في كل عواصم الدنيا تستعين الدولة بالمختصين والمبدعين لتجميل المدن، وكثير من المدن العالمية اسهم السودانيون في عمرانها وتجميلها ، في ولاية الخرطوم الآن نزعة غريبة اشبه (بعقدة الخواجة) وهي الاستعانة بالشركات الاجنبية والمهندسين الاجانب مع ان لدينا افضل المهندسين وأهم الفنانين التشكيليين في العالم الذين تقتني أهم متاحف العالم لوحاتهم، في الخرطوم الآن شغب معماري غير مفهوم.. وهناك نزعة نحو عمارة الحداثة بلا وعي ولهاث محموم نحو المواد المستوردة مثل (الكلادن) وهذه مواد لا تناسب طقس السودان الحار الذي يحتاج إلى مواد بسيطة تناسب جوه الساخن وشمسه الحارة. تجارب مهمة يقدمها عدد من المهندسين في السودان ولكن يبدو انه في (حكومة الخضر الخرطومية) (زامر الحي لا يطرب) ومن المؤسف ان الخضر يترك أمر تجميل العاصمة لغير المختصين وكانت النتيجة واضحة في شارع النيل الذي تحول إلى مسخ مشوه مع انه كان من اجمل شوارع الخرطوم ببساطته وخضرته ولكن هيئة تجميل الخرطوم التي يقودها الأخ يوسف عبد الفتاح قررت طلاء الاشجار في شارع النيل بالجير.. وهناك شركة للنظافة في الخرطوم لا نفهم ماذا تنظف، فالشوارع متسخة وأكياس القمامة تتكدس صباح مساء فأين تذهب الميزانيات المليونية.. سادتي؟!! واختارت المحليات أن تمارس الجباية بدلاً عن خدمة المواطن المسكين الذين أعيته الحيلة في دفع الرسوم صباح، مساء. في الخرطوم العاصمة نعاني من شغب معماري غير مبرر وفي بحري محلية تعيش في برج عالي وفي أم درمان ظاهرة احتلال بعض الشركات للصواني التاريخية مثل صينية الزعيم الازهري التي احتلتها شركة لبيع الشعير ورسمت عليها زجاجة في أقبح مشهد، لماذا لا تدعم الشركات تجميل الخرطوم بلا من ولا أذى وتقوم بدورها في المسؤولية الاجتماعية؟!. المختصون والمبدعون بعيدون عن تجميل الخرطوم ولهذا أرجو أن لا نبشر بمخطط هيكلي ولا غيره فالشركات الاجنبية لا يمكن أن تقدم لنا هوية سودانية وعاصمة حضارية، الخرطوم تعاني من بسمة الحزن مع سوء الحال وبؤس الحال.. ونحن لا نريد دبي أو ڤينا أو مدريد نريد عاصمة نظيفة وخضراء واعيدوا المختصين للملعب واتركوا التشكيليين يبدعون والمهندسين يخططون وينفذون بلا تدخلات من الافندية، وافتحوا الابواب لبيوت الخبرة لتساهم ولكن ناقشوها بلا عقد لتقدم رؤية تنسجم مع الثقافة السودانية والحضارة السودانية وحتى تصبح الخرطوم جميلة ونظيفة وانيقة ونغني مع عقد الجلاد يا جمال النيل والخرطوم بالليل!! [email protected]
