ما يزال عشرات المئات من مسرحي جبهة الشرق يعانون الأمرين جراء التلكؤ في معالجة أوضاعهم وإدماجهم داخل مجتمعاتهم الريفية بولايات شرق السودان المهمشة ، ويقول محمود الأزهري احد ضحايا ما يسمى بالمعالجات الوهمية التي يروج لها من حين الى حين ناشطون في عمليات الدمج والتسريح بشمال السودان انه لم يتسلم المنحة المخصصة له منذ ان بدأت الحكومة في صرف مستحقات المسرحين، وانه ليس الضحية وحده وانما يشاركه الشعور بالغبن عدد كبير من ابناء ولاية كسلا ممن قيل لهم سقطت اسماؤكم من كشوفات المسرحين المستحقين للدعم والادماج ما حدا بهم في وقت سابق الى الاحتجاج بعنف على الخطوة التي تمت بحقهم . ومن الواضح ان ملف مسرحي جبهة الشرق تتنازعه أهواء متضاربة ففي الوقت الذي تفيد فيه مفوضية الادماج والتسريح لشمال السودان بقرب انتهاء عمليات التسريح واكتمال عمليات الدمج وتورد ارقاماً تفيد بذلك، تظهر على السطح تسريبات بوجود خلل كبير في تنفيذ هذه العمليات، الامر الذي ربما ينعكس سلباً على مصداقية الحكومة في تبني سياسات نزيهة تجاه عملية التسريح والادماج، ولن يقتصر الامر على فقدان المصداقية تجاه الحكومة من قبل المسرحين وإنما يتعداه الى إعادة الجهات الدولية المانحة النظر في تمويل البرامج الخاصة بالتسريح والادماج . ومن التسريبات التي طفت على السطح هذه الايام الحديث عن وجود مستفيدين من عمليات الصرف من مال التسريح البالغ الفين وسبعمائة جنيه للفرد الواحد، اي بمعني ان بعضهم يمتلك ادلة بينة على وجود اسماء غير موجودة الا على الورق يتم الصرف بموجبها لتتحول هذه المبالغ الى أفواه التماسيح، وهذا الامر يتم بالتزامن مع إيهام البعض الآخر من المسرحين الحقيقيين بأن اسماءهم سقطت من الكشوفات ثم تتم عملية تسوية بنصف المبلغ المقرر إرضاءً لأصحاب الاسماء الساقطة المزعومة . ان مراجعة ملف المسرحين المفترى عليهم واجب يفرضه الظرف الراهن على القائمين على امر مفوضية نزع السلاح وإعادة الادماج والتسريح والتي لا نشك ان على رأسها يقوم رجل فاضل مشهود له بالنزاهة ونظافة اليد والخدمة الطويلة الممتازة في المجال الانساني،الا وهو الدكتور سلاف الدين صالح واركان حربه في المفوضية . ان مراجعة الملف قد تفضي الى اكتشاف تجاوزات يتحدث عنها أصحاب الشأن انفسهم فهم المسرحون على الاوراق وهم الضحايا في واقع الامر وكلما قرأوا او علموا بأن الحكومة صرفت باسمهم اموالا جاءوا يبحثون عن الحق الضائع وكشفوا عن تفاصيل خطيرة تتعلق بهذا الملف . ومن تلك التفاصيل التي يتحدث عنها المسرحون الحديث عن منظمات شرق السودان المملوكة لاشخاص وقيادات محسوبة على جبهة الشرق والعاملة على حد زعمها في مجال الدمج والتسريح وانشاء مشروعات للمسرحين . هذه المنظمات تقوم بإيراد كشوفات لتتحصل بموجبها على المبالغ المخصصة للمسرحين، او تقوم المفوضية بإسناد مهمات بعينها لهذه المنظمات تتحصل بموجبها على مبالغ طائلة دون ان تحقق في واقع الامر اي برنامج يخص المسرحين، فهل تدقق المفوضية في مثل هذه الاساليب وترصدها، ام ان الامر متروك للتقديرات الخاصة؟.