٭ وإن بحثنا في الاسباب التي جعلت منصرفات طرفي القمة «المريخ والهلال» تتضاعف وتقفز لتصل الى الارقام الفلكية لدرجة ان تصل ديون الواحد منهما اكثر من ملياري جنيه خاصة الهلال والذي يقول المسؤولون عنه ان الديون المستحقة عليه والمستعجلة تتجاوز الخمسة ملايين، كما سمعنا ان ديون السيد صلاح ادريس الرئيس السابق تصل قرابة العشرين مليار جنيه، ونكرر عشرين مليارا وهي ليست مجردة عبارة عادية بل ارقام وهي ارقام تعادل قرابة التسعة ملايين دولار «كتيرة والله».. المهم ان راجعنا الاسباب التي تجعل المريخ والهلال يغرقان في بحور من الديون والالتزامات فسنجد السبب هو مجلسا ادارتي الناديين حيث اختار الرئيسان جمال وصلاح ومعهما اعضاء المجلسين ان يكونا فريسة في ايادي اللاعبين ومعهم المنتفعون واصحاب الحاجة وسماسرة التسجيلات. ٭ السباق الاعمى والاطرش وغياب الحكمة وعدم القناعة وفقدان الثقة جعل اللاعب السوداني يمارس الدلع والضغط ويلجأ للتمني والتهديد تساعده صحف وصحافيون ومن خلفه يقف سماسرة يروجون له بالحديث عن مضربه/ قامته/ مهارته/ سرعته/ قوته/ اهدافه/ عمره الصغير/ موهبته العالية/ سلوكه/ انضباطه، الشيء الذي يجعل رأس اللاعب يكبر ليقارب في الحجم الكرة الارضية علما بأن كل ما يقال هو مجرد اوهام وصفات من الخيال ومميزات تقال بغرض التسويق بطريقة اشبه بالتي يمارسها الباعة المتجولون بالسوق العربي «ياللا علينا جاي ياباني اصلي او تركي مؤصل او وارد دبي»، ويأتي ضعف الفكر الاداري هنا حيث ينساق المساكين نحو هذه البضاعة المتشابهة والمضروبة و«البائرة» ويحدث التنافس والاغراءات وتظهر عبارات التحدي ووقتها يكون السمسار مرتاحا واللاعب في قمة السخرية وبعض الاقلام تقوم بدور «المديدة حرقتني»، وعندها تسيطر «الهاشمية» على اصحاب الجيوب وبطريقة التبشير في «الحكامات» يتم «بهل الفلوس وتشتيتها» بعد ان يفكوا عنها «اللستك».! ٭ قالوا ان الاراضي في العاصمة السودانية هي الاغلى في العالم بعد مدينة مكة بالسعودية ونحن نقول ان اللاعب السوداني هو الاغلى في افريقيا والسبب في ذلك الجهل الاقتصادي والفقر الكروي وهذا ما جعل الريموت كنترول والقرار في يد طرف ثالث اسمه «السمسار». ٭ وبإمكان المريخ والهلال السيطرة على سوق اللاعبين وتحديد السعر هذا ان كان هناك فهم اداري وفهم اقتصادي ورؤية مكتملة الجوانب، ونسأل ما الذي يمنع المريخ والهلال من التنسيق ما دام ان عدم التنسيق يعرضهما للبلاوي ويدخلهما في دوامة الديون؟ ولماذا لا يتعاملان بواقعية وعلى حسب امكانياتهما المادية؟. لماذا الصرف البذخي اصلا وما هو الغرض منه بل ما هو المردود خلال ثمانين عاما ظل التحدي فيها قائما بين هذين الفريقين؟. المنافسة العمياء ليست «فلاحة» والصرف وعدم الترشيد وتشتيت الاموال لا هو نجاح ولا شطارة. ٭ كمية من الاجانب فاقدي الموهبة ولا عطاء لهم ولا مردود مدربين كانوا او لاعبين.. معسكرات خارجية كلها فاشلة.. مئات الملايين تدفع للاعبين لا يجلسون حتى في دكة الاحتياطي.. طائرات خاصة بدون داعٍ.. لا سيما والسفريات العادية متوفرة.. حوافز بأرقام خرافية لانتصارات عادية والسبب في كل ذلك هو للاسف الفشخرة والمظاهر. ٭ الامر سيزداد سوءا وسيواصل اللاعبون استهبالهم وامانيهم وسيظل السماسرة يتحكمون في التسجيلات وما لم يكن هناك تعامل واقعي وتصرف حسب الموجود فإن حياة المريخ والهلال ستتوقف ومن هنا نناشد مجلسي الناديين بأن يحتكما لصوت العقل ويعقدا جلسة تنسيقية يتفقان خلالها على عدم «المضاربة»، ويضعان اسسا للتعامل بينهما ويعلنان الحرب على البنود الوهمية والصرف البذخي، ويحددن سقفا للتسجيلات حتى يتحكما في السوق وان يعتمدا على عقولهم بدلا من اللجوء للصحف والسماسرة. ٭ الظروف الآن تغيرت ووضح ان كثرة الاموال والصرف البذخي والعشوائي لن يحققان شيئا، وعلى إدارتي الناديين ان تبحثا عن اساليب اخرى. ٭ هلا تكرمتا!؟