منتخبنا الوطني يسقط أمام الجابون برباعية مازدا: مصلحة الأندية فوق المنتخب وعلاقتي بالصقور انتهت شمس الدين الأمين قبل منتخبنا خسارة عريضة أمام الجابون بأربعة أهداف نظيفة مساء أمس في العاصمة الجابونية ليبرفيل ضمن الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لنهائيات الامم الافريقية المقامة بالجابون عام 2017، سجل اهداف الجابون مليك هدفين وهدف لسامسون ومثله لاوبا ميانغ، يذكر أن هذه النتيجة لن تؤثر على تصنيف منتخبنا الوطني لأن الجابون هي المستضيفة للنهائيات وبالتالي لا تُحسب أي نتائج طرفها المنتخب الجابوني وكانت المباراة شهدت طرد صلاح الجزولي مهاجم منتخبنا واندريه بوكو لاعب الجابون. استهل منتخبنا الوطني المباراة بتشكيلة مكونة من المعز محجوب في حراسة المرمى، ضفر ومالك في متوسط الدفاع، الطاهر الحاج وفارس على الأطراف، أمير كمال وخطاب وعماري ومصعب عمر في الوسط، رمضان عجب والجزولي في الهجوم، منذ البداية كشّر المنتخب الجابوني عن أسلوبه الهجومي ووضع منتخبنا الوطني تحت الضغط وكاد أن يسجل في الدقيقة الخامسة بواسطة المحترف اوباميانغ غير أن المعز محجوب تدخّل في توقيت مناسب وأبطل خطورة الهجمة وتواصلت خطورة المنتخب الجابوني وكاد أن يسجل مجدداً في الدقيقة السابعة بواسطة ايفونا محترف الأهلي المصري لكن ضفر أنقذ الكرة من خط المرمى وفي الدقيقة التاسعة تألق المعز محجوب من جديد وأنقذ مرماه من هدف محقق من تسديدة قوية حولها لركنية، وطيلة الدقائق العشر الأولى لم يكن هناك أي وجود هجومي لمنتخبنا الوطني الذي تراجع بكلياته لمنطقته من اجل امتصاص الضغط الهجومي من جانب المنتخب الجابوني وتحمل المعز محجوب العبء الأكبر في بداية المباراة وأنقذ مرماه من أكثر من هدف محقق ولم يظهر منتخبنا في الجانب الهجومي الا في حدود الدقيقة 12 من هجمة خطيرة قادها مصعب عمر وأرسلها خطيرة أمام المرمى غير أن الكرة مرت دون ان تجد المتابعة من الجزولي الخالي من الرقابة وفي الدقيقة 15 حصل منتخبنا على ركنية نفذها مصعب وحولها ضفر برأسية قوية مرت بقليل جوار القائم. الهدف الأول انتظر المنتخب الجابوني حتى الدقيقة 27 ليتمكن من تسجيل الهدف الأول بواسطة مليك من عكسية فشل المعز في السيطرة عليها ليضعها مليك بكل سهولة في الشباك كهدف أول دفع منتخبنا الوطني للتحرر من أسلوبه الدفاعي وحصل المنتخب على فرصة جيدة لتعديل النتيجة بعد دقيقتين فقط من ركلة حرة مباشرة على رأس منطقة الجزاء نفّذها رمضان عجب قوية غير أن حارس الجابون أبعدها في آخر لحظة وحرم منتخبنا من هدف التعادل، وفي ربع الساعة الأخير من هذا الشوط عاد منتخبنا مجدداً لمنطقته الدفاعية وأتاح الفرصة الكاملة لمنتخب الجابون ليهاجم من العُمق والأطراف لكن الدفاع بقيادة ضفر ومالك تصدى لأكثر من محاولة ومن خلفهما الحارس اليقظ المعز محجوب. الشوط الثاني في هذا الشوط هاجم المنتخب الجابوني بشراسة أكبر ومارس ضغطاً رهيباً على الجبهة الدفاعية لصقور الجديان لكن خط الدفاع ومن خلفهم الحارس المعز محجوب نجحوا في التصدي لأكثر من تسديدة وقاد صقور الجديان أول هجمة في هذا الشوط في الدقيقة 48 من عكسية متقنة من مصعب عمر حولها الجزولي لرأسية تخطّت الحارس وكانت في طريقها للشباك غير أن المدافع الجابوني أبعدها من خط المرمى باستخدام يده في حالة دفعت لاعبي منتخبنا للمطالبة بركلة جزاء. الهدف الثاني في الدقيقة 60 تمكّن منتخب الجابون من إضافة الهدف الثاني من عكسية خلف المدافعين وصلت إلى سامسون فحولها في المرمى بين يدي المعز محجوب مسجلاً الهدف الثاني وكاد منتخب الجابون أن يضيف الثالث بعد دقيقتين فقط من حالة انفراد تام بالمرمى الا أن المعز محجوب نجح في السيطرة عليها ورد منتخبنا بهجمة خطيرة وصلت إلى أمير كمال الذي أطلق قذيفة قوية من خارج منطقة الجزاء أبعدها الحارس الجابوني بأعجوبة إلى ركنية، وبعد الهدف الثاني استشعر لاعبو منتخبنا خطورة الموقف وهاجموا بشراسة من أجل تعديل النتيجة لكن منتخبنا عانى من أزمة حقيقية في المقدمة الهجومية التي لم تشكّل أي خطورة تذكر على المنتخب الجابوني. الهدف الثالث في الدقيقة 67 تمكن منتخب الجابون من تسجيل الهدف الثالث من خطأ قاتل لدفاع