أدلى يفغيني موستوفشيكوف، قائد المروحية الروسية العاملة في السودان، بحديث لوكالة "نوفوستي" تطرق خلاله إلى تفاصيل احتجازه لدى إحدى الجماعات المسلحة في جنوب دارفور خلال مدة ثلاثة أيام قبل الإفراج عنه في التاسع والعشرين من يوليو. يذكر أن عددا من المتمردين في جنوب دارفور السوداني خطفوا في السادس والعشرين من يوليو الماضي مروحية من طراز "مي- 8 م ت ف" تابعة لشركة "يو تير" (UTair) الروسية وعلى متنها طاقمها الروسي المتكون من أربعة أفراد ومجموعة من السودانيين. وكانت المروحية الروسية تقوم بمهمات لصالح بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، وفي ذلك اليوم حملت من مدينة الفاشر الواقعة في شمال إقليم دارفور إلى مدينة أبشي في جمهورية تشاد وفدا من نشطاء "حركة التحرير والعدالة". وخلال رحلتها إلى تشاد هبطت المروحية في بلدة أبورجو الواقعة في جنوب دارفور لتحمل مجموعة ثانية من الأشخاص الذين كانوا متوجهين إلى الدوحة للمشاركة في المباحثات مع ممثلي الحكومة السودانية. ولكن بعد هبوط المروحية في هذه النقطة أقدم متمردون مسلحون على مهاجمتها وأخذوا عنوة من أفراد طاقمها وركابها كافة الوثائق التي كانت بحوزتهم والأموال والهواتف والساعات. وروى موستوفشيكوف أن الخاطفين أجبروا الجميع على الركوع بينما أخذوا بضرب الركاب السودانيين. وكانت أغلبية الخاطفين من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و18 عاما وقام بتوجيههم عدد من الأفراد الأكبر سنا والذين كانوا يحملون السلاح. ولاحظ قائد المروحية أن الأشخاص الذين هاجموا مروحيته لم يخضعوا لقيادة واحدة كما لم يتبعوا مخططا معينا. وأضاف أن المعتدين كانوا في حالة من العصبية والعدوانية حتى أنهم تشاجروا فيما بينهم، مشيرا إلى تخوفه من احتمال إقدامهم على إطلاق النار على أحد المحتجزين، ولو من قبيل الصدفة. وجدير بالذكر أن ثلاثة من أفراد الطاقم الروسي قد عادوا مع المروحية إلى قاعدة تموضعها الدائم في السودان في اليوم التالي. أما قائدها فعاد إلى هناك بعد يومين آخرين. وكان موستوفشيكوف نقل بعد إطلاق سراحه من بلدة أبورجو إلى مدينة نيالا حيث تتواجد قاعدة البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وصرح فرحان حق، نائب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لوكالة نوفوستي أن الطيار الروسي عاد إلى قاعدة بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام "القبعات الزرقاء" في نيالا على متن مروحية تابعة للبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي برفقة أفراد من المخابرات السودانية. وقال أندري نيستيرينكو، الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية، إن روسيا تعرب عن امتنانها وشكرها لكل من ساهم في عملية البحث وإنقاذ المواطن الروسي، مشيراً إلى أن السلطات السودانية إلى جانب بعثة السلام المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي شاركت في عملية تحرير الطاقم.