* بعيداً عن السخرية والشماتة لابد أن نتبحر في تفاصيل كارثة نصف نهائي الكونفدرالية ونتعمق لنبحث مسببات الإخفاق الكبير الذي أدمى قلوب أنصار العملاقين، وأطار النوم من المآقي. * هناك أسباب مشتركة تنحصر في الضغط البدني الهائل الذي تعرض له لاعبو الفريقين، بسبب كثرة المشاركات وتوالي المباريات الرسمية وقلة فترات الراحة. * أتى المردود اللياقي للمريخ والهلال في غاية الضعف خلال مباراتي الإياب مع ليوبار ودجوليبا، وقد شاهدنا كيف تراجع أداء المريخ في الحصة الثانية للقائه مع الفريق الكنغولي لدرجة إنه عجز عن صناعة أي فرصة عليها القيمة، كما شاهدنا كيف تساقط لاعبو الهلال في الحصة الثانية بمالي من فرط الإرهاق، وظلوا يخرجون بالنقالة على رأس كل ثلاث دقائق تقريباً. * لا ليوبار أفضل من المريخ، ولا جوليبا اقوى من الهلال ! * لكن الفريقين الكنغولي والمالي تفوقا على العملاقين بدنياً، وقصما ظهريهما بعنصر اللياقة الذي افتقده لاعبونا في مرحلة الحصاد. * لم يصنع الهلال سوى ثلاث فرص فقط في مباراتيه أمام جوليبا! * ولم يصنع المريخ سوى فرصتين فقط في مباراتيه أمام ليوبار! * وفي المباراتين تدنى أداء الفريقين في الحصة الثانية. * والسبب ضعف اللياقة البدنية. * ولكي لا نلقي القول على عواهنه سنضرب المثل بالمريخ، ونقول إنه خاض خلال 32 يوماً سبع مباريات رسمية، في الكونفدرالية والدوري المحلي، علاوةً على مشاركة بعض لاعبيه الأساسيين في مباراة الإياب التي جمعت منتخبنا الوطني الأول مع منتخب إثيوبيا في أديس. * في الفترة من يوم 6 أكتوبر الماضي وحتى العاشر من نوفمبر الجاري لعب المريخ مع إنتركلوب (في أنغولا)، ومع النسور، والهلال، وهلال الساحل، ومريخ كوستي (بديلاً لهلال كادوقلي في كوستي)، وليوبار (ذهاباً وإياباً)، وإذا أضفنا مباراة المنتخب مع إثيوبيا سيصبح المجموع ثماني مباريات في 32 يوم! * وهذا يعني أن لاعبي المريخ لعبوا بمعدل مباراة في كل أربعة أيام، وهذا أمر مهلك بكل تأكيد. * وإذا أضفنا إلى ذلك اضطرار اللاعبين للسفر إلى أنغولا وكوستي والكنغو وإثيوبيا خلال الفترة المذكورة سنعرف حجم الضغط البدني الذي تعرضوا له قبل اللقاء الأخير. * ولولا أن إدارة المريخ رفضت الاستجابة للبرمجة المعلنة لأجبر الفريق الأحمر على أداء مباراة رسمية أخرى في كأس السودان أمام أهلي الخرطوم قبل ثلاثة أيام فقط من موعد مباراة العودة مع ليوبار. * والأمر نفسه ينطبق على الهلال الذي أدى نفس عدد المباريات التي خاضها المريخ (ثماني مباريات في 33 يوم)، علاوةً على مباراة المنتخب مع إثيوبيا. * وخلال الفترة المذكورة سافر لاعبو الهلال إلى بورتسودان والحصاحيصا وباماكو. * وفوق ذلك اضطر أجانب الفريقين إلى السفر للمشاركة مع منتخباتهم الوطنية في بطولات قارية عدة مرات. * تواضع القمة في نصف النهائي لم يفاجئنا، وقد كتبنا قبل فترة في هذه المساحة محذرين من أن ضغط البرمجة سيشكل أكبر مهدد للفريقين في نصف نهائي بطولة الكونفدرالية، وقد كان! * نخلص مما سبق إلى أن الاتحاد السوداني لم يساعد ممثليه في بطولة الكونفدرالية ولم يوفر لهما ظروفاً ملائمة للمنافسة على