حقائب المسافرين «العائدين» مبعثرة في كل مكان، ولا صوت يعلو سوى الضجيج، وحالات السخط والاستياء مرسومة علي وجوه المسافرين القابعين في «مواقف» الموصلات بالولايات في انتظار البصات السياحية القادمة من العاصمة لتتواصل الهجرة العكسية عقب انقضاء عطلة عيد الفطر المبارك الي الخرطوم. ضاق السوق الشعبي بودمدني أمس بالمسافرين والذين صبوا جام غضبهم علي أصحاب البصات السياحية والحافلات وأتهموهم بالتنسيق مع بعضهم البعض من اجل احداث أزمة في المواصلات، وذلك بسحب البصات والحافلات من الموقف واخراجها بصورة متقطعة، حتي تستمر الأزمة ليتحكموا في ثبات سعر تعريفة المواصلات. «الصحافة» التقت محمد عبدالباقي الطيب أحد المسافرين فقال، «جشع أصحاب البصات والحافلات جعلهم يسحبون البصات من الموقف لكي تستمر الأزمه من اجل ان يتحكموا في ثمن التذكرة التي لم ترجع الي اصلها ، مع ان العيد مضي عليه اسبوع كامل». واضافت بثينة المكي «ان اصحاب البصات والحافلات يتعللون بأنهم يرجعون من الخرطوم الي الولايات وبصاتهم فارغة ولذلك كان لابد من زيادة التذكرة وثباتها بعد العيد، ونحن غير معترضين علي ذلك ولكن اين ذهبت اسطولاتهم كما يدعون». وقال عبدالحميد الأمين لا نري مبررا للزحام وندرة المواصلات وموقف بحاله لايوجد فيه سوي بص او اثنين فكيف يعقل ان «تقطع» تذكرة وتظل في انتظار البص لأكثر من «5» ساعات، وتساءل عبد الحميد اين ذهبت البصات التي كانت متكدسة في الموقف في الأحوال العادية؟. «الصحافة» التقت بأصحاب البصات السياحية والحافلات والذين بدورهم نفوا تماماً اتهامات المسافرين، وأوضحوا ان الزحمة ترجع الي تدفق المسافرين في وقت واحد عقب عطلة العيد مما تسبب ذلك في حالات الزحام وبرروا أن ثبات التذكرة يرجع الي ان رحلة العودة الي الولايات تكون دون ركاب مما يضاعف عليهم الأعباء، وأكدوا ان الزيادة في التذكرة لم يضيفوها من عندهم وانما حددتها الغرفة الفرعية لنقابة اصحاب وسائقي البصات السياحية والحافلات، من اجل رتق الفارق ووصفوها بالبسيطة. وقال يوسف أحمد شقاق من ادارة مكتب سفريات «عزوز» ان الزيادة علي التذكرة تقف عليها النقابة بالتنسيق مع وزارة النقل والطرق والجسور ووحدة النقل البري، وانها بدأت عقب عطلة العيد من تاريخ «14/9/2010» وتنتهي اليوم، وأضاف ان النقابة لها الحق في زيادة الأيام اذا رأت ضرورة لذلك واستمرار عودة البصات فارغة من الخرطوم الي الولايات، وأكد انهم ليس لديهم مصلحة في التسبب بأزمة المواصلات وقال «الفائدة في زيادة عدد الرحلات وليس في التذكرة». وقال شقاق ان الزحام يرجع الي التدفق الكبير للمسافرين من المدن والقرى التي تقع بالقرب من ودمدني، اضافة الي ضيق الزمن بعد ان حددت الادارة العامة للمرور ان اخر رحلة الي الخرطوم والمدن الأخري تنتهي في الخامسة عصراً مما تسبب ذلك في الزحام وتكدس المسافرين في الموقف.