاقد أحد الأندية مع لاعب موهوب بملايين الدولارات وبعد ذلك يعاني هذا اللاعب من مشكلة نفسية من السهل جداً حلها لكن لغياب الطبيب النفسي يفشل ذلك المحترف ويهدر النادي مبلغاً مليارياً ما كان له أن يهدره لو أنه استعان بطبيب نفسي ورأى بلدو أن الدور الذي يقوم به الطبيب النفسي في الأندية المتقدمة كروياً لا يقل عن الدور الذي يقوم به المدير الفني. التحفيز أفضل من التهديد انتقلنا بعد ذلك بالحديث مع الدكتور جعفر ميرغني اختصاصي الطب النفسي والذي شدد على ضرورة التعامل مع مباراة عزام باعتبارها مباراة أكثر من عادية لأن خروج المريخ من الدور التمهيدي لا يعني نهاية الدنيا وسبق أن غادرت أندية أكبر من المريخ تلك المرحلة وبالتالي فإن الحديث عن أن الخروج من دوري الأبطال يعني ضياع موسم بحاله حديث يضع اللاعبين تحت ضغوط نفسية وجماهيرية كبيرة، وعلّق ميرغني على تهديد الإداريين بالابتعاد وتهديد البعض الآخر بإقالة المدرب وشطب اللاعبين المقصرين وقال إن أسلوب التهديد في مثل هذه الحالات لا يجدي ولو لجأت الإدارة لأسلوب الحوافز المعنوية والمالية ستكون المحصلة أفضل بكثير لأن أسلوب الحوافز يدفع باللاعبين لتقديم أفضل ماعندهم ويساعدهم على تجاوز كل ما حدث في جولة الذهاب ورأى ميرغني أن المدرب الأجنبي أبعد ما يكون عن اللاعب السوداني لذلك لا يستطيع أن يتعرف على المشاكل الخاصة التي تواجه بعض اللاعبين وتحول بينهم وتقديم مستواهم الطبيعي والأداء بتركيز وتمنى أن يعمل الطاقم الوطني الموجود في الجهاز الفني وبحُكم معرفته باللاعبين على التعرف على تلك المشاكل والعمل على حلها وتأهيل اللاعبين بدنياً ونفسياً حتى يتحقق الهدف المنشود. الدكتور طه عبد الفتاح: على المريخ أن يستعين بطبيب نفسي ولو ليوم واحد قدم الدكتور طه عبد الفتاح عثمان استشاري الطب النفسي العديد من النصائح الغالية للمريخ وطالب بضرورة تناسي ما حدث في مباراة الذهاب والتركيز على جولة الإياب لأن المباراة الأولى أصبحت حكاية من الماضي وبالتالي لا ينبغي النظر لها الا من باب تصحيح الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون في تلك المباراة، وتمنى طه أن يوفّر جمهور المريخ الدعم المعنوي المطلوب لفريق كرة القدم وأن يركّز على التشجيع الايجابي وان يبتعد عن كل ما من شأنه أن يصيب اللاعبين بالاحباط ويحول بينهم وتقديم أفضل ماعندهم للفريق في تلك المباراة، وتمنى الدكتور عبد الفتاح طه أن يتدارك مجلس المريخ الخطأ الذي وقع فيه وان يستعين بطبيب نفسي ولو ليوم واحد حتى يتحدث مع اللاعبين ويعمل على تأهيلهم نفسياً ويساعدهم على استعادة ثقتهم بنفسهم وبالتالي تقديم أفضل ماعندهم من أجل تحقيق النصر والذهاب إلى المرحلة المقبلة من دوري الأبطال، وتحدث طه عن الدور الكبير الذي يقوم به الإعلام الرياضي وتمنى أن يبتعد عن انتقاد اللاعبين والتقليل من شأنهم في هذه المرحلة وأن يوفّر لهم الدعم المطلوب الذي يساعدهم على تقديم أفضل ماعندهم لقيادة الفريق للمرحلة المقبلة من دوري الأبطال. الدكتورة سامية حمد: على الجهاز الفني أن يبعد اللاعبين أصحاب التركيبة النفسية الهشة وصفت الدكتورة سامية حمد اختصاصية الطب النفسي المهمة التي تنتظر المريخ أمام منافسه عزام التنزاني بالصعبة وقالت إن خسارة المريخ لجولة الذهاب بهدفين جعلت المهمة تبدو صعبة للغاية ولذلك فإن مباراة كهذه لا تحتاج لأكثر العناصر موهبة بل تحتاج لأكثر العناصر صلابة بحيث تستطيع التغلب على اللحظات الصعبة في المباراة والتي لا يقوى عليها الا أصحاب التركيبة النفسية القوية لكن لو اعتمد الجهاز الفني على أصحاب التركيبة النفسية الهشة فإن أي هدف من عزام أو تأخر المريخ في التسجيل يمكن أن يدفعه للانهيار وبالتالي يبعد المريخ من دوري الأبطال، وتمنت الدكتورة سامية أن يعمل الجهاز الفني على إبعاد اللاعبين عن التوتر والقلق وأن يدفعهم للأداء بتركيز أكبر وأشارت إلى أن الجهاز الفني ينبغي أن يكثّف محاضراته للاعبين في هذه المرحلة بحيث يحتاج الفريق إلى النصائح والارشاد أكثر من حاجته للإعداد البدني وأبدت سامية تخوفها من نوعية معينة من المدربين الذين يثيرون القلق والتوتر ولا يساعدون اللاعبين على الأداء بتركيز كما تمنت أن يبتعد الإداريون عن الحديث عن رحيلهم اذا لم يتأهل الفريق لأن تلك الضغوط ستؤثر أكثر على اللاعبين وستفقدهم التركيز وبالتالي ستسهّل كثيراً من مهمة عزام.