اللقب * من الأسباب التي تسببت في فشل العملاقين في الوصول إلى نهائي الكونفدرالية ضعف أداء المحترفين الأجانب في مرحلة الحصاد. * في المريخ تواضع سكواها وكليتشي وأديكو ولم يشكلوا أي إضافة للفريق أمام ليوبار. * لم يصنعوا الفارق، ولم يضعوا أي بصمة على أداء الفريق. * حتى الحضري الذي قدم مردوداً جيداً ارتكب هفوة كبيرة تسببت في هزيمة المريخ بالكنغو. * وتكرر الأمر نفسه في الهلال، حيث أدى سادومبا بسلبية في مباراتي نصف النهائي وعجز عن التسجيل، كما فشل حتى في تنفيذ ركلة الترجيح بطريقة سليمة، وتبعه يوسف محمد الذي تسبب في الهدف الثاني لجوليبا بسوء تغطيته للمنطقة، (وكمل الناقصة) بإهدار ركلة الترجيح التي سددها بين يدي الحارس بكل رعونة، ليقضي بها على آمال الهلال ويدمي قلوب الجماهير. * ومن الأسباب المشتركة التي أدت إلى خروج العملاقين من الكونفدرالية سوء تعامل المدربين ريكاردو وغارزيتو مع مباراتي إياب نصف النهائي. * أخطأ ريكو في التشكيل، وفي التبديل، وتبعه غارزيتو وفعل الشيء نفسه! * وازداد الطين بلة بتخلي الحظ عن المدربين في أخطر مباراتين. * اتضح سوء حظ العملاقين في الفرصتين اللتين أهدرهما سعيد مصطفى ومدثر كاريكا! * اجتمع الإرهاق مع ضعف اللياقة مع سوء الحظ مع سوء تقدير المدربين فحلت الكارثة بالقمة. * ومن الأسباب التي أدت إلى (طيران) الفريقين من نصف النهائي ضعف التركيبة النفسية اللاعب السوداني الذي لم دائماً ما يعجز عن تحمل الضغوط وينهار في الأمتار الأخيرة للمنافسات الكبيرة. * ومن مسببات الإخفاق الكبير ضعف لمسة القيادة في الفريقين. * لم يضف العجب جديداً لفريقه عندما دخل بديلاً في الحصة الثانية. * ولم يقدم سعيد ما يتناسب مع أهمية الشارة التي ارتداها على زنده. * وفي الهلال غاب هيثم بفعل فاعل، وتهرب عمر بخيت من تسديد ركلة الترجيح، وسمح ليوسف محمد (المتعود على إهدار مثل هذه الركلات) بتسديدها، فأهدر جهد زملائه وقضى على أحلام جماهير الهلال. * الثابت أن الفريقين استنفذا كل قوتهما في الدور المجموعات وبلغا نصف النهائي منهكين فتمكن الكنغولي والمالي التهامهما بمنتهى السهولة! مسببات خاصة * علاوةً على الأسباب المشتركة التي ذكرناها في مطلع المقال هناك أسباب تخص كل ناد. * في المريخ مثلاً لعب ضعف قدرات المدرب البرازيلي ريكاردو دوراً مهماً في خروج الفريق صفر اليدين من البطولة الإفريقية (ومن الدوري كذلك). * قد نجد بعض العذر لغارزيتو الذي عانى من ظروف قاسية تتعلق بمشاكل عديدة مع قائد الفريق هيثم مصطفى، علاوةً على مشاكل إدارية أخرى تمثلت في عدم دفع مستحقات اللاعبين، وقد تكفلت بعض الصحف الهلالية بنشر خبر تذمر اللاعبين في صالة المغادرة الخاصة بمطار الخرطوم قبل سفرهم إلى مالي. * وإذا عذرنا غارزيتو بسبب خلو دكة البدلاء الخاصة بالهلال من اللاعبين الجيدين فلن نجد العذر لريكاردو الذي أهمل تجهيز لاعبين متميزين ودفع بمن هم أقل منهم في المستوى خاصة في الوسط الذي مثل علة العلل. * في الهلال ساهم سوء أداء خط الدفاع في إهدار التأهل. * وفي المريخ شكل تواضع مردود خط الوسط أس البلاء. * يجب على طرفي القمة