طالب الكاتب الصحفي ديف ايغرز ،وجون برندر غاست مؤسس مشروع ايناف ،الولاياتالمتحدة الاميركية ،الى تقديم حوافز حقيقية للسودان حال تحقق السلام، ابرزها وقف مذكرات الاعتقال بحق الرئيس البشير لمدة عام، وتطبيع العلاقات بين الخرطوموواشنطن ،والتدخل لانهاء الحرب في دارفور، ومنع اندلاع حرب جديدة بين الشمال والجنوب. ونشر الناشطان الاميركيان، مقالاً نشرته صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان «الحرب وشيكة في السودان»، استهلاه بقولهما، ان الأميركيين يتشككون - لأسباب كثيرة - في قدرات دولتهم على التأثير في الأحداث الخارجية بشكل ايجابي، ربما لأن الولاياتالمتحدة تخوض حربين لم تتضح عواقبهما بعد، بل وأثارتا الشكوك حول مدى صحة أي قرار يُتخذ بشأن أي منهما. وقال الكاتبان ،ان واشنطن نجحت في المساعدة في التوصل الى اتفاق سلام شامل بين الخرطوم والحركة الشعبية، واعتبرا ذلك مثالا على ما تستطيع الولاياتالمتحدة فعله، اذا ركزت جهودها ونفوذها بشكل ايجابي. واشار الكاتبان في مقالهما الى أن اتفاق السلام منح جنوب السودان ثلاثة أشياء مهمة هي المشاركة القوية في الحكومة المركزية، والحكم شبه الذاتي للجنوب، وتقسيم عائد مبيعات النفط مناصفة بين الشمال والجنوب، واستفتاء لتقرير المصير، لكنهما حذرا من ان التلاعب بنتائج الاستفتاء ، سيقود الى قتال أسوأ مما سبق ،اذ بدأ الجانبان بتسليح نفسيهما منذ توقيع اتفاق السلام. ويجيب الكاتبان عن سؤال طرحاه حول ما تستطيع الولاياتالمتحدة فعله للمساعدة في منع عودة الحرب وسقوط مزيد من الضحايا؟ بالاستشهاد بما قاله مبعوث الادارة الأميركية الجنرال سكوت غرايشن «لا يوجد لدينا قوة ضاغطة حقاً»،ورأى الكاتبان أن الولاياتالمتحدة تمتلك اتفاق السلام الشامل في السودان، وانها اذا مارست مزيدا من سياسة الترهيب والترغيب، فسيمكنها تعزيز القوة الدبلوماسية الأميركية،واقترحا فرض عقوبات ،بوقف مساعدات صندوق النقد الدولي، وتأييد مساعي المحكمة الجنائية الدولية ، وتشديد حظر الأممالمتحدة المفروض على التسليح، وتقديم المساعدة الى الجنوب، وحتى تكون هذه الجهود الدبلوماسية فعالة، لابد من طرح حوافز حقيقية أيضاً في حالة تحقيق السلام، ومنها وقف مذكرات الاعتقال بحق الرئيس البشير لمدة عام، وتطبيع العلاقات بين الخرطوموواشنطن، كما ينبغي مشاركة فرق مفاوضات أميركية خبيرة مع الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة لانهاء الحرب في دارفور، ومنع اندلاع حرب جديدة بين الشمال والجنوب.