البصات السفرية.. حضرنا ولم نجدكم! (...) هذه الأسباب قادت لانعدام البصات مساعد المدير العام للعمليات: توافد المسافرين فاق توقعاتنا تقرير: محمد البشاري تصوير: أحمد طلب تنامت خلال الفترات الأخيرة ظاهرة تكدس المسافرين إلى ولايات البلاد المختلفة بميناء الخرطوم البري، ولعل الوضع بالأمس اختلف كثيراً من خلال اكتظاظ الصالات بالمئات من المغادرين إلى ولاياتهم والذي قابله انعدام للبصات السفرية التي تقل المغادرين لولاياتهم (السوداني) تجولت داخل الميناء البري ووقفت على حقيقة الأوضاع. اكتظاظ الصالات المنظر وأنت في طريقك لبوابات الدخول لميناء الخرطوم البري ينبئ بكثافة المسافرين من خلال اصطفاف العشرات من المسافرين مصحوبين بأمتعتهم عند مداخل بوابات الميناء البري بغرض الحصول على تذاكر الدخول إلى داخل المبنى، دلفنا إلى داخل الميناء البري حيث اكتظت أعداد مقدرة من المسافرين (الرجال والنساء) الذين أعيتهم الحيلة في الحصول على تذاكر للمغادرة إلى ولاياتهم في فناء المبنى حيث افترشوا الأرض والتحفوا السماء في انتظار الفرج بحصولهم على وسيلة تقلهم إلى ذويهم بولايات البلاد المختلفة. اتجهنا إلى داخل الصالات حيث احتشد المئات من المسافرين في صفوف طويلة داخل الصالات بغية الحصول على الحجز واستلام تذاكر لبصات سفرية قادمة من عدد من الولايات، المشهد داخل الصالات يوحي لك بأن العاصمة القومية أصبحت خالية من المواطنين حيث مجموعات من الأسر التي تهم بالمغادرة برفقة أطفالها لزيارة الأهل والأقارب بولايات البلاد المختلفة إلا أنهم اصطدموا بخلو الميناء من المركبات السفرية عدا أعداد قليلة منها لا تتجاوز أصابع اليد، انعدام البصات السفرية قابلته زيادة في التذاكر حيث بلغت قيمة تذكرة السفر لمدينة بورتسودان (93) جنيهاً، سنار(38) جنيهاً، كوستي (37) جنيهاً، مدني (21) جنيهاً، الوافد إلى داخل الصالات يلحظ امتلاء منافذ بيع التذاكر بالمسافرين وقيام البعض من (الكمسنجية) التابعين لشركات النقل بالمناداة على الركاب لحجز تذاكرهم بالرغم من خلو الموقف من المركبات الناقلة لهم. استياء المسافرين عدد من المسافرين أبدوا تذمرهم واستياءهم إزاء انعدام البصات السفرية التي تقلهم إلى ولاياتهم، وقالوا إن المواطن ظل يتحمل خلال الفترات الأخيرة فوق طاقاته من خلال الارتفاع الجنوني للأسعار بالأسواق وعدم اتجاه الحكومة للحد منها إضافة للزيادات الأخيرة لأسعار تذاكر السفر من قبل الدولة بنسبة 25%، ومضى عدد من المسافرين فضلوا حجب أسمائهم ل(السوداني) إلى الحديث عن انعدام البصات السفرية وعزوف أصحابها عن العمل ما يدلل على أن الجهات المسؤولة أصبحت عاجزة عن ضبط أصحاب البصات السفرية وإرغامهم على نقل المسافرين. وشددوا على ضرورة مقابلة زيادة تذاكر البصات السفرية بتوفير بصات تقل المسافرين بدلاً من الوقوف في موقف المتفرجين على تكدس المئات من المسافرين. وطالبوا الدولة بتحمل مسؤولياتها كاملة والالتفات تجاه المواطن بدلاً من صب كل اهتمامها تجاه مفاوضات أديس أبابا، واتجه عدد من المسافرين للحديث بأن الفترات الأخيرة ظلت تشهد تنامياً في أعداد المسافرين للولايات بسبب الإجازات الصيفية، ومضوا إلى الحديث بأن على غرفة البصات السفرية والجهات المسؤولة وضع تزايد المسافرين خلال الإجازات الصيفية والتحوط للأمر باتخاذ الإجراءات اللازمة التي تكفل انسياب الحركة داخل صالات الميناء البري وبالتالي مغادرة المسافرين إلى ولاياتهم. وأضافوا بأنهم يبحثون عن إجابات لحقيقة انعدام البصات السفرية على الرغم من زيادة تذاكرها وأن الأمر بدا محيراً بالنسبة إليهم وأردفوا" بأن الأمر يدعو للحيرة" ،واتجهوا للقول أن الظاهرة تكررت خلال الفترات الأخيرة وبخاصة في يوم الخميس الذي يهم فيه الكثيرون بمغادرة العاصمة لزيارة ذويهم، مطالبين الدولة بضرورة حسم ظاهرة تكدس المواقف السفرية بالمسافرين ووضع الحلول العاجلة للأمر. حالة استثنائية مساعد المدير العام للعمليات باسبار دفع الله باسبار حذرمن تنامي ظاهرة ازدياد أعداد المسافرين خلال الفترات