أن يخضعا كارثة الخروج المؤلم من البطولة القارية إلى دراسة مستفيضة لتحديد مسببتها بدقة، سعياً إلى تلافيها في مقبل المواسم، خاصةً وأن الإخفاق أصبح يتكرر كل عام. سوار وموقعة ذات النقالات * أصاب الإرهاق لاعبي الهلال ونفذ منهم الوقود في الحصة الثانية لمباراة جوليبا فسعوا إلى أهدار الزمن بالتساقط على الأرض بصورة مستمرة. * ادعى إيكانغا الإصابة ست مرات! * وسقط كذلك خليفة وكاريكا وسادومبا وسيف مساوي وجمعة جينارو ومهند الطاهر. * ارتمى كاريكا أرضاً ورفض السماح لرجال الإسعاف بنقله إلى خارج الملعب تطبيقاً لقرار الحكم، بل تعمد السقوط من النقالة سعياً إلى إهدار المزيد من الوقت. * بدلاً من انتقاد السلوك غير الرياضي للاعب أشاد المعلق سوار الذهب به، وقال إن ذلك يمثل (فرصة لإهدار الزمن)، وانتقد مسعفي إستاد المريخ لأنهم حاولوا حمل أحد نجوم ليوبار وفعل نفس ما فعله كاريكا! * جاء أداء لاعبي الهلال سيئاً للغاية! * لكنه سوءهم لا يقارن بسوء أداء المعلق المذكور الذي طالبنا بأن نكذب عيوننا وهو يدعي أن المخالفة التي احتسب منها الحكم بادارا داياتا ركلة جزاء لمصلحة جوليبا حدثت خارج منطقة الجزاء! * أثبتت الإعادة صحة قرار الحكم، بل إننا نعتقد أن داياتا تساهل مع جينارو عندما اكتفى بإنذاره بالبطاقة الصفراء، وكان بمقدوره أن يطرده لأنه حرم مهاجم جوليبا من فرصة هدف مؤكد! * في الجزء الأخير للمباراة تحول سوار الذهب إلى مشجع متعصب وأفتى بأن الحكم حرم الهلال من ركلة جزاء ارتكبت مع مهند، مع أن اللقطة كانت بعيدة للغاية ولم توضح ما إذا كان مهند قد تعرض إلى إعاقة أم لا! * رغم ذلك ثار سوار وهاج وماج وهاجم الحكم بطريقة غريبة، وردد عبارات متشنجة مثل (دي شفتها وديك ما شفتها.. ليك يوم يا ظالم)! * معلقو شبكة الجزيرة الرياضية لا يتعاملون في العادة بالطريقة التي اتبعها سوار. * ركلة الجزاء صحيحة ولو ادعى سوار غير ذلك ألف مرة! * واللقطة التي طالب فيها المعلق المذكور باحتساب ركلة جزاء للهلال غير واضحة ولا يمكن استخدامها لتأكيد حدوث المخالفة أو نفسها. * كشفت مباريات دور المجموعات لبطولة الكونفدرالية النقاب ميول المعلق المذكور، وجعلته يفقد الكثير من أراضيه، علماً أنها قليلة أصلاً! * أداء سوار في موقعة (ذات النقالات) أسوأ من أداء لاعبي الهلال! إيكانغا أسوأ محترف * كثر الحديث عن سوء أداء اللاعبين الأجانب في طرفي القمة، ونعتقد أن إيكانغا أسوأهم على الإطلاق. * لم يضف اللاعب المذكور لفريقه أي جديد، وتشير سجلات الحكام إلى أنه أحد أسوأ اللاعبين الأجانب سلوكاً بدليل أنه ظل يحصد البطاقات الملونة في المباريات الدولية والمحلية. * علاوةً على كل ذلك تعود إيكانغ على محاولة خداع الحكام بالسقوط أرضاً والتلوي بشدة سعياً إلى انتزاع مخالفات لا وجود لها بادعاء الإصابة مثلما فعل في مباراة جوليبا والهلال الأخيرة. * سقط اللاعب أرضاً وطلب الإسعاف ست مرات وفاق عادل إمام في جودة التمثيل. * وكان أسوأ لاعبي الهلال أداءً في على مدار الشوطين لأنه لم يهتم بأداء الواجبات التي أوكلها إليه غارزيتو بقدر ما اهتم بمحاولة خداع الحكم والانبطاح