خلصت في المقالة السابقة عن العلاقة التوافقية بين الدولة والفيفا حتى لا نحسبهم خصوم وأعداء لبعض لأنه لو كان الأمر كذلك لما ارتضت دولة في العالم ان تصبح عضواً في الفيفا بل ولما صدقت دولة لاتحاد أن ينشأ لأنه لا ينشأ الا بقرار من الدولة ووفق قانونها فالفيفا نفسها نشأت بالمادة 60 من القانون السويسري كما نشأ الاتحاد السوداني وفق المادة 12 من قانون 2003 وقد وعدت في المقالة السابقة ان أتوقف اليوم مع الدستور واللائحة الدولية ولعلها من محاسن الصدف ان يتزامن الموضوع مع تصاعد الأحداث في السودان ولست هنا بصدد تناول التصعيد الذي شهدته الأزمة فهي (عايرة وأدوها سوط ولكن ما في مسؤول في البلد) ولكن ما يعنيني من التصعيدات ان الاخ مجدي والاخ اسامة عطا المنان تهددوا الدولة بأنها لو تدخلت في الازمة لتعرض السودان للعقاب ولكم دهشت لأن كلاهما يحتلان منصبين تم الغائها في اللائحة الدولية ومع ذلك بقيا في مناصبهما حماة للائحة وقرارات الفيفا التي اسكتاها بقانون الدولة التي يتهددونها اليوم بالعقاب لو خالفت اللائحة الدولية وظلوا يتهربون من السؤال أليس في وجودهم في مناصبهم مخالفة للوئح الدولية فلماذا لم يطالبوا بمعاقبة السودان. الفيفا أحنت رأسها لأن بلاتر صاحب مصلحة في وجودهم في مراكزهم. الأمر الثاني والمهم هل حصانة الفيفا لقرارات الاتحاد أمر مطلق أم انه مشروط بالتزامهم وتنفيذهم للوائح الفيفا ام انها حصانة لمخالفاتهم وكيف يكون الموقف اذا تأكد للدولة انهم هم الذين خالفوا لوائح الفيفا فهل تصمت الدولة ازاء مخالفات تجهض الاهداف التي دفعتها لعضوية الفيفا نفسها. اخلص من هذا ان حصانة وحماية الفيفا للاتحاد مرهونة في نفس الوقت بالتزام الاتحاد بلوائح الفيفا وهذا ما يجهله الوزير وزميله لأن الفيفا لا يمكن أن تفرد حماية لمن لا يلتزم باللوائح. وبهذه المناسبة أدعوكم لوقفة مع هذا النص من لائحة القيم والاخلاق في الفيفا وهو القانون الأقوى والذي بموجبه صدر ايقاف بلاتر نفسه اليوم واجراء التحقيقات معه بعد التحرر من التبعية. ولنقف مع هذا النص الخاص ولنرى بماذا يلزم الاتحاد والى اي مدى يمكن ان يخضع لمحاسبتها من تسببوا في هذه الازمة الاخيرة من مرتكبي مخالفات تؤكد الخروج السافر عن هذه القيم وكيف يكون موقف قادة الاتحاد لو ان ممارساتهم وسلوكياتهم في هذه الأزمة صعدت للجنة القيم والاخلاق التي يقول أهم نص فيها في لائحة القيم: Fife is constantly striving to protect the image of football ,and especially that of fife, from jeopardy or harm as a result of illegal or ,immoral, or unethical, methods, or practices. النص يؤكد حرص الفيفا للمحافظة على صورة الفيفا بعدم الحاق أي ضرر نتيجة لممارسات غير قانونية وغير أخلاقية وهل ما شهدته الساحة في هذه الازمة يخرج عن هذه المخالفات مما يعرض مرتكبيها لعقوبات لجنة القيم الاخلاقية وليس تهديد الدولة بالعقوبات والتي أخضع لها بلاتر اليوم فماذا يقولون لو الدولة دافعت عن نفسها وقدمت الدليل على تلاعبهم المتعمد بالقانون, بجانب ذلك المدة 19 من نفس اللائحة تحظر بصفة قاطعة لأي منتسب لأي اتحاد في أي موقع ان يكون له او لأي من أهله او أصحابه عملاً تتحقق منه مصالح مادية فكيف يكون حال الاتحاد مع هذه المادة بعد ان رحل بلاتر الذي كان يغطي عليها لفساده ولمصالح مشتركة فهل اذن يكون تدخل الدولة هنا لنصرة قيم واخلاقيات الفيفا جريمة ام انهم يستحقون الشكر لأنهم أحرص على لوائح الفيفا . وأدعوكم لوقفتي القادمة مع دستور السودان الذي نص على ان السودان دولة لا مركزية وقصر مسئولية الحكومة المركزية في مستويات قومية فقط وأوكل للولايات الرياضة المحلية والذي قصر دور الانظمة المركزية والاتحاد العام على رأسها انه معني فقط بالعلاقات والمشاركات الخارجية ولا شأن له بالنشاط المحلي بالمدن في الولايات كما ان اللائحة الدولية نصت على ان يتولى الاشراف على هذا النشاط رابطة الاندية المحترفة والتي لها حق المشاركات الخارجية. فهل لاتحادنا أي شرعية دستورية او وفق اللائحة الدولية..؟ وكونوا معي للوقوف على النص في الدستور.