مرت العلاقات السودانية التشادية بحالة جفوة وصلت مرحلة العداء خلال الأعوام الماضية بسبب الاتهامات المتبادلة بين الجارين اللذين ظلا في نزاع امتد لخمس سنوات بدعم كل منهما للمتمردين في البلد الاخر، مما أسفر عنه تدهور الأحوال الأمنية في البلدين، وهذه الأيام تعد العلاقات بين الخرطوم وانجمينا في أفضل حالاتها، وذلك عقب زيارة الرئيس التشادي، ادريس ديبي الأخيرة للخرطوم في فبراير الماضي لتطبيع العلاقات وانهاء الخصام الذي أضر بمصلحة البلدين، بجانب تجمع دول الساحل والصحراء «س،ص» المنعقد في تشاد هذه الأيام، مما يدعم متانة العلاقات بين الجنابين، خاصة بعد تصريحات وزير خارجية تشاد موسي فكي، بأن بلاده تقف بقوة مع قرار الاتحاد الافريقي الرافض لتحركات المحكمة الجنائية الدولية ضد القيادة السودانية. حيث زار الرئيس التشادي ادريس ديبي الخرطوم في فبراير الماضي لتطبيع العلاقات بين الجارين اللذين ظلا في نزاع لمدة خمس سنوات بسبب دعم كل منهما للمتمردين في البلد الاخر، ووجه ديبي خلال زيارته دعوة للرئيس البشير للتوجه الى تشاد، الذي قبل الدعوة لكنه لم يحدد لها موعداً، وتأكيداً لحسن النوايا التشادية قام الرئيس التشادي بطرد خليل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة من بلاده، في انتظار خطوة مماثلة من الخرطوم، لانهاء الشقاق وتمين العلاقات التاريخية بين البلدين. وفي خطوة مماثلة بدأ السودان في طرد قادة التمرد التشادي الموجودين على اراضيه تمهيداً لزيارة الرئيس عمر البشير لانجمينا والمتوقعة خلال اليوم. وقال مصدر دبلوماسي يتابع عن كثب هذا الملف لوكالة فرانس برس ان «قادة حركة التمرد التشادية بدأوا بالفعل في حزم حقائبهم، بعضهم رحل منذ بعض الوقت واخرون على وشك الرحيل» ، واضاف «لكن ليس من الواضح في الوقت الحالي ما اذا كان تيمان ارديمي ومحمد نوري «اثنان من ابرز قادة التمرد» لا يزالان في السودان». لكن مصادر مطلعة ابلغت «الصحافة» ان قيادات بارزة من المعارضة التشادية غادرت السودان الى الدوحة، حيث ينتظر ان تقود قطر وساطة بين المتمردين التشادين وحكومة انجمينا. واوضح مسؤول في تشادي انه «بعد طرد خليل ابراهيم جاء دور السودانيين في احترام نصيبهم في الاتفاق «بارغام قادة التمرد التشادي الموجودين في السودان على حزم حقائبهم». وأضاف الدبلوماسي المتابع للملف «على الرئيس البشير ان يقوم بنصيبه من العمل ومن ثم ان لا يكون هناك وجود لزعماء حركة التمرد التشادي في السودان عندما يتوجه الى تشاد»، بعد ان قال»السودانيون يقومون حقا باقتلاع التمرد التشادي». وصرح مسؤول سوداني ، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة فرانس برس امس الأول، ان «الرئيس سيزور انجمينا للمشاركة في قمة دول الساحل والصحراء «سين صاد»». وينتظر ان يرافق البشير في زيارته مستشاره ، مسؤول ملف دارفور غازي صلاح الدين ورئيس جهاز الامن والمخابرات محمد عطا. وفي سياق متصل، امتدح وزير الخارجية على أحمد كرتى التطورات الايجابية فى العلاقات السودانية التشادية فى اعقاب زيارة الرئيس ادريس ديبي الى الخرطوم ومشاركته فى مراسم تنصيب عمر البشير لرئاسة الجمهورية. واعلن كرتى امام اجتماع المجلس الوزارى لدول تجمع الساحل والصحراء مساء، ان الامن والاستقرار سادا حدود البلدين عقب الاتفاق الذى تم حول مراقبة مشتركة للحدود بين البلدين. وابان كرتي ان حركة المواطنين والتجارة عادت الى نشاطها الطبيعى بين البلدين، مشيراً الى ان البلدين اتفقا على ان تكون الحدود المشتركة جسرا للتواصل وسوقا لتبادل المنافع، وأشار الى الجهود المبذولة حاليا لتنمية القرى والمدن الحدودية لتصير «واحة» للأمن والسلام ، واضاف «ان الخرطوم وانجمينا تسعيان لمزيد من التعاون والتكامل حتى تصبح العلاقات الثنائية بينهما نموذجا يحتذى لمجموعة تجمع الساحل والصحراء». كرتي: تشاد تؤكد وقوفها مع السودان ضد تحركات الجنائية اكد وزير خارجية تشاد موسي فكي أن بلاده تقف بقوة مع قرار الاتحاد الافريقي الرافض لتحركات المحكمة الجنائية الدولية ضد القيادة السودانية. وقال فكي ل»سونا» ان موقف بلاده يتمثل في الموقف الذي اتخذه الاتحاد ازاء المحكمة وتحركاتها واضاف «نحن ملتزمون بهذا القرار». واكد الوزير أن العلاقات بين السودان وتشاد شهدت تطوراً ملحوظاً وانها الآن عادت الي طبيعتها ورحب بمشاركة «القيادة السودانية» في قمة تجمع دول الساحل والصحراء.