منتخبنا الوطني حيث وصلت الكرة إلى مليك ايفونا في وسط الملعب ولم يجد أمامه غير المعز محجوب فراوغه على مشارف منطقة الجزاء وأسكن الكرة الشباك وتسبّب هذا الهدف في إحباط تام للاعبي منتخبنا ليمسك منتخب الجابون بزمام المبادرة ويضع منتخبنا تحت الضغط المتصل وبعد مرور دقيقتين فقط أضاف منتخب الجابون الهدف الرابع عن طريق اوباميانغ من خطأ دفاعي بعد أن كان دفاع منتخبنا في هذه المباراة في أسوأ حالاته وسهّل كثيراً من مهمة المنتخب الجابوني في الوصول إلى شباك المعز محجوب بأكثر من حالة انفراد تام، وزاد حال منتخبنا الوطني تعقيداً في الدقيقة 76 عندما اقصى الحكم صلاح الجزولي بالبطاقة الحمراء مع لاعب من منتخب الجابون بعد أن اشتبكا بدون كرة وأجرى مازدا تعديلين بخروج مصعب ودخول مهند الطاهر وخروج مالك ودخول عبده جابر مع تحول امير كمال لمتوسط الدفاع لكن هذه التبديلات لم تغير شيئاً من واقع المباراة التي توقفت لدقيقتين عندما تعرض المهاجم اوبا ميانغ لاصابة مؤثرة بسبب تدخّل قوي من أمير كمال ونجح منتخب الجابون في قتل الوقت حتى اعلن الحكم عن نهاية المباراة بفوز منتخب الجابون برباعية. مستوى كارثي لمالك وفارس في المنطقة الخلفية كان دفاع منتخبنا الوطني عبارة عن شوارع وممرات آمنة لهجوم المنتخب الجابوني بعد أن تسبّب خط الدفاع في الخسارة القاسية التي تعرض لها منتخبنا وكان مالك متوسط الدفاع في أسوأ حالاته وأتاح أكثر من حالة انفراد بالمرمى وتسبّب في اهتزاز شباك الصقور ثلاث مرات ونافسه في السوء فارس عبد الله في الجهة اليسرى حيث كان معبراً سهلاً لهجمات الجابون ولم يستقر أداء دفاع المنتخب الا بعد عودة أمير كمال لكن هذه الخطوة تمّت بعد أن استقبلت الشباك أربعة أهداف. الرئيس الجابوني يتابع المباراة ويحتفل مع اللاعبين برغم أن المباراة لا تأثير لها على مسار منتخب الجابون في التصفيات الافريقية بعد أن ضمن المنتخب تأهله كونه البلد المستضيف الا أن المباراة حُظيت باهمام كبير على المستويين الرسمي والشعبي فكان الحضور الجماهيري الكبير الذي تقدمه عمر بانقو رئيس جمهورية الجابون والذي حرص على متابعة المباراة من داخل الإستاد واحتفل مع اللاعبين عقب المباراة بالانتصار الكبير الذي تحقق على المنتخب السوداني. الكابتن محمد عبد الله مازدا: مصلحة الأندية فوق المنتخب وعلاقتي مع الصقور انتهت أعلن الكابتن محمد عبد الله مازدا المدير الفني نهاية علاقته بصقور الجديان لافتاً إلى أنه وفي آخر اجتماع للجنة المنتخبات الوطنية أكد أن مباراة منتخبنا امام الجابون هي الأخيرة له مع المنتخب الوطني لأنه وصل إلى قناعة بأن هذه الطريقة لن يكون معها منتخب يمكن أن يحقق نتائج جيدة وأضاف: لا أحد يهتم بالمنتخب الوطني وحتى في خارطة الدوري مصلحة الأندية فوق مصلحة المنتخب والاتحاد السوداني يجب أن يهتم بالمنتخبات أكثر من الاندية مشيراً إلى أنه وضع خارطة لإنقاذ المنتخب واعادته للطريق الصحيح لكن الخارطة لم تجد من يهتم بها أو ينفذها وأفاد مازدا أن هذه المباراة غير مؤثرة على ترتيب المجموعة لكن مع ذلك كانت تستحق اهتماماً اكبر لأنها مؤثرة في التصنيف، ونفى مازدا أن تكون استقالته تكتيكية ذاكراً أنه حدد موقفه النهائي وحسم أمره بأن مباراة الأمس هي الأخيرة له مع صقور الجديان، وكشف مازدا عن الأسباب التي أدت لانهيار منتخبنا أمام نظيره الجابوني ذاكراً ان المنتخب لعب المباراة في ظل ظروف صعبة للغاية وفقد نصف قوته بعد انسحاب عدد من اللاعبين إلى جانب الإصابات المؤثرة في الدفاع والهجوم والوسط وأفاد مازدا أن المنتخب فقد خدمات المهاجم الأول بكري المدينة وزاد الحال سوءً بسبب عدم أداء المنتخب لأي مران قبل السفر للجابون وانتقد مازدا أداء حكم المباراة ذاكراً أنه ذبح صقور الجديان واحتسب هدفين للجابون من تسلل مكشوف وشكّك مازدا في صحة طرد صلاح الجزولي، ونفى مازدا أن تكون الهزيمة الكبيرة التي تعرض لها منتخبنا الوطني أمام الجابون بمثابة مفاجأة بالنسبة له ذاكراً أنه لم يتوقع نتيجة ايجابية بل كان يتوقع الهزيمة لأنه يعلم أن المنتخب غير جاهز وغالبية العناصر المؤثرة لم تشارك متمنياً أن يجد المنتخب الدعم المطلوب حتى يعود للسير على الطريق الصحيح.