تمكنت حكومة جنوب دارفور امس من اطلاق سراح الرهينة الاميركية فلافيا واغنر، بعد محنة اختطاف دامت اكثر من مائة يوم على أيدي مجهولين اقتادوها من بلدة «ابوعجورة» جنوبي مدينة نيالا. ولأول مرة يعلن عن اسم الرهينة التي كانت تصر على عدم الكشف عن اسمها. وفي هذه الاثناء عززت الاجهزة الامنية حصارها لخاطفي الطيارين الروس، بينما انتقدت موسكو تعرض رعاياها للاختطاف لاكثر من مرة خلال شهرين. وأبعدت السلطات في ولاية جنوب دارفور موظفة نرويجية امس اتهمتها بتحريض الرهينة الاميركية على الادلاء بمعلومات كاذبة حول تعرضها للتعذيب والاهانة من قبل خاطفيها. وقالت فلافيا انها لم تجد اية معاملة قاسية من قبل المختطفين طوال فترة الاختطاف، مشيدة بدور الحكومة والاجهزة الامنية في تحريرها، واضافت «انا سعيدة بعودتي الى حياة المدينة بعد مضي مائة يوم بين الجبال والهضاب بدارفور» واعربت ان حزنها الشديد للضغط النفسي الذي مر به والداها اثناء فترة اختطافها. وامر والي جنوب دارفور عبدالحميد كاشا بطرد المدير الاداري لمنظمة nca النرويجية العاملة بالولاية، قرو ايقلاند، لتحريضها الرهينة الاميركية همسا في اذنها اثناء جلوسها بجوار الوالي في المؤتمر الصحفي امس. وعندما سمع كاشا الموظفة النرويجية تقوم بتحريض الرهينة وهى تهمس لها فى اذنها، صاح في حراسه وامرهم بإخراج الموظفة قرو ايقلاند من داخل القاعة، قبل ان يأمر بإبعادها من الولاية خلال اليوم «امس.» من جانبه أعلن مبعوث الرئيس الروسي لشؤون السودان ميخائيل مارغيلوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفدرالية الروسي أن عملية خطف الطيارين الروس في السودان جرت ليل الأحد على بعد 50 مترا عن «الفيلا» التي يستأجرونها ويقيمون بها. وأضاف مارغيلوف أن الحادثة وقعت في مدينة نيالا أثناء عودة الطاقم الروسي من المطار إلى «الفيلا» على متن حافلة صغيرة، قامت باعتراضها مجموعة من المسلحين وأرغمت المواطنين الروس على النزول واقتادوهم تحت تهديد السلاح إلى جهة مجهولة. وأعرب مارغيلوف، عن قلقه إزاء عجز السلطات السودانية عن تأمين الحماية اللازمة للمواطنين الروس العاملين في السودان، مشيرا إلى أن السلطة الرسمية في البلاد لا تسيطر على الأوضاع في دارفور. وأضاف مارغيلوف إن حادثة الاختطاف تثير القلق والغضب. وتابع:» يجب تذكير السلطات الرسمية في السودان بأن عجزها عن تأمين الحماية اللازمة للمواطنين الأجانب على أراضيها ليس إلا إثباتا للمجتمع الدولي على تراجع نفوذ السلطات المركزية». وقال الوالي في مؤتمر صحفي امس بنيالا ان تحرير الرهينة تم بسلامة بعد جهود بذلتها السلطات الامنية بدون اية مساومات او دفع اية مبالغ مالية كفدية للخاطفين، مؤكدا ان عملية الاختطاف نفذها مجرمون لا علاقة لهم بالغرض. ودعا كاشا المنظمات ووكالات الاممالمتحدة لاهمية التنسيق مع الاجهزة الامنية وابلاغ السلطات بتحركاتها لتوفير الحماية وكبح جماح المجرمين. واستبعد احتواء ظاهرة الاختطاف والاعتداءات على موظفي المنظمات ما لم يكن هناك تنيسق واعتراف بدور الاجهزة الامنية والشرطية. وتشير «الصحافة» الى ان منظمة «محفظة السامري» الامريكية العاملة فى مجال المياه والصحة والتعليم علقت نشاطها منذ اختطاف الرهينة فيلافيا ورهنت مزاولة عملها بإطلاق سراحها. ووصلت المختطفة الأمريكية فلافيا واغنر الخرطوم مساء امس. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية معاوية عثمان خالد في تصريح صحافي إن المواطنة الأمريكية في صحة جيدة ، وإن الأجهزة المختصة على المستويين الاتحادي والولائي بذلت جهوداً خلال الفترة الماضية لاطلاق سراح آمن للرهينة دون الاستجابة لشروط الخاطفين الذين ستتم ملاحقتهم وتقديمهم للعدالة. من جانبهم، قال الخاطفون انهم أطلقوا سراحها وسلموها لسلطات جنوب دارفور دون أن يحصلوا على فدية. وقال أحد الخاطفين ويدعى أبو محمد السمح لرويترز في اتصال عبر الاقمار الصناعية من دارفور «لدينا مطالب نريدها من الحكومة مثل تطوير مناطقنا، نريد مستشفيات وتعليما، اذا لُبيت هذه المطالب لن تحدث عمليات الخطف هذه». وفي هذه الاثناء، طوقت الاجهزة الامنية بولاية جنوب دارفور مدينة نيالا وكافة الطرق الرئيسية والمداخل والمخارج بالتركيز على المناطق الشمالية والجنوبية منها لتسهيل عملية إلقاء القبض على خاطفي الرهائن الروس الذين تم اختطافهم مساء أمس بنيالا. من جانبه، أكد نائب والي جنوب دارفور، عبدالكريم موسى، للمركز السوداني للخدمات الصحافية أنهم أصبحوا «قاب قوسين أو أدنى» من تحديد موقع الرهائن الروس الثلاثة الذين اقتادتهم مجموعة متفلتة بنيالا الى مكان مجهول، مشيراً إلى ان هنالك ترتيبات اتخذتها حكومة الولاية مع الحكومة المركزية لاحتواء ظاهرة الاختطافات المتكررة، وابان ان هذه الترتيبات تتمثل في الدفع بأتيام متخصصة وقوات إضافية. وافاد نائب والي جنوب دارفور ان هذه المجموعات التي تمارس الخطف ليست لديها أية أجندات سياسية أو قبلية، وإنما بغرض كسب المال والاسترزاق الشخصي من وراء هذه الأفعال. واشار والي الولاية عبدالحميد كاشا الى مساع جارية لتحرير الطيارين الروس الثلاثة الذين اختطفهم مجهولون امس الاول من داخل نيالا، واكد نشر تعزيزات عسكرية وشرطية حول منطقة وردت معلومات باقتيادهم اليها.