على الأرض سعياً إلى إهدار الزمن. * أعيدوا هذا الممثل سيء السلوك من حيث أتى لأنه لم يشكل أي إضافة للهلال! * تواضع فني، سوء سلوك، بطاقات بالجملة، عنف مع الخصوم، وازدراء متواصل لكل قواعد اللعب النظيف. * في المقابل لا توجد مآخذ سلوكية تذكر على نجمي المريخ الإيفواري اديكو والزامبي سكواها، لكن أداءهما في الموسم الحالي لا يشفع لهما بالاستمرار مع الفريق. * لم يضيفا جديداً يذكر للفريق بل تحولا إلى عالة عليه، ونعتقد ان رحيلهما واجب. آخر الحقائق * نبارك لمريخ الفاشر وأهلي عطبرة صعودهما إلى الممتاز. * مع تقديرنا التام لآلام أحبائنا الأهلة فلابد أن نداعبهم! * تحملنا مداعباتهم وثقالاتهم وعليهم أن يتحملوا مداعباتنا وثقالاتنا بعيداً عن صور المواسير والحمام الزاجل. * سبحة المعز حديث الماليين! * سبحة المحجوب شقيقة سبحة سيدا! * على طريقة إعلانات سوداني نقول: (صفر محلي ودولي.. حير العالم)! * حضر زمن الإنجليز.. وزار مطاعم لذيذ! * عاصر هيلاسيلاسي.. وحضر زمن الجلاكسي! * زامل منزول وجكسا.. وحضر ناس جمعة الطاروا هسة! * الصفر العنيد، قاتل مع قوة دفاع السودان واتطوع مع الهجانة، وحضر الأزهري وعبود والنميري والصادق وزروق.. وما راضي يروق! * حضر استفتاء الوحدة أو الانفصال، وصوت للوحدة.. مع الهلال! * الصفر أقدم من الكسرة، وقاعد من زمن الزمام أب رشمة! * عاصر أم بلينة السنوسي وعائشة الفلاتية ومهلة العبادية، وغنى مع ريماز ونانسي وشموس! * حضر العبادي وود الرضي وود البنا وود القرشي والسر قدور، ودندن مع فرفور! * الصفر الخطير.. عاش من زمن الناس بتضبط ساعاتها بالقطر.. وتركب المفتخر! * اتعالج بحبوب السلفة في الشفخانة، وحكمة الله لي هسة قاعد معانا! * حلق الكاري والخنفس وشق شعرو مع إبراهيم عوض، وحضر المارينز والراستا، وأكل المديدة والباسطة! * الصفر عاش من زمن الدوم بالطبق، وقراصة النبق! * وعاصر زمن البيتزا واللازانيا والهوت دوغ والكرانشي بيرغر! * الصفر قاعد من زمن القراية أم لوح، وما بعيد يكون ركب سفينة نوح! * هز مع الدلوكة والشتم، ورقص التوتيستي، ولبس الشارلستون، وقدل بساعة الرومر، ونضارة البيرسول، وحضر زمن توب الزراق الجابوهو النقادة، والقنجة، وأب قجيجة، ورسالة لندن، وجكسا في خط ستة، وتحرمني منك، وعاش لي زمن الكارينا والبودي والإسكيني والسيستم! * عاصر زمن الهيلمان والهينو والكندة والهنتر وكومر الكشة.. وركب اللكزس والأمجاد والركشة!! * شهد زمن الترماي وأبو رجيلة، وحضر زمن بيع التمر بالكيلة! * الصفر قاعد من زمن (الشدة) و(تموت تخلي)، والهلال ما راضي يخلي! * صفر معمر، لعب مع منزول وممي وقاقا والدحيش وجكسا وباكمبا، وزامل سيدا وسانيه وسادومبا! * صفر معتبر.. حضر زمن الأرباب.. وقرأ عمود (بدون حجاب)! * الصفر والهلال أصحاب أصحاب! * واحد قالوا ليهو نسيبتك ماتت.. ضحك شديد، قالوا ليهو: عيب عليك يا زول بتضحك مالك.. قال: داير أبكي.. لكن الضحك براهو بيجي! * المريخاب دايرين يبكوا مع الهلالاب، لكن الضحك براهو بيجي! * وشر البلية ما يضحك. * آخر خبر: أشهر وقعتين: وقعة خديجة من البلكونة.. ووقعة كاريكا من النقالة!