الأخيرة ،مطالباً بضرورة دراسة أسباب الظاهرة، ومضى إلى الحديث عن أن إدارة الميناء وضعت تحوطاتها للأزمات إلا أن الظاهرة بحسب وصفه فاقت نتائج توقعاتهم، وقال إن إدارة الميناء تعمل في تنسيق تام مع غرفة أصحاب البصات السفرية والحافلات لتوفير المركبات التي تقل المواطنين، مشيراً إلى أنهم يقومون عبر إذاعتهم الداخلية وشاشات العرض الموجودة داخل الصالات بتطمين المسافرين وإخطارهم بمواعيد رحلاتهم. وأقر باسبار بوجود تكدس للمسافرين إلا أنه عاد وقال إن كل المسافرين حتى نهاية اليوم سيغادرون إلى ولاياتهم، مؤكداً بالقول أن الأمر يحتاج لبعض الانتظار أو الوقت من المسافرين بغية وصول البصات الموجودة بالولايات إلى الخرطوم لجهة أنهم قاموا بإجراء اتصالات بالبصات السفرية الموجودة بالولايات،مضيفاً بأنها في طريقها للخرطوم لحل الأزمة. واتجه إلى القول بأن أعداد الرحلات التي تغادر ميناء الخرطوم خلال الفترات الأخيرة في ظل الازدحامات تتجاوز ال(500) رحلة خلال اليوم إلى ولايات البلاد المختلفة تتمثل في (260) بصاً سياحياً درجة أولى،(120) بصاً سياحياً درجة ثانية بالإضافة إلى (150) حافلة. وقال إن ما يشهده الميناء البري من ازدحام خلال الفترة الحالية يعد حالة استثنائية لجهة أن الرحلات التي تغادر إلى الولايات خلال الظروف العادية لا تتجاوز(400) رحلة، مطالباً المواطن بضرورة الالتزام بمواعيد الحجز المدون على ورقة تذكرة السفر. وتابع :"تخلف المسافر عن اللحاق بالرحلة المحددة له بالتذكرة يمثل أهم مشاكلنا بالميناء".ومضى إلى القول بأن هنالك زيادة حقيقية في أعداد المسافرين تقابلها زيادة في عدد الرحلات المغادرة، مشيراً إلى أن إدارته تعمل على تذليل كل الصعاب والعمل على إيجاد الحلول لها. صيانة وإجازات من جانبه شدد الأمين العام لغرفة البصات السفرية عوض عبد الرحمن عمر على أن هنالك عدة عوامل تضافرت أدت لظاهرة تكدس المسافرين بالميناء، وقال إن أبرز أسباب الظاهرة تمثلت في أن تذكرة السفر أصبحت مقيدة بالزيادات الجنونية لأسعار قطع الغيار داخل السوق الحر، مضيفاً أن الأمر جعل الشركات العاملة في النقل تواجه مصاعب في صيانة البصات. وعزا عمر أسباب انعدام البصات السفرية إلى وجود معظم البصات بالورش بغرض الصيانة بالإضافة إلى الزيادات في الضرائب والرسوم على الرغم من أن القطاع يعد قطاعاً خدمياً، وتابع أن الأمر تزامن مع موسم الإجازات الصيفية واتجاه كثير من الأسر بولاية الخرطوم لقضاء عطلتهم الصيفية بولاياتهم الأمر الذي انعكس سلباً على تكدس المسافرين. وقال إن أعداد البصات السفرية المسجلة لدى الغرفة بكافة أنحاء البلاد تبلغ (1400) بص يخضع منها حوالي (400) بص للصيانة ،وطالب عمر الدولة بضرورة الاهتمام بقطاع البصات السفرية وإجراء سياسات إصلاح ضريبي للقطاع ومعاملته كقطاع استراتيجي أسوة بالزراعة والصناعة ووقف الرسوم والجبايات بالإضافة إلى إعفاء قطع الغيار والاسبيرات من التعرفة الجمركية، ومضى إلى الحديث بأن ما حدث من تكدس للمسافرين وانعدام للبصات السفرية لايعد عزوفاً من شركات النقل وإنما يدلل على صعوبات وتراكم مجموعة من الإشكاليات منذعدة سنوات الأمر الذي أثر سلباً. وأضاف عمر بأن زيادة تعرفة التذكرة بنسبة 25% أمر طبيعي لمواجهة متطلبات القطاع من قطع غيار وخلافه، وكشف عن أن اللجنة المكلفة بوضع زيادات قيمة التذكرة اقترحت أن تكون زيادة قيمة التذكرة بنسبة 59% ودفعت بالتوصية إلى الجهات المسؤولة إلا أن الدولة أقرت بإجازة الزيادة بنسبة25%. وقال إن قرارات رفع الدعم عن المحروقات حال تمت إجازتها من قبل الدولة ستفضي إلى زيادات أخرى على القطاع ما لم تضع الدولة الحلول اللأزمة وسينعكس الأمر سلباً على المواطن. واتجه عمر للحديث عن أزمة تكدس المئات من المسافرين بميناء الخرطوم البري بالقول أن إدارته في إطار معالجتها للازمة قامت بإجراء اتصالات بالبصات الموجودة بالولايات بضرورة الحضور إلى ولاية الخرطوم لفك ضائقة انعدام البصات السفرية بالميناء، مشيراً إلى تضافر الجهود من قبل كافة الجهات لحل الأزمة.