* مع أن الوسط الرياضي من أكثر الاوساط تشدقاً بالوفاء والعرفان والإخلاص لمنسوبيه إلا أننا نكاد نقسم بأن ما يثار من هذه الصفات ما هي إلا حبر على ورق وشعارات ترفع بين الحين والآخر مثلها وشعارات الانتخابات المحتشدة بالأماني والبعيدة كل البعد عن التنفيذ، والوفاء والعرفان الذي يدرك الإنسان النجم في مراحل متأخرة من مأساته إنما هو نعي مبكر لكثير من القيم التي تفيض بها جنبات الصحف، وتندلق باكية على هذا وذاك بعد فوات الأوان، وبعد أن تكون نار الحسرة قد أكلت آخر عشم في داخل أياً منهم، وهم يقرأون نفاقنا الاجتماعي صباح مساء فنزيد حسرتهم حسرات جديدة..!! * ولعل أزمة ومحنة سليمان دفع الله المحينة نجم الموردة والمنتخب الوطني في زمان مضى، والصور التي انتشرت له وهو يزحف على الأرض يشكو المرض وفي حالة يرثى لها من التدهور لهو من الامور التي تقطع نياط القلوب وتجعلنا نؤمن بما كتبناه في بداية هذه الزاوية بأن الوسط الرياضي "بتاع كلام ساي" ويروج لبضاعة لا يملكها أبداً، ومن هنا نشكر الأستاذ الإنسان أبو هريرة حسين والذي قام بالخطوة الأولى تجاه المحينة بتوفير كرسي متحرك للمحينة برفقة الأستاذ الصحفي سراج النعيم عصر أمس الاول وهو الآن يقود مبادرة رائعة لجبر ما انكسر في خاطر نجم الموردة والمنتخب سليمان المحينة..!! * مؤسف أن يكون في الموردة الكثير من الرأسمالية الساعين لتولي قيادة الموردة والعودة بها إلى الممتاز، وأحد أفذاذ النادي يزحف في السوق بلا أدنى معينات ولا اهتمام، والموردة التي نعرفها ظلت غنية برجالاتها حتى جاء عليها زمان كهذا لا يهتم فيه أحد بأحد، ويبيتون في شبع ونجمهم يتوسد التراب زحفاً يوجع قلوب ظلت تحفظ له كثير ود ووفاء لهذا النجم الذي صنع ذات يوم تأريخ الموردة وأهدى جمهورها الفرحة التي غابت عن النادي كثيراً..!! * إذا كان هذا مصير أحد نجوم الموردة في ظل وجود رأسماليتها خانعين وقانعين بما وصل إليه هذا النجم فعلينا أن لا نستغرب هبوط الموردة إلى الدرجة الأولى ومنها إلى الثانية والثالثة حتى تتلاشى من الوجود، ولعلنا سنحرص على تدوين التأريخ لنحدث الناس عن المستحيلات الثلاث "العنقاء والغول والخل الوفي" ومن ثم نضيف إليها "موردة الأصالة والحضارة" لتصبح الركن الرابع في قائمة المستحيلات، فتلك أندية تبيع منسوبيها للشوارع وتراب الأرض كما فعلت بالمحينة..!! * وليس الموردة وحدها بل يكبر الظل ليشمل كل الأندية الرياضية، ولعلنا مستعدين لحصر نجوم اعتصرتهم الدنيا بظروفها ويحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، وكل الأندية تعلم أناسها ومنسوبيها "ويعملوا رايحين" ليفرغوا الرياضة بتعاضدها وتوادها وتلاحمها من مفهومها الجميل لتصبح الفكرة والغرض من ممارسة هذا النشاط الإنساني الخلاق مجرد تنافس على المراكز الأولى لتمثيل السودان أفريقياًَ، ودون أدنى روابط إنسانية تجمع شتات هذه "السبحة" التي انقطعت خيوطها وتشتت في الأرجاء بفعل الأنانية واللا إنسانية في مجتمع يباهي بالروابط دون أن تكون موجودة..!! * أزمة المحينة هي أزمة اخلاق أمة الرياضة، وإنما هي نتاج طبيعي لهذه الفوضى التي تضرب أطنابها في أركان الرياضة، ولعلنا نقول إن "دي المناظر" وإن القادم أسوأ مما نظن، وسيبقى المحينة وصحبه المساكين مجرد نماذج لوضع أسوأ قادم..!! * سنوصي كل اللاعبين بالمغالاة في التوقيع للأندية وتأمين مستقبلهم، حتى لا يأتي عليهم زمان كهذا يأكلون فيه طعام الأرض ويلتحفون فيه السماء، وأن لا يستمعوا لفرية الغيرة على الشعار، وكذبة ابن النادي، فإن هذا الشعار لم يحمي المحينة في محنته هذه، ولم يدرك ود الجنيد قبل موته..!! * تموت الأسد في الغابات جوعاً..!! * أقم صلاتك تستقم حياتك..!! * صلّ قبل أن يصلى عليك..!!