بداية موفقة بلا شك لفريقي القمة السودانية الهلال والمريخ في استهلالة الجولة الأولى في تصفيات ربع نهائي البطولة الافريقية للتأهل لنصف النهائي فلقد حصد المريخ اول ثلاث نقاط وهي بالطبع فاتحة الشهية خاصة انه كسب العلمة عن جدارة بثنائية بكري ولكن لابد من الوضع في الاعتبار انها نقاط اصلاً محسوبة له بحكم انه صاحب الارض كما ان خصمه العلمة بسبب الظروف التي حاصرته جعلته رقم قوته مرشحاً في المركز الرابع لمجموعة المريخ التي يتقدمها حامل اللقب وفاق سطيف يليه المريخ في المركزالثاني ثم ثالث المرشحين في الترتيب اتحاد العاصمة الجزائري وهذا لا يقلل من النتيجة التي حققها المريخ أمام صاحب المركز الاخير في الترشح والذي لعب خارج ارضه لأن المريخ قدم نفسه باداء جيد يحتاج لمعالجات لابد منها خاصة في اهدار لاعبيه للفرص الكثيرة التي لاحت له. من الجانب الآخر فان الهلال قدم نفسه أيضاً بالطبع وهو يعود متعادلاً مع المرشح الاول في المجموعة مازيمبي الكنغولي الذي استقبل تعادل الهلال على ارضه ليكون بلغة حساب الارض انه خسر نقطتين أمام الهلال ولكن اداء الهلال الجيد امام المرشح الاول في مجموعته وعلى ارضه وتحقيقه لنتيجة طيبة يجب الا يقود الهلال لحالة من الغرور تؤثر سلباً على مجرياته في مهام صعبة مقبل عليها بلا شك لهذا فانني لم استقبل تصريح الكوكي الذي قال فيه انه عليه أن يحصد نقاط سموحة المصري الست حتى يضمن المركز الاول وكأنما ضمن الكوكي للهلال التأهل لنصف النهائي وانه أصبح المنافس على المركز الاول منافساً لمازيمبي مقللاً من سموحة المصري المهمش من وجهة نظره فطموحات الكوكي لفريقه في هذه المرحلة يجب الا تتخطى العمل على ضمان التأهل لنصف النهائي ولو حل ثانياً والا يحسب نفسه ضمن التأهل ويبقى باحثاً عن المركز الاول مهمشاً خصومه الآخرين وهاهي تداعيات التصفيات جاءت تحمل لفريقي القمة الهلال والمريخ انذاراً قوياً ومن العيار الثقيل من فريقي المركز الثالث في المجموعتين اتحاد العاصمة الجزائري وسموحة المصري فما حققه الفريقان من فوز وحصاد الاول ثلاث نقاط حيث فاز اتحاد العاصمة الجزائري على وفاق سطيف المرشح الاول في مجموعة المريخ وحامل اللقب ليعلن بذلك ان طموحاته لا تقف في المركز الثان وانما أعلن عن نفسه متطلعاً للمركز الاول ليصبح المريخ في مواجهة خصمين لا تقف طموحاتهما عند التأهل فقط، اما الهلال فلقد أعلن سموحة أيضاً عن نفسه وهو يتصدر مجموعته ويحقق فوزاً ثلاثياً على المغرب التطواني رغم انه كان متخلفاً بهدفين في الشوط الاول وهذا اعلان مباشر على خطورة هذا الخصم في شوط المدربين كما انه أعلن نفسه مرشحاً قوياً منافساً على المركزين الاول والثاني وليس على المركز الثاني وحده كما كانت تشير الحسابات قبل ان يكشف الملعب على حقيقة التنافس وقوته. وهو ما يستدعي من الهلال والمريخ ان يعيدا حسابات المجموعة وان يعدا انفسهما جيداً يجنبهم المفاجآت فالقضية لم تعد تنافساً على المركز الاول وانما التأهل نفسه اصبح بحاجة لجهد معتبر بعد ان أعلن الفريقان المهمشان عن نفسهما بكل قوة انهما ليس تمامة عدد وانما منافسين بكل قوة على المركزين الاول والثاني هذا مع الوضع في الاعتبار ان العلمة الجزائري ليس خارج الحسابات فهو فريق صاحب امكانات ضخمة اذا ما تعدى حالة الضغط النفسي الذي حاصره بسبب هبوطه وما تعرض له من ازمات مع اهم محترفيه الا ان ما تلقاه من عرض أخير من رئيس الاتحاد الجزائري باستثنائه من الهبوط اذا تأهل لنصف النهائي فان هذا قد يعيد فيه الروح خاصة وان الخسارة التي لحقت به أمام المريخ كانت خارج ارضه مما يمكنه من تخطي اثارها بفوزه على المريخ على ارضه لهذا لابد للهلال والمريخ ان يجيدا قراءة الموقف بشفافية وعلمية بعيداً عن الهرج الاعلامي فالطريق أمامهم رغم هذه البداية الموفقة شائك ومحاصر بالصعاب من كل الجبهات خاصة وان أقوى فرق المجموعة وفاق سطيف ومازيمبي هما الاكثر خسارة دون فرق المجموعتين وهذا في حد ذاته مؤشر خطير من الجانبين حيث يتعين على الفريقين الخاسرين الجولة الاولى ان يضاعفا من الجهد بينما شكل تخلفهم دافعاً وحافزاً أكبر لكل فرق المجموعة. خلاصة القول ان ما قدمه الهلال والمريخ حتى الان يفتح ابواب التفاؤل واسعة ولكن قبل كل ذلك لابد لهما ان يجيدا لغة الحساب ويدركا قوة تلك المنافسة من كل الفرق المشاركة فيها خاصة وان فرق الهامش التي تأهلت لربع النهائي لاول مرة اطاحا بأكثر دول البطولة رصيدا والذين تجمعوا لاول مرة في ربع نهائي الكونفدرالية وهذا في حد ذاته انذار بالخطر من جانبهم وهذا ما يجب ان يوضع في الاعتبار.